ذكريات بطولية للإيرانيين في المواقف المختلفة من الحرب

أديبات يسطّرن أحرف من نور في الكتب

2023-01-11

الوفاق/ المرأة هي محرك تقدم إيران، ونحن على أعتاب ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (س) التي سُمي يوم ميلادها في ايران يوم المرأة وعيد الأم ودون شك المرأة الايرانية تحظى بمكانة عظيمة وبإمكانها أن تناضل في ساحة النضال، كما أنها تظهر في أعلى المستويات في مختلف المجالات العلمية والثقافية، ولكن اليوم نتطرق الى بعض الكتب التي تم تأليفها من قبل النساء اللاتي يناضلن بأقلامهن  ويسطرن أحرف من نور، ونذكر بعض هذه الكتب المميزة التي لاقت إستحساناً  من قبل قائد الثورة الإسلامية وواجهت إقبالاً كبيراً من قبل القرّاء، فقبل فترة ذكرنا بعضها، مثل كتاب “أم إيران”، وغيرها، واليوم نتطرق إلى أنموذج آخر.

إبكِ وحدك

قصة حياة السيدة “أشرف سادات منتظري” والدة الشهيد محمد معماريان، من تأليف أكرم إسلامي، تم نشره من قبل دار نشر “حماسه ياران”.

لعل ذكريات أمهات الشهداء ورواياتهن من أكثر الأعمال جاذبية ولذة في مجال الدفاع المقدس. لأنه مرتبط بأمهات كان لهن دور في حرب استمرت ثماني سنوات، وهو جزء أدوه دون أي توقعات وبكوا بصمت لسنوات حداداً على أحبائهم. الآن بعد مرور أربعين عاماً على تلك السنوات، لا تزال هذه الذكريات تستحق القراءة.

في هذا الكتاب سوف تقرأ صورة قصيرة ومختصرة ولكن ذات مغزى لحياة مليئة بالطاعة لقائد الثورة الإسلامية، وتدور القصة حول إمرأة ضحت بطفلها من أجل بقاء واستقلال هذه الأرض ولم تتنازل عن كل ما في وسعها في سبيل الإسلام والثورة.

أشرف سادات منتظري، والدة الشهيد محمد معماريان، التي وهبت بحبها وصدق حياتها وقلبها لأبناء هذه الأرض.

يتناول جزء من هذا الكتاب النضالات الثورية للسيدة منتظري في مدينة قم المقدسة وطهران ويعرض صورة عامة لإمرأة مجاهدة لعبت دوراً بارزاً وجديراً بالثناء في انتصار الثورة. الجزء الثاني من الكتاب مخصص لذكريات الأم أثناء الحرب واستشهاد ابنها الحبيب محمد، وكذلك أنشطة هذه الأم بعد الحرب وإسهاماتها البناءة في الأعمال العامة والاجتماعية.

وقد كتب قائد الثورة الإسلامية ملاحظة على هذا الكتاب.

كما أنه أنشدت السيدة “نغمة مستشار نظامي” قصيدة ملحمية لهذا الكتاب، وبعد قراءة كتاب “ابكِ وحدك” ثلاث مرات وبحسب كلماتها الخاصة، ففي كل مرة كانت تنهيه بعيون مبللة وهي تقول: ماشاءالله، كتبت السيدة نظامي أبيات حداد على ملحمة أمهات الشهداء وزوجاتهم وكان الحافز لها لإنشاد هذه الأبيات هو بموجب خطاب أرسلته إلى قائد الثورة، كما كتب قائد الثورة الإسلامية ملاحظة على هامش رسالتها.

جاء في نص رسالة السيدة نغمة مستشار نظامي: “في الآونة الأخيرة نصحني أحد معارفي بقراءة كتاب “إبكِ وحدك” وأتيحت لي الفرصة لمقابلة واحدة من الطيبات في عصرنا السيدة أشرف سادات منتظري، والدة الشهيد محمد معماريان، قرأت الكتاب ثلاث مرات خلال أسبوع وفي كل مرة أنهيت القصة مع اقتراب الفجر، في حين كنت أقول: ما شاء الله بعيون مبتلة، وانتبهت لنصيحتكم في الكتابة حول قصة أمهات وزوجات الشهداء من قبل الشاعرات ورواية حياة هذه السيدة، اعتقدت أنه من واجبي أن أكتب ابيات مخصصة لهم ولشهدائهم العظام.

نتيجة قلمي الصغير وكلماتي المضطربة هي تركيبة مكونة من اثني عشر فقرة، وهي مخصصة لمظهر هذا النوع من الأب في الملحق”.

