وتكثّفت هجمات التنظيم الإرهابي ضد حكومة طالبان، لا سيما بعد الانسحاب الامريكي الفاشل من أفغانستان، وهو ما أثار علامات إستفهام عديدة حول الدور الأمريكي في عودة نشاط التنظيم في هذا البلد المُنهك من الحروب.
وفجر انتحاري من فرع التنظيم في أفغانستان الأربعاء حزامه الناسف وسط موظفين وحراس اثناء خروجهم من الوزارة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن تحقيقها في الهجوم سمح بتحديد حصيلة للضحايا تبلغ عشرة قتلى و 53 جريحًا. وأضافت “نواصل البحث في ما حدث”.
وأعلنت سلطات طالبان، التي تسعى في كثير من الأحيان إلى التقليل من خطورة الهجمات عبر خفض حصيلة الضحايا، أن خمسة مدنيين قتلوا في هذا الهجوم. وقالت المنظمة غير الحكومية الإيطالية “ايمرجينسي”، التي تدير مستشفى في كابول، إنها استقبلت أكثر من أربعين جريحاً.
*التهديد الرئيسي
وأنهت عودة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس 2021 عقدين من الحرب في أفغانستان وأدت إلى تراجع كبير في العنف. وتؤكد حركة طالبان سيطرتها على الأمن في البلاد لكن وقعت عشرات الهجمات التي استهدفت مدنيين في الأشهر الأخيرة تبنى معظمها تنظيم داعش الارهابي-ولاية خراسان.
وقُتل وجُرح مئات الأشخاص في هذه الهجمات التي استهدفت بشكل أساسي الأقليات الدينية الشيعية والصوفية والسيخ وأجانب ومصالح أجنبية وطالبان أنفسهم، وكانت قد كشفت تقارير استخباراتية لعدّة أجهزة على رأسها الروسية والإيرانية عن قيام أمريكا قبل انسحابها من أفغانستان بنقل إرهابيي تنظيم داعش من سوريا والعراق ونقلهم الى هذا البلد، تمهيدا لتولي مخطّط زعزعة الامن في هذا البلد.
*بدء تحقيق عن بإنسحاب أمريكا
الى ذلك، طلب النائب الجمهوري، مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، يوم الخميس، من وزارة الخارجية عددًا كبيرًا من الوثائق المتعلقة بقرار انسحاب إدارة بايدن من أفغانستان، وذلك في إشارة إلى البدء الرسمي للتحقيق الذي تجريه اللجنة التي يقودها الجمهوريون في الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية.
وأعطى ماكول الوزارة مهلة إلى الـ26 من يناير/ كانون الثاني الجاري للرد، وهدد بصلاحية الاستدعاء إذا لم تمتثل الوزارة.
وكتب ماكول إلى وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكين، في رسالة: من الضروري أن تقدم وزارة الخارجية ردودًا كاملة على هذه الطلبات، ولن تتسامح اللجنة مع استمرار التأخير.. في حالة عدم الامتثال، ستستخدم اللجنة السلطات المتاحة لها لإنفاذ هذه الطلبات حسب الضرورة، بما في ذلك من خلال الإجراءات الإجبارية”. ويذكر أن التحقيق في الانسحاب من أفغانستان هو مجرد واحد من العديد من التحقيقات مع إدارة بايدن التي بدأ الجمهوريون في مجلس النواب الدفع بها.
*وفد من “التعاون الإسلامي” يزور أفغانستان
في الشأن الإجتماعي، وفي إطار القرار الأخير الذي اتّخذته حكومة طالبان مؤخراً بخصوص منع النساء من التعلم بالجامعات، تعتزم منظمة التعاون الإسلامي إرسال وفد إلى أفغانستان لإجراء محادثات مع حكومة حركة “طالبان” بشأن حقوق المرأة في التعلّم والتوظيف.
جاءت ذلك في تصريح لأمين عام المنظمة المنتخب حسين إبراهيم طه خلال اجتماع عقد الخميس بمقرها (تضم 57 دولة بينها تركيا) بمدينة جدة السعودية. وعبرت المنظمة عن قلقها بشأن القيود التي تفرضها الحكومة التي تقودها طالبان على النساء والفتيات الأفغانيات. وقال الأمين العام: “نسعى إلى إرسال فريق ثانٍ من العلماء إلى أفغانستان لمواصلة الحوار حول القرار الذي يحرم الأفغانيات من التعليم والتوظيف”. وأضاف أن “الحوار سيركز على التدابير التي تحرم الفتيات والنساء الأفغانيات من حقوقهن الأساسية في التعليم والعمالة والعدالة الاجتماعية، علماً أن هذه الحقوق تشكل أولوية قصوى للعالم الإسلامي”. وفي 24 ديسمبر/ كانون أول 2022، أصدرت حكومة طالبان المؤقتة أمرا لجميع المنظمات المحلية والأجنبية غير الحكومية بعدم السماح للنساء بالقدوم إلى العمل حتى إشعار آخر، بدعوى عدم التزام بعضهن بقواعد الزي الإسلامي التي تحددها الحكومة.