قاليباف، مُلتقياً عدداً من نظرائه: أجواء الهيمنة والأحادية في العالم تتّجه نحو الأفول

التقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قاليباف"، عدداً من نظرائه من الدول المشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس مسعود بزشكيان، وبحث معهم سبل تطوير التعاون الثنائي.

2024-07-30

وفي هذا السياق، إلتقى قاليباف مع رئیس مجلس شيوخ كازاخستان، وبحث معه آفاق تطوير التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين، مؤكداً عزم ايران على تعزيز علاقاتها مع جميع الدول. كما استقبل رئيس مجلس الشورى الاسلامي، أمس الثلاثاء، نائب رئيس وزراء قيرغيزيا ” باكيت توروباييف” في طهران.

 

*القرن الـ21 هو قرن آسيا

 

ولدى استقباله نظيره الماليزي جوهري بن عبدول، أكد قاليباف أن أجواء الهيمنة والأحادية في العالم في طريقها إلى الأفول، وهذا أمر مشهود في العالم بأسره وكذلك في غرب آسيا وشرقها، وقال: إن الإيرانيين لا ينسون أصدقاءهم في الأيام الصعبة. وأضاف: إن الحادث المرير الذي فقدنا بسببه رئيس جمهوريتنا، حيث ساهمت رسائلكم المفعمة بالمودة وسائر المسؤولين الماليزيين في مواساتنا وتخفيف ألمنا. وأعرب قاليباف عن أمله بأن يتمكن البرلمان والحكومة الجديدان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تنمية العلاقات مع ماليزيا الصديقة والمسلمة، معلناً عن الاستعداد للمضي قدماً في العلاقات مع كوالالامبور بشكل أعمق وأوسع. ولفت إلى أنه أكد سابقاً في مؤتمر سيدني عندما كان أميناً للعاصمة، إن القرن الـ21 هو قرن آسيا، وكلما نمضي قدماً ندرك هذه الحقيقة، حيث تمضي آسيا أكثر مما مضى لتتبوأ مكانتها في العالم، وأن أجواء الهيمنة والأحادية سائرة نحو الأفول بالعالم، وهذا أمر مشهود في العالم بأسره وكذلك في غرب آسيا وشرقها.

 

وقال قاليباف: من هنا، فإن برلمان ايران وحكومتها عازمان على تعزيز العلاقات مع دول جنوب شرق آسيا وخاصة ماليزيا. وأكد على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف الأطر والأصعدة الاقليمية والدولية والتي يمكن من خلالها تسوية الموضوعات المهمة في العالم الاسلامي وخاصة القضية الفلسطينية. كما أعلن قاليباف الاستعداد لتنمية التعاون في المجالات الاقتصادية وخاصة النقل مع ماليزيا، لأن هناك مسافة كبيرة بين البلدين، ومن الضروري أن تعمل الحكومتان على حل هذه القضية، بما في ذلك عبر الخطوط الجوية لتنمية المجالات التجارية والسياحية، فضلاً عن تعزيز التعاون العلمي والجامعي ونقل التقنية.

 

من جانبه، أعرب جوهري بن عبدول، رئيس البرلمان الماليزي، عن ارتياحه للقاء الدكتور قاليباف مرة أخرى، وقال: أول مرة سمعت خطابكم في قمة الجزائر قلت إنه أفضل خطاب يمكن أن يلقيه مسؤول من الدول الإسلامية. وفي معرض إعرابه عن تعازيه مرة أخرى بحادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني، قال: إن هذا الحادث كان بمثابة صدمة وخسارة ليس لكم فقط، بل لجميع المسلمين في العالم.

