استهداف الضاحية: جبهة إعلاميّة في خدمة العدوّ

مع استهداف العدوّ الإسرائيلي ضاحية بيروت الجنوبية، مساء أمس، كانت منصّات التواصل الاجتماعي كالمعتاد أوّل مصدر يشاع منه الخبر، فغطّت الصور والمقاطع صفحاتها. وما لبثت أن لحقت بها القنوات المحلّية كلّها التي بدأت بالبثّ المباشر والتكهّنات حول ما اعتبرته «استهدافاً».

وكعادتها، أبت mtv إلّا أن تغرّد خارج السرب، فوضعت عنواناً على شاشتها تركته لمدّة طويلة، أقلّ ما يقال فيه إنّه مشين، فكتبت: «أدرعي يعلن مهاجمة المسؤول عن قتل الأطفال في مجدل شمس». هذا العنوان سرعان ما عرّض فريق القناة للطرد من محيط الغارة، ما جعلها تلعب دور الضحية وتنشر مقطعاً على الإنترنت مع عنوان: «بالفيديو: الاعتداء على فريق mtv في الضاحية». وفوق ذلك، دأبت على نشر أخبار على صفحاتها الافتراضية، نقلاً عن العدوّ ومسؤوليه وإعلامه، مضمونها تهويلي بامتياز، وبعضها معلومات أشبه بـ«جردة استخبارية» عن شخصيّات معيّنة في المقاومة.

 

إلى جانب توارد أفكار mtv مع العدوّ كي لا نقول تواطؤَها المتعمّد معه، كان لافتاً أكثر تحوّل قنوات عالمية بالكاد أعطت لبنان fوحتّى فلسطين أيّ أهمّية في الأشهر الماضية، إلى نقل مباشر أرفقته بتحاليل عشوائية أظهرت جهلها بالواقع اللبناني والجبهة بينه وبين العدوّ بشكل فظيع. كما وضعت بعض القنوات الغربية عناوين على الشاشة مثيرة للدهشة بهدف تبرئة العدوّ، ذكّرت بعناوين هذه القنوات عندما ارتكب الاحتلال مجازر كبيرة في غزّة سابقاً، وحتّى إبّان انفجار مرفأ بيروت عام 2020. هكذا، عنونت BBC مثلاً أنّ «انفجاراً يضرب إحدى ضواحي بيروت»، ولحقت بها قناة TRT التركية الناطقة بالإنكليزية، فيما كانت نظيرتها الناطقة بالعربية تورد بأنّ المرتكب كان كيان الاحتلال! من جهتها، راحت قناتَا «العربية» السعودية و«الحدث» التابعة لها تردد أسماء قياديّين في المقاومة تظنّ أنّهم المستهدفون، بمن في ذلك نائب الأمين العامّ لحزب الله الموجود خارج لبنان أساساً! وكذلك فعلت قناة «سكاي نيوز عربية» الإماراتية التي أعطت أسماءً مختلفة! من جهتها، أعطت RT الروسية بنسختها العربية أهمّية قصوى للخبر، فيما أكملت مثيلتها الناطقة بالإنكليزية برمجتها المعتادة مع وضع كادر صغير في أسفل الشاشة حول ما سمّته «انفجار بيروت».

 

نزار نمر

المصدر: الاخبار