وخلال مراسم إحياء يوم حقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية اليوم الاحد 4 آب/اغسطس وتوزيع الجائزة الإسلامية الثامنة لحقوق الإنسان في طهران، صرح غريب ابادي انه كان من المفترض أن تكون مراسم هذا العام تكريما وتقديرا للشهيد الكبير المجاهد الشجاع البارز إسماعيل هنية الذي افنى سنوات عديدة من حياته من النضال ومواجهة جرائم الكيان الصهيوني وقدم أكثر من 80 شهيدا من افراد عائلته حفاظا على المُثل الثورية المناهضة للصهيونية.
وتابع انه قبل إقامة هذا المراسم ارتقى هذا المجاهد شهيدا في عملية إرهابية على يد الكيان الصهيوني المجرم، وهذه الشهادة هي مكافأة له على تضحياته والتي تعد أثمن تكريم للمجاهدين الذين ارتقوا بالجهاد في سبيل الله وصيانة شرف وعزة الإسلام وعزة وتحرير القدس الشريف.
وضمن تقديم تعازيه وتهانيه الى قائد الثورة الإسلامية والشعب الفلسطيني المظلوم وجميع المناضلين والاحرار في العالم باستشهاد إسماعيل هنية، اكد على ما قاله سماحة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي :رغم أن هذه الحادثة أحزنتنا، إلا أنها وفرت أرضية لعقوبة قاسية على الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي”.
وأشار مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران الى انه وقبل 16 عاما ،و بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية تم تخصيص يوم 4 آب/ أغسطس يوما لحقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية من قبل منظمة التعاون الإسلامي في عام 2007.
واوضح غريب ابادي ان إعلان حقوق الإنسان الإسلامية ينص على أنه وفقا للشريعة الإسلامية، فإن حقوق الإنسان مستمدة من الكرامة والقيمة المتأصلة في الإنسان وان الأمة الإسلامية لديها رسالة عالمية، وعلى الرغم من أن البشرية قد وصلت الى مراحل متقدمة في العلوم المادية، إلا أن هناك حاجة ملحة الى الإيمان والروحانية لحماية حقوقها وحضارتها.
ورأى امين لجنة حقوق الانسان في ايرن، ان كرامة الإنسان وحريته قد تعرضت لهجوم واسع النطاق من قبل المتشدقين بحقوق الانسان والدول الغربية التي تتناقض كاملا في شعارات حقوق الإنسان وتدعم علنا الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ورفح.
فرض الفكر الليبرالي والعلماني على الدول الإسلامية تحت ستار حقوق الإنسان
ولفت مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية في إيران الى ان نفاق وعدم فعالية الخطاب الغربي في مجال حقوق الإنسان قد تم فضحه الى حد معين ،بحيث أن الكونغرس الأمريكي يحاول قمع الاحتجاجات السلمية للطلاب المحتجين بوحشية ، بينما في المقابل يتم تكريم زعيم عصابة الصهاينة الإجرامية والإرهابية نتنياهو التي ارتكبت الجرائم الفظيعة راح ضحيته ما يقارب 130 ألف بين شهيد وجريح من الأبرياء ،أكثر من ثلثيهم من الأطفال والنساء.
واضاف غريب ابادي ان المتشدقين بحقوق الإنسان يحاولون دائما فرض الفكر الليبرالي والعلماني لمجتمعهم على العالم تحت ستار حقوق الإنسان من خلال تجاهل ثقافة الدول الأخرى، بما في ذلك الدول الإسلامية.
واعتبر امين لجنة حقوق الانسان ان انتشار الإسلاموفوبيا والاساءة الى الأديان والمذاهب والتحريض على الكراهية ودعم الحكومات لهذه الاجراءات تحت عنوان حرية التعبير،يعد ظاهرة خطيرة ويزيد انتشارها وتوسعها من زيادة الكراهية والعنف ضد المسلمين ويعتبر تهديدا للسلام والأمن والتعايش السلمي وتهديدا للعلاقات الودية بين الأمم وأتباع الديانات السماوية.
وعليه فأنه من الواضح جدا أن الكرامة الإنسانية اصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى بسبب هذه السياسات والمواقف غير المبدئية للدول المتشدة بحقوق الانسان.
ورأى غريب ابادي ان الهيمنة الثقافية والسياسية والاقتصادية، والحروب وقتل المدنيين، وفرض العقوبات القاسية، ودعم الجماعات الإرهابية، والمخاطر البيئية والفقر، هي من أهم التهديدات التي تستهدف السلام والاستقرار العالميين وتتزايد أبعادها وتداعياتها يوما بعد يوم على حساب الإنسانية.
وعلاوة على ذلك، فان استمرار جرائم الكيان الصهيوني الهمجية في غزة ورفح والأعمال الإرهابية المتكررة لهذه العصابة الإجرامية في بلدان أخرى، فضلا عن الدعم الشامل للحكومات المتشدقة بحقوق الانسان لهذه الجريمة، ومن ناحية أخرى، فإن عجز الآليات الدولية لحقوق الإنسان عن منع هذه الجرائم قد جعل تحقيق السلام والعدالة وحقوق الإنسان وأمنه، يواجه تحديا أساسيا.
وتابع غريب ابادي انه حان الوقت للدول الإسلامية واحرار العالم اكثر من اي وقت مضى، من خلال المناشدة في القضية الموحدة لتحرير فلسطين ، لتقاسم الآلام والتهديدات المشتركة لبعضها البعض لأن الوحدة هي مفتاح انتصار ورفعة الأمة الإسلامية ودول المنطقة، مضيفا ان اعتماد إعلان حقوق الإنسان في الإسلام جاء نتيجة الوحدة والتوافق.
واقيمت مراسم إحياء يوم حقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية اليوم الاحد 4 آب/اغسطس وتوزيع الجائزة الإسلامية الثامنة لحقوق الإنسان في طهران بحضور رئيس السلطة القضائية الايرانية ومسؤولين عسكريين ووطنيين وسفراء الدول الإسلامية المقيمين في طهران.
يشار الى ان الجائزة الإسلامية لحقوق الإنسان هي جائزة دولية تمنح لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان أو الداعمين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وفي مراسم هذا العام تم استلام ومراجعة معلومات عن 42 مرشحا من حوالي 17 دولة من قبل لجنة جائزة حقوق الإنسان الإسلامية والكرامة الإنسانية، وفي النهاية تم اختيار 6 أشخاص كفائزين وتم اختيار 3 أشخاص كمكرمين. والفائزون في الدورة الثامنة من جائزة حقوق الإنسان الإسلامية، هم : رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “اسماعيل هنية”، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “زياد نخالة”، الزعيم السابق للجماعة الإسلامية الباكستانية “سراج الحق”،المحامي والحقوقي الفرنسي “جيل ديفير”، الناشطة الحقوقية المناهضة للكيان الصهيوني في كندا “شارلوت كيتس”،و السفير والممثل الدائم لنيكاراغوا لدى الأمم المتحدة ” ايرميدا”.وكان من بين المكرمين أسرة وزير خارجية الحكومة الايرانية الـ13 الشهيد حسين أميرعبد اللهيان، واسرة اللواء في حرس الثورة الاسلامية الشهيد “محمد رضا زاهدي” وأسرة الدبلوماسي المحرر اسد الله أسدي.