 

وقال: أنا متأكد من أنه مع الأخذ في الاعتبار التطورات التي يشهدها العالم والأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا، سوف تتوسع العلاقات أكثر فاكثر. وأوضح أنه يتطلع إلى تطوير التعاون بين الدول الآسيوية واتحاد “آسيان”، وقال: إننا نتطلع بفارغ الصبر إلى توسيع علاقاتنا مع إيران، خاصة في المجالين الاقتصادي والطاقوي. وأشار إلى أن هناك إمكانيات كثيرة لتطوير العلاقات، وقال: إن إيران كانت لها دائما مكانة خاصة لدينا كنموذج ومثال واضح للتقدم، وكما قلت، إنها تنتمي إلى آسيا، وفي القرن الحادي والعشرين ، ينبغي لنا أن ننفق طاقتنا ومعرفتنا على قدرات بعضنا البعض حتى نتمكن في النهاية من تطوير العلاقات في المجالين التجاري والاقتصادي.

 

*موقف مسؤول تجاه غزة

 

كما أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي، لدى لقائه مع نائب رئيس برلمان غانا أندرو أسيما أمواكو، أنه على كل مسلم ومسيحي ويهودي وكل صاحب ضمير أن يدين العدوان على غزة ويتخذ موقفاً مسؤولاً تجاه هذه الكارثة الإنسانية، وقال: القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية قبل أن تكون قضية دينية.

 

وقال قاليباف: إنه مع تطور العلاقات بين الحكومات والبرلمانات يمكننا أن نشهد تقدماً في مختلف القطاعات، ونأمل أن يتم إنشاء لجان اقتصادية مشتركة بين البلدين حتى تتم معالجة القضايا الاقتصادية بين الجانبين كما أشار إلى قضية فلسطين، وقال: اليوم من واجب كل إنسان أن يتخذ موقفا من هذه القضية ويقدم الدعم اللازم لفلسطين. وأضاف: إن موقف غانا من القضية الفلسطينية، التي يتم تعريفها في مجال حقوق الإنسان، مهم للغاية.

 

وأضاف رئيس مجلس الشورى الاسلامي: منذ أكثر من 75 عاماً، يضطهد الكيان الصهيوني الشعب الفلسطيني بضغوط غير قانونية وغير إنسانية، والتحرك الذي قامت به حماس جاء لمواجهة هذا القمع التاريخي والعدوان والضغوط، والإجراء المتخذ ضد ذلك من قبل الكيان الصهيوني وبدعم من أمريكا، هو في الواقع إبادة جماعية. وتابع: إن الكيان الصهيوني يستهدف المستشفيات والمستوصفات والملاجئ، وهو ما يظهر الوجه الوحشي لهذا الكيان الذي لا يتوانى عن القيام بأي ظلم. وذلك على الرغم من أنه في أجواء الحرب، يواجه الأهالي مشاكل في توفير المياه والغذاء والدواء، ولا يتلقون أي خدمات طبية. وذكر قاليباف: إنه على كل مسلم ومسيحي ويهودي وكل إنسان صاحب ضمير أن يتخذ موقف مسؤولا تجاه هذه الكارثة الإنسانية، قائلاً: قبل أن تكون القضية الفلسطينية قضية دينية، فهي قضية إنسانية.

 

من جانبه، أشار أندرو أسيما أمواكو، نائب رئيس البرلمان الغاني، إلى القواسم المشتركة بين غانا وإيران والعلاقات طويلة الأمد بين البلدين، وقال: واجبنا هو مواصلة الأعمال الماضية. وأضاف: إن إنشاء مركز طبي وجامعة من قبل إيران في غانا هو أحد الأمثلة على الإجراءات التي لن ينساها شعب غانا. وتابع نائب رئيس البرلمان الغاني: العديد من الدول تركز على السلطة التنفيذية عندما تتحدث عن العلاقات الثنائية؛ لكن العلاقات بيننا، بالإضافة إلى العلاقات بين الحكومات، تركز أيضاً على العلاقات البرلمانية الدولية، والتي سوف تكون مهمة بطريقتها الخاصة.

 

وأعرب أمواكو عن قلقه إزاء الأحداث التي تشهدها فلسطين، وقال: اليوم تحدث مأساة إنسانية في غزة، ويبدو أن هناك معايير مزدوجة في حقوق الإنسان.

