منتج البرنامج للوفاق:

حُسِينيّة مُعـَلّى.. عزاء بأهداف عالمية

خاص الوفاق: ستودكان:  ما يحدث على يد الصهاينة في غزة وفلسطين هو كارثة عالمية كبرى وإبادة جماعية حقيقية، ففي حسينية معلى، قدّمنا عروضاً لتذكّر بمظلومية أهل غزة.

2024-07-24

موناسادات خواسته

 

 

تمر علينا أيام شهر محرم الحرام، أيام الحزن التي تذكرنا باستشهاد سيد الشهداء(ع) وأهل بيته وأصحابه الأوفياء، حيث أن كل شخص يعبّر عن حزنه وحبّه للإمام الحسين(ع) بطريقته الخاصة وفنه، فالأديب والشاعر بقلمهم وبكلماتهم، وكل فنان بفنه من الرسم والرواية والفيلم والفنون التشكيلية وغيرها، أما بعضها تصبح مميزة وتواجه إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور، وبعضها تجذب المخاطب الأجنبي أيضاً، وتدخل النفوس، ومنها برنامج “حسينية معلى” التلفزيونية.

 

 

“معلى” حسينية بوسع العالم الإسلامي

 

لقد خلقت برنامج حسينية معلى الشعبية أرضية لإحياء وإعادة عرض بعض مراسم الحداد الدينية الغريبة المهجورة في بلدنا من خلال جلبها إلى الساحة وإظهار أنماط الحداد للجمهور من مختلف مدن وقرى بلدنا، أثناء جلب مجلس عزاء الامام الحسين(ع) إلى البيوت.

 

ومن خلال تقريب التلفزيون من رسالته ومهمته الرئيسية وهي أن يصبح مدرسة، تمكن هذا البرنامج من تنفيذ العديد من هذه القضايا.

 

منذ بداية شهر محرم الحرام، كما في السنوات الأخيرة، إستقطب برنامج “حسينية معلى” الشعبي بموضوعات جديدة وعروض مختلفة، الجمهور المحلي والأجنبي عبر القناة الثالثة، ويرى القائمون على هذا البرنامج، الذي تم تصميمه في الجزء السادس خلال 13 حلقة، أن المهمة الأساسية لحسينية معلى، كسائر الحسينيات، هي قراءة الدعاء وإقامة مجلس عزاء أهل البيت(ع).

 

 

برنامج دولية

 

في الجزء السادس من برنامج حسينية معلى، حضر محمد رضا طاهري، إلى جانب حجة الإسلام مصطفى كرمي وسيد رضا نريماني ونزار القطري، ومهدي رسولي، وتقديم نجم الدين شريعتي.

 

والملفت في الأمر أن بث “حسينية معلى” في لبنان وباكستان وتركيا وبعض الدول الأخرى يحدث تزامناً مع بثه في إيران، وبناء على طلب هذه الدول، تم ترجمة هذا البرنامج وواجه استقبالاً كبيراً.

 

إن مراسم الحداد المثيرة للإعجاب لمختلف القبائل والأعراق في أرضنا الملونة في هذا البرنامج، مع تقديم أسلوب الحداد في مدن وقرى ايرانية مختلفة، قد مهّدت الطريق لإحياء بعض العادات والاحتفالات المهجورة والمهملة.

 

ومع وصول كل مجموعة من مجموعات المراسم المختلفة وأداء طقوس حداد خاصة بجغرافيتهم وعرقهم، يقارنهم الجمهور ببعضهم البعض وكل واحد يقول في نفسه أن هذا كان أفضل وأكثر عاطفية من ذلك، وهذه المقارنة المتكررة هو الرحيق المتواتر في مراسم العزاء وهو الامام الحسين(ع) الذي يصب في ضمير الحضور.

 

بفضل بث هذا البرنامج، سيتم منح الجمهور الذي لا يستطيع الذهاب إلى مراسم العزاء لأي سبب من الأسباب، فرصة إقامة العزاء لمحبي الإمام الحسين(ع) المخلصين.

