سيناريوهات تصاعد الحرب الإقليمية واحتوائها

نحن الآن عند نقطة ما بين تغير الخطوط الحمر والحرب المحدودة، وحزب الله وإيران يبحثان عن أهداف تحقق الردع من دون الانزلاق إلى حرب شاملة، فإذا نجحا بذلك، فإن الكيان سيشعر أنه مهددٌ بصورةٍ أكبر، وهذا سيدفعه إما إلى تغيير الحرس أو إلى خوض حرب.

2024-08-04

مثّل الرد الإيراني المباشر على “إسرائيل” بالمسيرات والصواريخ، ليلة 13/14 نيسان / أبريل الفائت، رداً على العدوان الصهيوني على السفارة الإيرانية في دمشق، تغييراً في قواعد الاشتباك ليس بوسع مكونات منظومة “سنتكوم” الأميركية والإسرائيلية والرسمية العربية أن تتقبّله أو تتعايش معه.

 

فقد عبّر ذلك الهجوم، في سياق إطلاق الجبهات المساندة اللبنانية واليمنية والعراقية لعملية “طوفان الأقصى” 2.0، عن تحولٍ جوهريٍ في ميزان القوى نقل محور المقاومة من حالة الدفاع إلى التوازن استراتيجياً، وراح يثبت قواعد ردعٍ جديدةً تشل قدرة أذرع الاحتلال على الضرب كيفما تشاء إقليمياً، وتربك العدوان الشامل للآلة العسكرية الصهيونية غزياً.

 

لذلك، كتبتُ تحت عنوان “هل يقتصر الرد الإسرائيلي على 3 مسيرات صغيرة في أصفهان؟”، في 22/4/2024، أن ملف الضربة الكبيرة على إيران لم يغلق، وإنما تأجل فقط، بعد أن غلب الصوت الداعي إلى الحفاظ على وحدة “الائتلاف” الغربي والرسمي العربي الداعم لـ “إسرائيل”، وإلى عدم فتح معركتين كبيرتين في آنٍ واحد.

 

لكنّ ذلك لا يعني أن الإدارة الأميركية سوف تتغاضى في المدى البعيد عن استهداف إيران مباشرة للكيان الصهيوني، وأن الأخير وجّه رسالة بمسيراته الثلاث الموجهة إلى قاعدة حرس الثورة في أصفهان… “والمعنى: البقية تأتي. وستأتي بالضرورة، ويجب أن يبقى المحور مستعداً”.

 

كما كتبت، في 3/5/2024، تحت عنوان “ما هو الصبر الاستراتيجي؟ وهل خرجت إيران من عباءته فعلاً؟”، أن الطرف الأميركي-الصهيوني لن يسلّم بسهولة بتغيير قواعد الاشتباك وتحوّل ميزان القوى، وأن “ملف الضربة الإيرانية على الكيان الصهيوني لم يغلق بعد بالنسبة إليه. لذلك، لا بد من أن يحاول تجويف ذلك التطور بضربات تهز صورة إيران قريباً أو بعيداً”.

 

فإذا افترضنا أن حادثة سقوط الطائرة المروحية في 19/5/2024 التي ارتقى فيها الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبد اللهيان وصحبهما لم تكن مدبّرة أو متعمّدة، فإن عملية اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية جهاراً نهاراً في طهران، على خلفية تنصيب مسعود بزشكيان رئيساً، لا يمكن فهمها إلا كمحاولة لهز صورة إيران داخلياً وخارجياً، ولإعادة قواعد الاشتباك معها إلى ما كانت عليه قبل ليلة 13/ 14 نيسان / أبريل، ولتجويف مبدأ الردع الذي ثبتته إيران في تلك الليلة، وإعادة عقارب الساعة إلى الخلف.

 

ولا يخرج استهداف القيادي الكبير في حزب الله، الشهيد فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، عن محاولة هز صورة الحزب أيضاً، من خلال تجاوز الخطوط الحمر التي ثبتها بعد الـ 8 من أكتوبر ودخوله على خط نصرة غزة ومساندتها، وقواعد الاشتباك التي كرّسها مذاك على الجبهة اللبنانية.

 

 

لماذا جاء التصعيد بعد زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية؟

سمع نتنياهو في واشنطن من الرئيس بايدن ونائبته هاريس، كما سمع في فلوريدا من الرئيس السابق ترامب، كلاماً وضع في صيغٍ مختلفة عن ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة. على الرغم من ذلك، فإنه لقي ترحاباً حافلاً في الكونغرس الأميركي، لا يحلم بربعه في الكنيست، كما أنه استأنس بالدعم الأميركي الثابت للكيان الصهيوني وأمنه على كل المستويات، عبر الحزبين.

