تقييد وتعذيب وتكسير عظام.. شهادات موثّقة لأسرى غزة في سجن “عوفر” الإسرائيلي

محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ينقل شهادات مؤلمة عن أسرى فلسطينيين من قطاع غزة، من داخل مكان احتجازهم في سجن "عوفر" الإسرائيلي.

2024-08-04

نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين، اليوم الأحد، شهادات مؤلمة لأسرى فلسطينيين من قطاع غزة، محتجزين في سجن “عوفر” الإسرائيلي.

 

وكان الأسرى محمد جاموس، البالغ من العمر 44 عاماً، وفادي عياد، 39 عاماً، وفادي هويدي، 38 عاماً، قد التقوا محامي الهيئة الذي زارهم في سجنهم، ورووا ما تعرضوا له من معاملة مجرّدة من كافة قيم الإنسانية والأخلاق على يد جنود الاحتلال والسجّانين الإسرائيليين.

 

وأكد الأسرى أن ما تعرضوا له هو “فاشية حقيقية”، تبدأ بالتعرية من الملابس، مروراً بتقييد الأيدي والأرجل وتعصيب العينين، وصولاً إلى الضرب والتعذيب والتنكيل، واصفين أنفسهم في ذلك الموقف بـ”فرائس لوحوشٍ مسعورة تتلذذ بجوعهم وعطشهم وصراخهم ومرضهم”، ومؤكدين أنهم لا يصدّقون اليوم أنهم لا يزالون على قيد الحياة.

 

وأكد الأسرى الثلاثة لمحامي الهيئة، أنّ ما حصل معهم يختصر معاناة جميع أسرى قطاع غزة، الذين اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

وشرح الأسرى تفاصيل “رحلة الموت” التي تبدأ من لحظة الاعتقال، مروراً بالنقل في العربات والشاحنات العسكرية، حيث “إهانتنا وإنكار إنسانيتنا بالتعذيب القاسي والشتائم”، وصولاً إلى السجون التي “تمنّينا فيها أن تبتلعنا الأرض لما شاهدناه من حقد وجنون، لجنودٍ في بدايات أعمارهم ينكلون بنا بكل الوسائل والطرق”، متحدثين عن “تكسير عظام وفتح رؤوس وسيلان دماء”.

 

وأشار الأسرى إلى أنه بعد كل ذلك يتم نقلهم إلى المستشفيات وعلاجهم ليبدأ مسلسل قتلهم من جديد، إلى الحد الذي لم تستوعب معه عقولهم ما يحدث لهم وما يتعرضون له.

 

ولفت الأسرى إلى أنهم ومنذ الاعتقال يقضون معظم الوقت جالسين على أقدامهم أو منبطحين على بطونهم، ومهما مورس بحقهم من تعذيب لا يحق لهم إصدار أي صوت أو التعبير عن وجعهم، مؤكدين استخدام الكلاب في الاعتداء عليهم، وكذلك الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل الذي تم ضخه داخل الغرف من دون سبب.

 

وأكد الأسرى الثلاثة أن غالبية أسرى غزة فقدوا الوعي مرات عديدة تحت التعذيب المفتوح، وأنهم كانوا شهوداً على ارتقاء شهداء تحت الضرب ومنهم الأسير إسلام سرساوي.

 

وختم الأسرى شهادتهم بالتأكيد أن جميع الأسرى اليوم مرضى، وأجسادهم منهكة، وفريسة للمرض والإصابات من الضرب والتعذيب، وأن الاحتلال لا يقدم لهم العلاج والأدوية.

 

وفي سياق متصل، أظهرت آخر إحصائيات هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، التي توثق معطيات حملات الاعتقال في الضّفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتفاع عدد الأسرى إلى 9930، آخرهم 8 فلسطينيين اعتُقِلوا بين الليلة الفائتة وصباح اليوم الأحد، في الخليل وقلقيلية وطوباس والقدس.

 

وتشمل هذه الحصيلة  من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، من الضفة الغربية فقط، ولا تشمل المعتقلين من قطاع غزة الذين تُقدَّر أعدادهم بالآلاف.