 

وبحسب العديد من الخبراء والنقاد، فإن برنامج حسينية معلى استطاع أن يغير مفهوم البرنامج الدينية من بنية جامدة ومتكررة إلى صيغة مرنة ومتنوعة وجذابة، ولعل هذه هي القضية التي جعلته محط اهتمام الكثير من جمهور التلفزيون.

 

وتمكنت برنامج حسينية معلى من تحقيق الرقم القياسي لأكثر البرنامج الدينية والتعليمية مشاهدة، وحققت لنفسها مكانة جيدة بين المشاهدين.

 

 

العبور عن النموذج المكرر

 

كحدث إعلامي جديد في الشعائر الدينية، أصبح برنامج “حسينية معلى” منبراً لعرض الجوانب الجذابة والأقل ظهوراً في شخصية وعادات وتقاليد المؤمنين والمجموعات العرقية المختلفة في أيام حزن وفرح أهل البيت(ع).

 

وتزداد أهمية إنتاج هذه البرنامج عندما نتذكر أن البرنامج التليفزيونية الدينية والمذهبية في كل سنوات ما بعد الثورة الإسلامية كانت مقتصرة على البرنامج الحوارية، ولم يشهد الجمهور خلال هذه السنوات تقريبا أي شكل ملحوظ من الإبداع من جانب منتجي البرنامج التلفزيونية.

 

ومن خلال استغلال الأجواء الودية بين المضيف وضيوف البرنامج، تمكنت “حسينية معلى” من مزج جوانب العرض بالجو غير الرسمي والصادق للمؤمنين، وأصبح هذا الحدث أكثر جاذبية بحضور المشجعين الذين شوهدوا وسمعوا دائماً خلف المنابر الرسمية للوفود.

 

أحد هؤلاء الرواديد هو نزار القطري، الذي تعود قراءة رثائه الحنين إلى قبل 17 عاماً بحضور فرقة عزاء من مدينة بوشهر الذين أضفوا على البرنامج أجواءً غريبة، تجذب انتباه الكثير من الجماهير وحتى وسائل الإعلام.

 

وهذا يدل على تأثير التلفزيون في هذا المجال والذي يمكن أن يكون له أثر كبير في تكوين أجيال مهتمة بفن عبادة أهل البيت(ع) من خلال تنمية وتعزيز إنتاج مثل هذه البرنامج واتخاذ خطوات جادة في مجالات الثقافة والفن الديني والمذهبي.

 

 

تجسيد التقارب والتعاطف

 

وإن كاميرا التلفزيون تذهب إلى قرية صغيرة أو مدينة من مدن بلادنا من خلال هذه البرنامج وتعرض طقوس العزاء ومراسمه بكل عناصرها الثقافية والعرقية، مما يجعل رواديد الحي ومدن البلاد الأخرى يسعون ويبذلون جهدهم لكي يصبحوا أقوى تأثيرا في هذا المجال.

 

ويعتبر هذا العمل في حد ذاته الخطوة الأولى لتشجيع وترويج الإعلام في تدريب الرواديد، وبالإضافة إلى دورها التعليمي، يجب على هيئة الإذاعة أيضاً أن تلعب دوراً تحفيزياً وترويجياً في القطاع التعليمي.

 

والأهم من كل ذلك، فان ما يميز برنامج حسينية معلى عن البرنامج الدينية الأخرى التي شاهدناها حتى الآن على شاشة التلفزيون، هو وجود الإبداع في هذا البرنامج، على عكس البرنامج الدينية الأخرى التي تتمتع بأجواء جافة وبعيدة عن الترفيه.

 

لقد تمكنت هذه البرنامج من توفير جو حقيقي تماماً للمشاهدين باستخدام ميزات متنوعة لجذب الجمهور ولخلق المزيد من الإثارة في إنتاج المحتوى حتى أثناء العطلات، وقد استطاعت هذه البرنامج أن تأخذ شكلاً عالمياً، وخير سبب ودليل على ذلك بعض المشاركين في هذا البرنامج الذين يتواجدون فيه من بلدان إسلامية أخرى.