 

*تعزيز العلاقات البرلمانية بين إيران وسريلانكا

 

وأكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي، لدى لقائه يوم أمس، مع رئيس البرلمان السريلانكي ماهيندا يابابيورداني، على تطوير وتعزيز العلاقات البرلمانية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسريلانكا، وقال: يجب أن نتجه دائماً نحو تسهيل العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية والتكنولوجية والهندسية. وفي إشارة إلى العلاقات طويلة الأمد بين إيران وسريلانكا، قال قاليباف: لقد وقفت إيران وسريلانكا إلى جانب بعضهما البعض في الأوقات الصعبة وتمكنتا من حل المشاكل القائمة من خلال العمل معاً. وأشار إلى أنه يمكن للبلدين تطوير مجالات اقتصادية أخرى من خلال تطوير منطقة الممر الدولي، وقال: كما نأمل في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس الشهيد إلى سريلانكا. وأضاف: يمكننا أيضاً استكمال الشؤون المالية والمصرفية من خلال التعاون مع بعضنا البعض والتعاون في المحافل الدولية لمواجهة التصرفات الأحادية لدول مثل الولايات المتحدة.

 

وأشار قاليباف إلى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة لدول العالم الإسلامي والمجتمع الدولي، وقال: من واجب كافة المجتمعات الدولية ووسائل الإعلام الدولية أن تتخذ موقفاً داعماً لفلسطين وإدانة الاعتداءات الواسعة وجرائم الكيان الصهيوني ضد النساء والأطفال، لمواجهة صمت بعض المجتمعات في الغرب والمنظمات الدولية. وفي الختام، أكد على تطوير وتعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وقال: يجب أن نتجه دائما نحو تسهيل العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية والتكنولوجية والهندسية.

 

من جانبه، اعتبر ماهيندا يابابيورداني، رئيس برلمان سريلانكا، إيران صديقاً قديماً لبلاده، وقال: كلما كنا بحاجة إلى مساعدة إيران، هبت لمساعدتنا. وفي إشارة إلى المشاريع المشتركة بين البلدين، خاصة في مجال محطات الطاقة، قال رئيس برلمان سريلانكا: قبل المشاريع المشتركة التي كانت لدينا مع إيران، كانت قدرة محطات الطاقة منخفضة للغاية، ولكن في ضوء المشاريع الإيرانية، تمكنا من جعل محطات الطاقة لدينا أكثر نشاطًا من قبل والا نشهد أي إغلاق فيها. وفي إشارة إلى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، قال هذا المسؤول السريلانكي رفيع المستوى: لقد كانت سريلانكا عضواً نشطًا في حركة عدم الانحياز منذ البداية. وأضاف: لقد أثبتت هذه الحركة أنها ملتزمة بمعاييرها، ولذلك دعمنا الشعب الفلسطيني على الدوام واستنكرنا جرائم الكيان الصهيوني. وأضاف ماهيندا يابابيوارداني: حالياً، يسعى غالبية البرلمانيين السريلانكيين إلى تشكيل مجموعات صداقة للتعاطف مع أهل غزة، وحتى الآن من خلال هذه الجهود، تم جمع المساعدات النقدية لأطفال غزة، كما أرسلنا أيضاً مساعدات طبية للقطاع.

 

*تعاون دولي جاد بشأن فلسطين

 

وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، لدى لقائه يوم أمس، مع رئيس برلمان جزر القمر مسترافان عبده، أنه يمكن لإيران وجزر القمر أن يكون بينهما تعاون جاد في المجالات الدولية، خاصة في المحافل العالمية وحقوق الإنسان، وقال: السلوك المزدوج لأمريكا والدول الغربية في مجال حقوق الإنسان واضح اليوم، لذا يجب علينا أن نتعاون بشكل وثيق في هذه المجالات. وأضاف: نأمل أن نتمكن من توسيع علاقاتنا الثنائية مع جزر القمر، الأمر الذي سيساعد في تنمية البلدين.