 

الأهم، برأيي المتواضع، أن نتنياهو شعر بفراغٍ قياديٍ في واشنطن، نتيجة الانقسامات الحادة في صفوف الديمقراطيين، وتحوّل الرئيس بايدن إلى “بطة عرجاء” بعد انسحابه من السباق الانتخابي، وابتعاده أو إبعاده عن إدارة دفة الدولة، الأمر الذي شجع نتنياهو، على الأرجح، على المضي قدماً في خطته لتصعيد الموقف إقليمياً، مع الإدراك الكامل أن الجمهوريين، ما عدا استثناءات نادرة مثل النائب الجمهوري توماس ماسي من ولاية كنتاكي، يميلون معه، وأن مرشحيهم لن يهاجموه علناً.

 

تزداد فرصة نتنياهو إذاً في تفجير الموقف قبل انتخاب إدارة أميركية جديدة في 5 تشرين الثاني / نوفمبر المقبل، وخصوصاً بعد زيادة فرص الديمقراطيين مع اختيار كامالا هاريس مرشحاً رئاسياً بديلاً لترامب.

 

ويدور الخلاف بين “الحلفاء” طبعاً بشأن وجاهة شن ضربات إقليمية باتجاهات متعددة فيما معركة غزة ما تزال مشتعلة، بما يحرج الديمقراطيين انتخابياً، ويحرج حلفاء الكيان الصهيوني “العرب” شعبياً.

 

من هنا، جاء التصعيد من خلال سلسلة ضربات “من خارج الصندوق” لاستعادة هيبة “إسرائيل” و”حقها” في ممارسة العدوان غير المقيد في المنطقة، أو لاستثارة ردود أفعال على تلك الضربات تفعّل آليات القيادة المركزية الأميركية، الـ”سنتكوم”، للدفاع عن “إسرائيل” بالتعاون مع الأنظمة العربية.

 

الهدف من تصعيد الموقف واضح إذاً: إنتاج “تحالف إبراهيمي” في “الشرق الأوسط” لمواجهة “التهديد الإيراني المتعاظم”، كما دعا نتنياهو في خطابه في الكونغرس الأميركي، على غرار التحالف الأمني الذي أنشأته الولايات المتحدة في أوروبا لمواجهة الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية، كما قال، أي على غرار حلف “الناتو”.

 

والرهان هنا على “الحلفاء” كما قال نتنياهو: “لقد رأينا لمحةً عن ذلك التحالف المحتمل في 14 نيسان / أبريل، إذ عملت أكثر من ست دول، بقيادة الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع “إسرائيل”، للمساعدة في تحييد مئات الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران ضدنا”.

 

للأسف، ستقع تلك الدول في أحابيل نتنياهو مجدداً بالتزامها الدفاع عن “إسرائيل”، كأحد استحقاقات انضوائها في منظومة “سنتكوم”، في الوقت الذي تدعو فيه أطراف محور المقاومة إلى عدم الرد على الضربات الإسرائيلية بذريعة عدم الوقوع في أحابيل نتنياهو! لكنّ ذلك يعني فقط تسليم المنطقة إلى الكيان الصهيوني كي يفعل فيها ما يشاء، وأن يوسع عدوانه على غزة إلى جبهات أخرى.

 

 

سيناريوهات “الشرق الأوسط” حتى عام 2026

عقد “مركز ستيمسون” Stimson Center الأميركي المعروف ورشة عمل، نشر مخرجاتها في موقعه في الإنترنت في 5/7/2024، أي قبل استشهاد هنية وشكر، تحت عنوان “سيناريوهات الشرق الأوسط حتى 2026: أسوأ قبل أن تتحسن”.

 

وُضِع “خبراء الشرق الأوسط” المشاركون في تلك الورشة أمام 3 خيارات لمستقبل ما سماه الاستعمار “الشرق الأوسط” في غضون الـ 18 شهراً المقبلة:

 

أ – استمرار وتيرة الحرب حول معدلاتها الحالية منخفضة الوتيرة في غزة وغيرها.

ب – اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، مع ارتدادات كبيرة على الاقتصاد الدولي.

جـ – الوصول إلى هدنة طويلة المدى في غزة، والشروع في إعادة إعمارها “مادياً وسياسياً”.

 

توصل خبراء “مركز ستيمسون” إلى ترجيح الخيار “ألف” على الخيارين الآخرين، واستبعاد الخيار “جيم”، واعتبار الخيار “باء”، أي الحرب الإقليمية المفتوحة، خياراً ممكناً ومقنعاً أكثر من “جيم”، إذ يرون خيار “الحل” مرهوناً بتزايد إرهاق “إسرائيل” من الحرب من جهة، و”القضاء على معظم أعضاء حماس” من جهةٍ أخرى، من أجل إتاحة الفرصة لعقد “مساومة محدودة” مع لاعبين فلسطينيين وعرب مدعومين من الولايات المتحدة.

