ومروحياته تجلي الجنود المصابين

كرّ وفّر للعدو جنوب غزة.. ومقتل جندي صهيوني برفح

في اليوم الـ294 من العدوان على قطاع غزة، يتواصل القصف الصهيوني على أجزاء من القطاع، مما أدى إلى استشهاد العشرات، في حين تخوض المقاومة اشتباكات ضارية وتواصل تنفيذ عمليات ضد القوات الصهيونية.

2024-07-26

وأعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استدرجوا أفراد قوتين صهيونيتين إلى نفقين وفجروهما فور نزولهم داخلهما في مخيم يبنا برفح، كما أعلنت عن قنص جندي صهيوني ببندقية “الغول” بمنطقة الزنة شرق مدينة خان يونس.

وفي الضفة الغربية، أعلن جيش الاحتلال أن 3 من جنوده أصيبوا في عملية إطلاق النار في النبي إلياس شرق قلقيلية.

كما يتحدى الكيان الصهيوني طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير حربها يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.

 

*قصف مكثف على القطاع

في التفاصيل، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون الجمعة جراء استمرار الغارات على مدينة غزة، وذلك في اليوم الـ294 من العدوان الصهيوني. وبينما أعلن جيش الاحتلال الصهيوني عن مقتل جندي في رفح، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية جنوب القطاع.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارات استهدفت منزلين منفصلين بحي الصحابة شرقي مدينة غزة.

كما قصفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في حي الدرج بغزة، مما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين -بينهم أطفال ونساء- ونسفت قوات الاحتلال العديد من المباني السكنية في منطقة المغراقة شمال دير البلح وسط قطاع غزة.

ومساء الخميس استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون في بلدة بني سهيلا في غارات الاحتلال الصهيوني المتواصلة على خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن استشهاد 39 ألفا و175 فلسطينيا، بينهم أكثر من 16 ألف طفل ونحو 11 ألف امرأة، وبلغت حصيلة الجرحى والمصابين غير النهائية 90 ألفا و403، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

 

*تحييد جندي صهيوني برفح

وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية تكبيد قوات الاحتلال الخسائر الفادحة، في العديد والعتاد، أقرّ “جيش” الاحتلال الصهيوني، صباح الجمعة، بمقتل جندي برتبة عريف في الاحتياط، عمل مشغّلاً لآلية هندسية ثقيلة في كتيبة هندسة في لواء “غفعاتي”.

وأضاف “الجيش”، تحت بند “سُمح بالنشر”، أنّ الجندي قُتل من جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع على جرافة من نوع “D9″، في إحدى معارك جنوبي قطاع غزة.

ووفقا لأرقام الجيش المعلنة، فإن 688 جنديا وضابطا قتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 328 بالمعارك البرية في قطاع غزة، كما تشير معطيات الجيش إلى أن 2147 جنديا أصيبوا في المعارك البرية بقطاع غزة.

وإذ يتكتّم الاحتلال على خسائره ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، فإنّ البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة تؤكد أنّ قتلاه ومصابيه أكبر بكثير مما يعلن.

 

*اشتباكات ضارية

من جانبها، أعلنت سرايا القدس أن مجاهديها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود وآليات العدو الصهيوني في محاور التقدم شرق خان يونس جنوب غزة.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت السرايا أنها قصفت بقذائف الهاون جنود وآليات العدو الصهيوني في محيط بوابة معبر رفح، كذلك تجمعات جيش الاحتلال على طول خط الإمداد في محور “نتساريم”.

ومحور “نتساريم” المعروف باسم “مفرق الشهداء” عبارة عن ممر يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب القطاع، وسمي على اسم مستوطنة صهيونية كانت قائمة مكانه قبل انسحاب القوات الصهيونية من القطاع في 2005.

وأطلق عليه كذلك “مفرق الشهداء” لكثرة الشهداء الذين ارتقوا فيه خلال الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000.

بدورها، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، خوض مجاهديها اشتباكاتٍ ضاريةً مع جنود الاحتلال وآلياته منذ ساعات ليل الخميس، في شرقي خان يونس، مستخدمين في ذلك الأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع.

كذلك، استهدفت كتائب شهداء الأقصى دبابةً صهيونيةً بقذيفة “R.P.G”، محققةً إصابةً مباشرة، وذلك في شرقي رفح. أما في “نتساريم”، فاستهدفت تمركزاً لآليات “جيش” الاحتلال بـ3 من قذائف “الهاون”، من عيار 80 ملم.

قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استهدفت بدورها جنود الاحتلال وآلياته في جنوبي بلدة القرارة، شمالي شرقي خان يونس، بقذائف “الهاون”.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نفذت الخميس عدة عمليات نوعية ضد الاحتلال كان أبرزها: استهداف دبابتين من نوع “ميركافا”، في منطقة الشيخ ناصر، شرقي خان يونس، واستدعى ذلك هبوط الطيران المروحي من أجل إجراء عملية الإجلاء.

وفي مدينة رفح، جنوبي القطاع أيضاً، استهدفت “القسّام” جرافةً صهيونيةً من نوع “D9″،  في حي السلام قرب المقبرة الشرقية. كما هبط الطيران المروحي الصهيوني من أجل إجلاء طاقم الجرافة.

 

* الكيان المؤقت يتحدى المحكمة الجنائية الدولية

ويواصل الاحتلال حربه متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

كما تتحدى الحكومة الصهيونية طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير حربها يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.

وللعام الـ18 تحاصر القوات الصهيونية قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه البالغ عددهم نحو 2.2 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

 

*حماس: نتنياهو عطل الاتفاق مرارا

بدورها دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة الولايات المتحدة إلى إجبار رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على وقف الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أنه المسؤول عن تعطيل اتفاق تبادل الأسرى عدة مرات.