فتبدأ قصيدة السيدة مستشار نظامي بهذه الأبيات: “ملحمة بدون امرأة وامرأة لا معنى لها.. أن رجل الحب العاجز وحده في العالم..”.

دا

 

كتاب “دا” للمؤلفة سيدة أعظم حسيني، وكتب قائد الثورة الإسلامية عن هذا الكتاب: “هذا الكتاب حقاً وبصدق كتاب جيد جداً يمكن تقديمه على المستوى العالمي”.

يروي هذا الكتاب ذكريات الراوي عن الأيام الأولى للحرب وأيام هجوم الجيش البعثي العراقي على خرمشهر والمقاومة الشعبية في هذه المدينة.

في هذا الكتاب، تروي السيدة زهرا حسيني ذكرياتها عن أيام المقاومة والأيام التي تلتها بأدق التفاصيل ، لدرجة أن هذا النوع من التفاصيل والتعبير اللحظي عن الأحداث دفع الكثيرين إلى تسميتها بـرواية في حين أن هذا الكتاب مليء بالذكريات الحقيقية.

كانت الراوية تبلغ من العمر 17 عاماً فقط في تلك الأيام، وقد تكون أهمية هذا الكتاب أن أحداث حربنا قد رويت لأول مرة من وجهة نظر فتاة مراهقة.

الذكريات التي احتفظت بها الراوية في صدرها سراً لمدة 20 عاماً تقريباً ولم تقل أي شيء عنها. في هذا الكتاب ، هناك أشياء لم تُقال عن الحرب لم يتحدث عنها أحد حتى الآن. اجتذب هذا الكتاب وجهات نظر مختلفة من مجموعات وفئات فكرية مختلفة.

ومن بين الذين أشادوا بهذا الكتاب مسؤولون ثقافيون ومديرون وفنانون وكتاب ومصورون سينمائيون. كتاب دا هو واحد من أجمل وأكمل الكتب التي كتبت عن الدفاع المقدس على الإطلاق.

تتمثل إحدى ميزات هذا الكتاب في أنه مصور جيداً وهو أكثر الكتب الرائعة التي تمت طباعتها على الإطلاق حول موضوع الدفاع المقدس.

يحتوي هذا الكتاب على جوانب بصرية وسينمائية رائعة، وإذا أوكلت إلى مخرج ماهر  يمكن أن تكون فعالة للغاية. حتى الآن ، أعرب العديد من المخرجين المعروفين في البلاد عن رغبتهم في إنتاج فيلم من كتاب “دا”.

غروب بالميرا

كتاب “غروب بالميرا” من تأليف محبوبة معظمي، متضمناً سيرة الشهيد المدافع عن المرقد المقدسة علي أصغر شيردل، وتم نشره من قبل دار نشر بعثت الـ 27 .

بالميرا من أشهر المدن التاريخية في العالم، وتقع في مدينة تدمر السورية، والتي يزورها ملايين السياح كل عام.

كان هذا المبنى الفريد ساحة مصارع كبيرة وكان له ألف أعمدة، في يوم استشهاد علي أصغر، قصف داعش هذه المدينة الأثرية، ولقد تم تدمير نصف هذا المكان الأثري الفريد.

كانت آخر صور الشهيد بجوار أعمدة بناية بالميرا، في نفس اليوم الذي ذهب فيه علي أصغر ورفاقه إلى تدمر لزيارة هذا الصرح التاريخي في 5 مايو 2015.

ويهدف الكتاب اإلى أن ينقل للجمهور جميع المغامرات التي حدثت في حياة الشهيد شيردل، منذ الولادة حتى استشهاده.

ابنة شينا

كتاب “إبنة شينا” للمؤلفة بهناز ضرابي زادة، لدار نشر “سوره مهر”، وموضوع الكتاب ذكريات امرأة، ويحكي بقلم ناعم قصة حياة قدم خير محمدي كنعان زوجة الشهيد الحاج ستار إبراهيمي.

فتقول ضرابي زادة: “كانت هناك أنشطة ثقافية مختلفة حول حياة هذا الشهيد. حسب الأعمال المنجزة، علمت أن زوج “قدم خير” استشهد وهي في سن الثانية والعشرين، وعلى الرغم من إنجابها لخمسة أطفال، إلا أنها لم تتزوج وقامت بتربية أطفاله بمفرده”.

وأضافت هذه السيدة الكاتبة: كان هذا الموضوع مثيراً للتفكير بالنسبة لي، فقد جاءت امرأة تعيش في القرية إلى المدينة وكانت وحيدة في أوج شبابها ، وكل حزنها كانت تربي أطفالها. لذلك قررت إجراء مقابلة معها حول تقلبات حياة هذه المرأة. ونشرتها في كتاب تحت عنوان “غولستان الحادي عشر”.