 

يرى أولئك الخبراء أيضاً أن تعاون “تل أبيب” مع السلطة الفلسطينية للوصول إلى “حل” في غزة يتطلب استبدال حكومة نتنياهو، الأمر الذي لا يرونه وارداً في المدى القريب، في حين يراهن نتنياهو على تمرير الوقت حتى يأتي ترامب رئيساً، الذي يراه أكثر تجاوباً مع توجهاته من الديمقراطيين.

 

كما يرون معارضة كثيرٍ من الضباط الكبار لفتح جبهتين كبيرتين في آنٍ واحد، في ظل استمرار المراوحة في غزة، والانقسام الإسرائيلي الداخلي، عائقين كبيرين أمام توسيع الحرب إقليمياً. لكنهم يرون أن تصاعد القتال على الجبهة الشمالية، ولو لم يصل إلى حرب مفتوحة، وحدوث انتفاضة جديدة (محتملة) في الضفة الغربية، وانطلاق موجة “إرهاب دولي” دعماً لغزة وفلسطين، من المحتمل أن يرجح احتمال حدوث حرب مفتوحة، وأن ضم الضفة الغربية ووضع “إسرائيل” يدها على غزة، يمكن أن يهدد “معاهدتي السلام” مع مصر والأردن وأن يزيد من إمكانية اندلاع حرب مفتوحة.

 

وبحسب تقرير آخر نشره “معهد الدراسات السياسية الدولية” ISPI في موقعه، في 1/8/2024، بعنوان: “هل نحن على شفا حربٍ شاملةٍ؟”، يضم خلاصات آراء مجموعة من خبراء “الشرق الأوسط”، فإن عمليتي قتل هنية وشكر تهددان بـ “توسيع نطاق الصراع ليشمل المنطقة بأكملها، لكنّ ردود حزب الله وحماس، وخصوصاً إيران – التي عانت من نكسة كبيرة في قدرتها على الدفاع عن أراضيها – هي التي ستحدد إذا كان الصراع سوف يتصاعد أم لا”، وربما يكون المقصود “طبيعة الردود”، لأن الرد مؤكد ومحسوم.

 

يرى أحد خبراء هذا المعهد الإيطالي العريق والمعروف دولياً أن اغتيال إسماعيل هنية يبعد احتمالية تحقيق وقفٍ لإطلاق النار في المدى القصير، بغض النظر عن مدى واقعية ذلك الاحتمال سابقاً، وأن الهجوم غير المسبوق على الأراضي الإيرانية يظهر استعداد نتنياهو لاتخاذ خطوات تصعيدية كبيرة في المواجهة الإقليمية مع خصوم “إسرائيل”، وأن الأجهزة الأمنية الإيرانية سوف تطالب برد إيراني أكثر قسوة، وأن موت هنية قد يزيد من النفوذ السياسي للجناح العسكري لحركة حماس الذي خطط ونفذ هجمات أكتوبر من دون مشاركة تذكر من القيادة السياسية المنفية التي مثلها هنية، بحسب تعبيره.

 

يقول خبيرٌ آخر من ملاك المعهد إن عملية قتل فؤاد شكر، على الرغم من طريقة تنفيذها، تمثل استمراراً للاستراتيجية التي تتبعها “إسرائيل” منذ أشهر: إضعاف القدرات العسكرية والعملياتية لحزب الله ضربةً تلو أخرى.

 

أما الضربة الأشد فتعرضت لها إيران، إذ إن اغتيال هنية لا يكشف كل نقاط ضعف الأجهزة الأمنية الإيرانية فحسب، بل يشوه صورة البلاد على المستوى الدولي، لأن مقتل مثل هذه الشخصية البارزة في طهران بعد ساعات قليلة من أداء الرئيس الجديد اليمين هو أمرٌ لم نشهده من قبل، بحسب تعبير الخبير الثاني.

 

تضيف باحثة أخرى مرتبطة بالمركز ذاته أن حزب الله غير معني بحربٍ شاملة مع “إسرائيل”، وهو لن يضرب “إسرائيل” بصورةٍ أشد إلا إذا استهدفت الأخيرة لبنان ومؤسساته ومواطنيه بصورةٍ أشد (وهو ما حدث فعلاً طبعاً).

 

أكدت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية من جهتها، في تقرير في 31/7/2024، بعنوان “خطر الحرب الشاملة ارتفع بصورةٍ حادة” أن ضربتي بيروت وطهران يمكن أن تغرقا “إسرائيل” وإيران بشكلٍ أعمق في دائرة خطيرة من التصعيد في “الشرق الأوسط”.

 

وكان “معهد هولندا للعلاقات الدولية” Clingendael، من جهةٍ أخرى، قد نشر ورقة في موقعه في 17/7/2024 طرح فيها أربعة خيارات:

 

أ – القتال للحفاظ على الأمر الواقع كما هو، وهو السيناريو المرجح إذا مارست الأطراف الرئيسية المعنية ضبط النفس، من الولايات المتحدة و”إسرائيل” إلى إيران.