جاء ذلك في بيان للقيادي بالحركة وعضو مكتبها السياسي عزت الرشق، تعقيبا على تصريحات لكامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي، قالت فيها إن الوقت “حان لأن تنتهي هذه الحرب، وأن تنتهي بطريقة تضمن أمن الكيان الصهيوني وإطلاق سراح جميع الأسرى، وأن تنتهي معاناة الفلسطينيين في غزة، وأن يتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير”.

واعتبر الرشق أن ادعاء الحرص على الوضع الإنساني والحزن على المعاناة التي أصابت أهلنا في قطاع غزة كذبة أميركية متجددة، فلو أرادوا وقف الحرب لأوقفوها وحجبوا دعمهم العسكري والأمني والسياسي والاستخباري عن الجيش النازي (الإسرائيلي).

وأضاف أن هاريس بدأت حملتها الانتخابية بالأكاذيب الملفقة المستهترة بحقوق الإنسان التي تدعي حمايتها، وبحق مقاومة المحتل المكفول بالقانون الدولي، وبرؤية منحرفة لصالح الكيان الصهيوني، وضد شعبنا الفلسطيني وحقه في الحياة.

وطالب الرشق الإدارة الأميركية بالعمل على وقف حرب الإبادة، وهي تعلم أن نتنياهو هو من عطّل الاتفاق (صفقة تبادل الأسرى) مرارا، ولا بد من الضغط عليه وإلزامه بوقف الحرب الوحشية على شعبنا الأعزل.

 

*جريمة جديدة للاحتلال

من جهة اخرى أكّدت كلٌ من هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني، ارتقاء الأسير المُعتقل إدارياً، الشيخ مصطفى أبو عرّة، البالغ من العمر 63 عاماً، شهيداً بعد نقله من سجن “ريمون” الصهيوني إلى مستشفى “سوروكا، من جرّاء تدهورٍ خطير طرأ على وضعه الصحي.

وأوضحت المؤسّستان الفلسطينيتان المعنيتان بشؤون الأسرى في سجون الاحتلال، في بيان، أنّ الشهيد أبو عرّة من بلدة عقابا قضاء طوباس في الضفة الغربية، وهو قياديّ في حركة حماس، وأسير سابق في سجون الاحتلال، وكان قد تعرّض للاعتقال مراتٍ عديدة منذ عام 1990، حيث بلغ مجموع سنوات اعتقاله نحو 12 عاماً.

من جهتها زفّت حركة المقاومة الإسلامية حماس ارتقاء القيادي الأسير، محمّلةً الاحتلال مسؤولية اغتياله عبر الإهمال الطبي المتعمّد.

وقالت حماس، في بيان نعي الشهيد، إنّ قتله كان “عملية اغتيال جبانة جديدة، تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي بحق الأسرى”.

ووعدت الحركة الأسرى الفلسطينيين بـ”الحرية القريبة والخلاص من سجون الظلم، والإهمال الطبي والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرّضون لها على مدار الساعة”، مُشيرةً إلى أنّ المعاملة الإسرائيلية تضاعفت وتصاعدت في ظل قرارات حكومة الاحتلال الحالية.

ودعت حماس كلّ المجاهدين، ومن ربّاهم الشيخ الشهيد، إلى تصويب الرصاص والعبوات المتفجّرة نحو الاحتلال جنوداً ومستوطنين، انتقاماً لدماء الشهيد وشهداء الشعب الفلسطيني.

 

*قوات العدو تشن حملة اعتقالات ودهم بالضفة

وفي الضفة المحتلة شنت قوات العدو الصهيوني، حملة اعتقالات ومداهمات الجمعة، طالت أطفالًا ونساءً من ذوي مطاردين للعدو بهدف الضغط عليهم لتسليم أنفسهم.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات العدو اقتحمت مدينة قلقيلية وبلدة عزون “شرقا”، واعتقلت 10 فلسطينيين من ذوي مقاومين مطاردين.

وفي بلدة عزون شرق قلقيلية، اعتقلت قوات العدو 5 فلسطينيين على الأقل، بينهم أطفال، أشقاء وشقيقات المطارد معاوية رياشي للضغط عليه وتسليم نفسه.

وفي نابلس، اقتحمت قوات العدو المنطقة الشرقية للمدينة، واعتقلت 6 فلسطينيين، 5 منهم من مخيم عسكر الجديد، فيما اندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة مع قوات العدو في مخيم عسكر شرق المدينة، استهدف خلالها المقاومون القوات المقتحمة بالعبوات المتفجرة.

وفي جنين، اقتحمت قوات العدو المدينة وأطراف مخيمها، ونفذت عمليات دهم وتفتيش واسعة، واعتقلت 3 فلسطينيين على الأقل وسط اندلاع مواجهات واشتباكات.

وأفادت مصادر محلية باعتقال عدد من الشبان، من جبل أبو ظهير، كما اعتقل العدو فلسطينيا يبلغ من العمر 60 عاما عقب اقتحام منزله في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين.

وبالقدس المحتلة، اقتحمت قوات العدو فجر الجمعة، بلدة الرام شمال القدس وداهمت منزل الشهيد محمد شهاب واخذت مقاساته تمهيدا لهدمه.

والشهيد محمد شهاب هو منفذ عملية دهس قبل نحو أسبوعين، قرب الرملة بالداخل المحتل، أصيب خلالها 4 عسكريين صهاينة، بينهم ضابط بجروح خطيرة.

 

المصدر: الوفاق/ خاص