فرنجيس

كتاب “فرنجيس” للمؤلفة “مهناز فتاحي” ودار نشر “سوره مهر”، أشار قائد الثورة الى هذه السيدة العظيمة خلال رحلتها إلى كرمانشاه وأكد على تسجيل ذكرياتها.

“فرنجيس حيدري بور” امرأة من كرمانشاه تعيش في قرية بالقرب من جيلان غرب، سلوكها أكثر إثارة للإعجاب من تمثال الفأس في يدها في كرمانشاه ولديها قلب طيب.

لسنوات عديدة من المقابلات، لم تشارك فرنجيس ذكرياتها، حتى وافقت أخيراً في هذا الكتاب على سرد بعض الأحداث التي حدثت له خلال سنوات الحرب.

في عام 1980، بعد أن هاجم الصداميون قرية اوازين، فر الناس إلى الوديان المجاورة. كانت تعود فرنجيس التي كانت تبلغ من العمر 18 عاماً في ذلك الوقت ، إلى القرية ليلاً مع أخيه ووالده لإعداد الطعام.

لكن على طول الطريق، استشهد والد فرنجيس وشقيقها في صراع مع عملاء صداميين، وبعد مواجهة جنديين صداميين، اشتبكت فرنجيس معهما بدون أسلحة نارية وبفأس والدها، وقتلت أحدهما وأسرت الآخر بكل المعدات الحربية لهما وسلمتها إلى مقر الجيش الإيراني.

كتاب فرانسيس مقسم إلى 12 فصلاً، تبدأ بمقدمة وتنتهي بـ “الكلمة الأخيرة”. يتناول الفصل الأول طفولة الراوي، حيث لم يرد ذكر للحرب وعواقبها ، لكن ظل الفقر والحرمان واضح للعيان في المكان الذي يعيش فيه فرينجيس وعائلته.

تروي في هذا الفصل قصة أنه كان من المفترض أن تتزوج من رجل صدامي في مدينة خانقين على الرغم من عدم رضاها، وبتدخل جرجين خان ، الذي كان من شيوخ الأسرة لم يحدث هذا الحادث غير المرغوب فيه، وإلى نهاية الرواية تحدث الأمور.

غلستان الحادي عشر

كتاب ” غلستان الحادي عشر” من تأليف السيدة بهناز ضرابي زادة، ولدار نشر “سوره مهر”، وقد تم تقدير الكتاب من قبل قائد الثورة الإسلامية وكتب ملاحظة على الكتاب.

غولستان الحادي عشر “هي مذكرات زهرا بناهي روا، زوجة الشهيد علي جيت سازيان، بقلم بهناز ضرابي زادة، يصف هذا الكتاب حياة الشهيد وزوجته لمدة عام وثمانية أشهر بلغة صادقة.

القائد الذي كان يُعرف باسم العقرب الأصفر في جبهة الحرب بسبب مهاراته القتالية وشجاعته، كان يتعامل مع والدته وزوجته بحب ومودة في المنزل كأن هذا القلب الرؤوف لم يكن في معركة من قبل.

استطاع “غلستان الحادي عشر” أن يقدم للجمهور جزءاً مهماً من النصف المخفي من حياة الشهيد بأجمل طريقة.

جيش الطيبون

الكتاب من تأليف السيدة “معصومة سبهري”، جاء هذا الكتاب حول سيرة “مهدي قلي رضائي” أحد مناضلي الحرب، حيث أنه بجهود عقله الحاد وذاكرته القوية، يروي تفاصيل مذهلة ورائعة لما يسمى بعمليات الاستطلاع خلال فترة الدفاع المقدس ويصف مشاهد يمكن رؤيتها في عدد قليل من الأعمال من هذا النوع.

هذه الذكريات مهمة أيضاً من جانب آخر. مناضلو الدفاع المقدس كانوا يسمون بعيون المجاهدين في وحدة استخبارات العملية وكانوا مسؤولين عن قيادة قوات كسر الخط واستشهدوا ولم يتم الكشف عن هويتهم.

يتكون الكتاب من 27 فصلا. في البداية، بعد وصف حضوره في المقدمة ، والذي يعتبر من أحلى أجزاء الكتاب ، يصف الراوي حضوره في عمليات فتح المبين ومسلم ابن عقيل.

وبعد أن شرح كيف دخل وحدة استخبارات العمليات، وصف عمليات الاستطلاع التي تواجد فيها والتي تضمنت وقوع عملية بدر على مرصد. يعرض هذا الكتاب أيضاً صوراً لوجود رضائي في الجبهات في قسمه الأخير.

 

 

 

 

المصدر: الوفاق