 

ووجّه قاليباف الشكر لجزر القمر على مساندتها لشعب فلسطين المظلوم، وقال: من واجبنا الإنساني والإسلامي الدفاع عن فلسطين بأي وسيلة، لأن هنالك اليوم إبادة جماعية وقد رأيتم أن الجمهورية الإسلامية وقفت بكل قوتها ضد هذا العمل الهمجي ودعمت فلسطين بشكل كامل. وأشار قاليباف إلى أنه يمكن لإيران وجزر القمر أن يكون بينهما تعاون جدي في المجالات الدولية، خاصة في المحافل الدولية وحقوق الإنسان، وقال: إن السلوك المزدوج لأمريكا والدول الغربية في مجال حقوق الإنسان واضح اليوم، لذلك ينبغي في هذه المجالات، أن يكون لدينا تعاون وثيق. وأضاف: نأمل أن يستمر تعاوننا في المحافل الدولية وإيران مستعدة لمواصلة علاقات الصداقة.

 

من جانبه، قال رئيس مجلس جزر القمر مسترافان عبده: إن الكثير من مواطني جزر القمر درسوا وعاشوا في إيران. وأضاف: نحن أصدقاء لكم ويسعدنا السفر إلى إيران. وأعرب عن أمله في تعزيز العلاقات بين البلدين، وقال: أنتم بلد عظيم وتقومون بأعمال كبرى على الصعيد العالمي والإقليمي والإسلامي. وقال مسترافان عبده: إن جزر القمر، مثل إيران، تدافع عن قيم فلسطين، وقال: الصهاينة يسمحون لأنفسهم بممارسة كل ظلم ضد الشعب الفلسطيني؛ لكن من ناحية أخرى، تتخذ إيران إجراءات كبيرة من أجل فلسطين، وهو ما يجعل جزر القمر فخورة. وأشار هذا المسؤول رفيع المستوى من جزر القمر: نأمل أن يتمكن البلدان من القيام بأنشطة كبيرة معاً في المستقبل.

 

*أبرز المشاركين في المراسم

 

ومن أبرز الشخصيات المشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كل من: إنریكي مورا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني، ورئيس الوزراء السوري حسین عرنوس، وإمام علي رحمان رئیس جمهورية طاجيكستان، ونیكول باشینیان رئيس الوزراء الأرميني، ورئيس وزراء جمهورية أذربيجان علي أسدوف، وإبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، ورئیس المجلس الوطني الأوزبكي نورالدین جان اسماعیلاف، وحسین ابراهیم طه مدير منظمة التعاون الاسلامي، ومولن آشیمبایف رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني، ورئيس البرلمان المالي ملك جائو، ورئیس برلمان بوركینا فاسو عثمان بوكوما، ورئیس برلمان السنغال آمادو مامه جوب، ورئيس وزراء جورجيا ایراكلي كوباخیدزه، ومدير منظمة شنغهاي للتعاون جانغ مينغ، ورئيس وزراء كوبا مانوئل ماررو كروز، ورئيس وزراء ميانمار تان سو، ورئیس برلمان ماليزيا داتو جوهرین عبدل، ورئیس برلمان سریلانكا ماهیندا یابا ابیواردانه، ورئیس المجلس الوطني لمدغشقر آغوستین آندربامانانورو، ورئیس برلمان جزر القمر موستروان عبدو، بورنشاي دانویواتانا أمين عام منظمة حوار التعاون الآسيوي، وایسیاكا عبدالغدیر إمام مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، ورئیس إقلیم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، ورئیس برلمان بيلاروسيا ایغور سركینكو، ووزیر الخارجية الإماراتي حمدان بن محمد، ووزير الداخلية السعودي عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ورئیس مجلس الدوما الروسي ویاتشسلاو وولودین، ومحمد إسحاق دار مساعد رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، ورئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبدالسلام.

 

وأقيمت المراسم، اليوم الثلاثاء، في القاعة العامة لمجلس الشورى الاسلامي، بحضور 86 دولة، منها 104 وفود ومنظمات دولية.

 

المصدر: الوفاق/وكالات