 

 

الضيوف الأجانب وعوائل الشهداء

 

و من الأقسام الملفتة في هذه البرنامج كانت حضور زوجة الشهيد “محمد الشيباني” الذي استشهد مع الشهيد سليماني والشهيد أبومهدي المهندس، كضيف في هذه البرنامج، مع السيدة “إلهه آخرتي” مؤلفة الكتاب عن حياتهم، والكتاب يتحدث عن حياة السيدة “أطياف زبيدي” زوجة الشهيد حيث واجه إقبالاً كبيراً.

 

على ما يبدو، حسينية معلى لا تجد صعوبة في العثور على موضوع، ويكفي أن تلمس قلب جغرافية الحسين(ع) وتجلب طقوس عاشوراء إلى استوديو البرنامج.

 

وما يجعل الأمر صعباً هو تحويل هذه الحقيقة التاريخية إلى شكل من أشكال الصورة واللون والضوء، وهو ما يتم العمل عليه حتى الآن.

 

في هذه الأجواء أجرينا حواراً مع منتج “حسينية معلى” السيد “سعيد ستودكان”، الذي يعتقد انه لن يتكرر هذا البرنامج خلال العشرين سنة القادمة، وكلما حاول تحقيق طقوس الحداد، كلما زاد اندهاشه، ويقول عن عرض البرنامج أن “حسينية معلى” خاصة بموسمين في السنة؛ واحدة في العشرة الأولى من المحرم والأخرى في أعياد الشعبانية. و فيما يلي نص الحوار:

 

 

حسينية دولية

 

 

بداية، سعيد ستودكان منتج هذا البرنامج يتحدث عن حسينية معلى ويقول: منذ عامين، عندما بدأنا الموسم الأول من “حسينية معلى”، كان لدينا هدف عام، وهو تقديم برنامج خاص خلال العقد الأول من محرم والتعامل مع ميراث الحداد في جميع أنحاء العالم، لم يتم إنشاء مثل هذا البرنامج من قبل وكانت تجربتنا الأولى، وفقاً للخطط التي كانت لدينا، لم يكن هناك أي عيوب في العمل، ومع ذلك، لم تكن لدينا خبرة في الحصول على ردود فعل من الجمهور.

 

عندما تم بث الموسم الأول، كانت ردود الفعل جيدة جداً. لقد تناولنا البرنامج في جزئين؛ الأول، وجود طقوس من مدن مختلفة، والثاني هو مركزية مديح سيد الشهداء(ع).

 

لقد فعلنا نفس الشيء في هذا العام وفي نفس الوقت انتبهنا إلى الابتكارات التي تشكلت بالفعل في حسينية معلى. أما بالنسبة لأولئك الذين يتحدثون عن التكرار، يجب أن أقول إنه في إيران، هناك الكثير من الطقوس الدينية النقية والصافية حول الحداد على الشهداء، ومن حيث المحتوى، لن يتكرر البرنامج خلال العشرين عاماً القادمة.

 

وفي عرض الطقوس التي لدينا في برنامج هذا العام، الحد الأدنى لعدد الأشخاص يتراوح بين 80 و90 شخصا. حتى أننا قدمنا ​​عروضاً وصلت إلى 150 وحتى 400 شخص.أولئك يأتون من مدنهم وقراهم وينفذون البرنامج. من ناحية أخرى، كان استقبال الناس رائعاً لدرجة أنه يوجد الآن حوالي 1200 ضيف في الأستوديو كل ليلة.

 

و لقد قمنا بتحليل نقاط القوة والضعف لدينا من المواسم الماضية ووضعنا خططاً جديدة بناءً على ذلك.

 

 

طقوس حداد بتنوع مختلف

 

ويتابع ستودكان: منذ شهر شعبان، بدأت فرقنا البحثية بالذهاب إلى قرى ومدن مختلفة للتعرف على طقوس الحداد المتنوعة، ولكن الحقيقة هي أننا أنفسنا لم نعتقد أنه سيكون لدينا مثل هذه الموارد الضخمة والغنية حول عزاء سيد الشهداء(ع)، حيث ذهبوا إلى قرية بعيدة عن وسط المحافظة يبلغ عدد سكانها 290 نسمة وشاهدوا طقوساً مذهلة تتعلق بحداد محرم.