ب – تغيّر الخطوط الحمر، وهو السيناريو المرجح إذا مارست كل من إيران و”إسرائيل” ضبط النفس، مع دعم أميركي كامل للخطوات الإسرائيلية، ويتمثل تغير الخطوط الحمر باتساع عمق الضربات على الجانبين، وازدياد أثرها على المدنيين والبنية التحتية، كما رأينا على الجبهة الشمالية مثلاً.

جـ -الحرب المحدودة، وهو السيناريو المرجح إذا لم تمارس كلٌ من إيران و”إسرائيل” ضبط النفس، لكنْ إذا لم تدعم الولايات المتحدة الخطوات الإسرائيلية بصورة كاملة.

 

 

ومن الواضح أن واضع الورقة يعد كل محور المقاومة إيران، فلا يتحدث عن محور مقاومة، بل عن قرار إيراني فحسب.

 

أهم ما في تحليل ورقة المعهد الهولندي، كما نلاحظ، هو أن الخيارات الأربعة التي يطرحها ليست مستقلة عن بعضها بعضاً، بمعنى أن تدحرج الأحداث وتفاعلها ضمن نطاق أحد تلك الخيارات يمكن أن يقود إلى خيارٍ آخر يعبّر عن مرحلة أعلى من الصراع، كما في حالة العدوان على السفارة الإيرانية في دمشق الذي نقل الصراع هنيهةً من الخيار “باء” إلى الخيار “جيم”، أو ضغط العناصر المتشددة في حكومة نتنياهو من أجل شن حرب شاملة على لبنان، الأمر الذي قد ينقل المشهد من الخيار “باء” إلى الخيار “د”، أي الحرب الشاملة.

 

ونحن الآن، برأيي المتواضع، عند نقطة ما بين تغير الخطوط الحمر والحرب المحدودة، وحزب الله وإيران يبحثان عن أهداف تحقق الردع من دون الانزلاق إلى حرب شاملة، فإذا نجحا بذلك، وتمكنا من تحصين نفسيهما، ومن ردع الكيان الصهيوني مستقبلاً، فإن الأخير سيشعر أنه مهددٌ استراتيجياً بصورةٍ أكبر، وهذا سيدفعه إما إلى تغيير الحرس، أي حكومة نتنياهو، أو إلى خوض حرب، وإن لم ينجحا، فإن ذلك سيرسخ حكومة نتنياهو، وسيدفعها إلى خوض حرب. فإذا نجحا يمكن درء خطر الحرب بنسبة 50%، وإن لم ينجحا، توسع خطرها.

 

 

هل مشكلتنا مع حكومة نتنياهو فحسب؟

يخطئ من يظن أن قسماً معتبراً من الجمهور اليهودي الإسرائيلي يدعم شن حرب شاملة على لبنان تماشياً مع رغبة نتنياهو الشخصية فحسب في الحفاظ على حكومته، أو في تجنب المحاكمة.

 

يُذكر أن 62% من ذلك الجمهور، بحسب “جيروزاليم بوست” في 17/6/2024، يؤيد شن حرب على لبنان. وعلى الرغم من أن “هآرتس” جادلت في 4/7/2024 أن الجمهور الإسرائيلي منقسمٌ بشأن هذه المسألة، علينا أن نتذكر أن حكومة نتنياهو تعتمد على تكتل من 65 نائباً ما برح صامداً حتى الآن.

 

لذلك، يتجاوز الأمر حسابات نتنياهو الفردية، بل يتعلق، على مستوى أعمق، بعقلية صهيونية تشعر أن من “حقها” استباحة الأغيار، وأن من واجبها إشعار الأمم أنها تحكم بـ”عصاً من حديد”، بحسب التعبير التوراتي، كما أن “عقدة الاضطهاد” التاريخية التي تعيشها تلك العقلية تتركها في بحثٍ لا يهدأ عن مصادر الخطر الحقيقية والمتخيلة وفي عملٍ دائبٍ على اجتثاثها استباقياً وجذرياً، وإنما يدور الخلاف بين الصهاينة بشأن طريقة معالجتها فقط…

 

بناءً عليه، يعني اختزال المشكلة مع “إسرائيل” في شخص نتنياهو، أو في تيار “المتطرفين” فحسب، إفلات الحلقة المركزية التي تحكم “المجتمع” و”الدولة” و”الجيش” في الكيان الصهيوني بكل تياراته: العقلية الصهيونية. وهي العقلية التي لا تقتصر على نتنياهو أو غلاة الصهاينة، وإنما هم الأكثر تعبيراً عنها.

 

المصدر: إبراهيم علوش/ الميادين