تقوم منظمة الصحة العالمية بإرسال أكثر من مليون جرعة لقاح شلل الأطفال إلى غزة، بعد العثور على آثار لفيروس شلل الأطفال شديد العدوى في مياه الصرف الصحي بالقطاع.
وفي مقال رأي نشر أمس الجمعة، في صحيفة “الغارديان” البريطانية، كتب المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنّ اللقاحات ستُعطى للأطفال في غزة خلال الأسابيع المقبلة.
وقال غيبريسوس إنه “على الرغم من أنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بشلل الأطفال حتى الآن، من دون اتخاذ إجراءات فورية، فإنه مجرد مسألة وقت قبل أن يصل إلى آلاف الأطفال الذين تُركوا بلا حماية”.
وأضاف أنّ “الأطفال دون سن الخامسة، وخصوصاً الرضع، هم الأكثر عرضة للخطر، لأنّ الكثيرين لم يتم تطعيمهم خلال ما يقرب من 10 أشهر من الصراع”.
وفي حين من المتوقع أن تبدأ حملة التطعيم قريباّ، إلا أنّ المدير العام لمنظمة الصحة شدد على أنه “بدون وقف فوري لإطلاق النار وتسريع المساعدات الإنسانية بشكل كبير، بما في ذلك حملة تطعيم مستهدفة تركز على الأطفال الصغار، سيستمر الناس في الموت نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها وإصابات يمكن علاجها”.
من جهته قال الدكتور أياديل سباربيكوف، رئيس الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء الماضي، إنّ المنظمة “قلقة للغاية” بشأن خطر تفشي شلل الأطفال في قطاع غزة، ليس فقط بسبب الكشف، ولكن بسبب الوضع المزري للغاية في مياه الصرف الصحي”.
وحذّر سباربيكوف من أنّ “تفشي المرض قد ينتشر دولياً بشكل كبير”.
وقبل أيام، أعرب مسؤول رفيع المستوى في “الصحة العالمية”، عن “قلقه البالغ” من إمكان تفشي الأوبئة في غزة بعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، محذّراً من خطر الأمراض المعدية على حياة سكان القطاع.
وذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة أنّ “شبكة مختبرات شلل الأطفال العالمية عثرت على فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع 2 في ست عينات من مياه الصرف الصحي تمّ جمعها من مواقع المراقبة البيئية في قطاع غزة اليوم”.
وسبق أن أكّدت ” الصحة العالمية” أنّ “الظروف في غزة تخلق البيئة المثالية لانتشار الأمراض”.
كما أكّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنّ “نظام الدعم الإنساني في غزة يكاد ينهار بالكامل”.
وفي سياق متصل، قال غيبريسوس إنّ سوريا التي مزّقتها الحرب شهدت تفشي شلل الأطفال في عام 2017 بسبب نقص التطعيمات، ما أدّى إلى إصابة 74 طفلاً بالشلل.