محمود المغربي
هي للداخل دعم وتفويض مطلق للقيادة السياسية لتمضي به نحو الخروج من هذا الوضع المزري: إما حياة بعزة وكرامة وإما موت بشرف. وهي للخارج رسالة شديدة اللهجة: لقد نفد الصبر وتم منح وقت أكثر من كافٍ، وتمت إقامة الحجة أمام الله وطرق كافة الأبواب حتى نفد الصبر من الصبر نفسه أمام أكاذيب وألاعيب ومؤامرات تحالف العدوان الطائشة ومغامرات غير محسوبة بأمن ليس كيانات تحالف العدوان فقط بل بأمن واستقرار المنطقة والعالم، فما بعد الهدنة ليس كما قبلها.
فهل يفهم النظام السعودي ومن يقف خلفه رسالة الشعب اليمني والقيادة السياسية ويتجنب ويتفادى المزيد من سفك الدماء وخسائر مادية واقتصادية قد تكون الأسوأ والأكبر لدرجة قد تطيح بأنظمة خليجية؟!
أم أن حكمة الله قد سبقت على الطغاة، ومحال الفرار من عدالة السماء، وقد حان الوقت لإزاحة هؤلاء الطغاة المجرمين وتحرير المقدسات الإسلامية التي يتم تدنيسها كل يوم عبر ما تسمى «هيئة الترفيه» وجلب شواذ العالم إلى أرض الحرمين الشريفين بعد أن كانت محرمة عليهم لأكثر من 14 قرن من الزمان، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»؟!
ما أؤمن به هو أن النظام السعودي لن يفهم الرسالة، ولن يستفيد من الفرصة، ولن يكتب الله له الخروج بماء الوجه، وأن سفكه لدماء أبناء الشعب اليمني، وتحريفه وتشويهه لدين الله لما يقارب قرن من الزمان، وتدنيسه للمقدسات الإسلامية، هي جرائم يستحيل النجاة منها، وأن الوقت قد حان للعقاب على أيدي أنصار الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الماضي والحاضر، وعلينا أن نكون جاهزين ومستعدين لنكون يد الله التي يضرب ويعاقب بها الطغاة والمسرفين والمفسدين في الأرض.