 

وبعد أن ذهبوا إلى قرية تبعد 20 كيلومتراً، واجهوا طقوساً مختلفة وغنية تماماً حول انتفاضة عاشوراء. حقا، كلما حاولنا مشاهدة هذه الطقوس، كلما أصبحنا أكثر دهشة.

 

 

ميزة حسينية معلى

 

أما حول النقطة المميزة وبث برنامج حسينية معلى في الدول العربية والإقبال عليه يقول منتج البرنامج: نعم الحمد لله، منذ الموسم الماضي ومنذ البداية، كنّا نقصد أن تصبح حسينية معلى برنامج دولية، وكان المشاركون يأتون من بلدان مختلفة.

 

وفي هذا الموسم أيضاً كان لدينا مشاركين من خارج ايران مثل باكستان وأيضاً الدول العربية في الخليج الفارسي، مع الأخذ في الاعتبار أن لدينا جماهير في دول مختلفة ترغب في مشاهدة البرنامج ولكنها لا تفهمه لأن لغة البرنامج هي الفارسية.

 

ولهذا قررنا في هذا الموسم ترجمة البرنامج إلى 5 لغات وهي الفارسية، العربية، الإنجليزية، الأردية والتركية، وتم ذلك وبثه عبر قنوات مختلفة وإتاحته للجمهور.

 

 

عرض البرنامج في الدول العربية

 

وفيما يتعلق ببث البرنامج في الدول العربية تزامناً مع ايران، قال ستودكان: نعم، لقد تم بث هذه الترجمات للبرنامج  تزامناً مع البث في ايران.

 

وكان محور برنامجنا هو تمثيل طقوس عاشوراء وطقوس خاصة بشهر محرم الحرام في عزاء سيد الشهداء(ع) وكذلك التأبين، وبهذا التركيز كان لدينا ضيوف من لبنان والعراق وسوريا هذه السنة كما في السنوات الماضية.

 

 

الإنتاج المشترك مع الدول العربية

 

وعندما سألنا السيد ستودكان: هل تلقيتم طلباً للإنتاج المشترك مع الدول العربية؟، أجاب: على أية حال، مكان إنتاج البرنامج هو في إيران وتركيزنا الرئيسي في إيران، ولكن إذا كان زملاؤنا الإعلاميون وكذلك أحباؤنا في مختلف البلدان يرغبون في الحصول على برنامج مشتركة وإنتاج مشترك، فسنرحب بهم بالتأكيد، وإن شاء الله سنقوم بالبرمجة للتفاوض في هذا المجال.

 

 

غزة في حسينية معلى

 

أما حول الظروف التي تجري في غزة وتزامنها مع شهر محرم الحرام، وكيف يمكن لهذه البرنامج أن تتخذ خطوة لإظهار مظلومية غزة وجرائم الصهاينة، قال ستودكان: إن ما يحدث على يد الصهاينة في غزة وفلسطين هو كارثة عالمية كبرى وإبادة جماعية حقيقية، والجهود التي يبذلها الصهاينة هي أن صرخة اضطهاد أهل غزة هذه والقمع الذي يمارسونه على هذا الشعب المظلوم بشتى الطرق، لا تحظى بتمثيل إعلامي ولا تصل إلى آذان شعوب العالم.

 

ومن جانبنا، في حسينية معلى، قدّمنا عروضاً لتذكر بمظلومية أهل غزة، ولتحذير الجمهور من الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة، وكان لدينا عرض عبارة عن أنشودة لمجموعة من 400 طفلة شاركوا في برنامج حسينية معلى، وأنشدوا نشيد اسمها “آه.. آه.. غزة”، وكانت موجهة للأشخاص الذين قد تصبح جرائم الصهاينة بالنسبة لهم أمراً عادياً.وذكروا اضطهاد أطفال غزة االمظلومين.

 

وفي أماكن مختلفة قمنا بتصميمات تتعلق بقضية غزة وتم تقديمها ، لكي ينتبه جمهورنا في هذه الحشود الى الجهود التي يريد الصهاينة بذلها لكي لا يُسمع صوت سكان غزة، فنحن نحاول أن نجعل صرخة اضطهادهم مسموعة لشعوب العالم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص