عززت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة وجودها العسكري في الشرق الأوسط، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعملية إسرائيلية في طهران، واغتيال القائد في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووسط توعّد إيران وحزب الله بالرد الحتمي تتزايد المخاوف الأميركية من اشتعال الوضع في الشرق الأوسط، ونتيجة ذلك رفعت حالة التأهب في المنطقة تحسباً لأي تصعيد قد يجر أطراف محور المقاومة إلى حرب واسعة مع “إسرائيل”.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أنه على ضوء “احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها”، أمر وزير الدفاع، لويد أوستن، “بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن “إسرائيل” ، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة”.
وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي “تحمل صواريخ بالستية دفاعية” و”سرباً إضافياً من الطائرات الحربية” لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لصحيفة “واشنطن بوست”، بتمركز مدمرات أميركية في منطقة الخليج وشرق البحر المتوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”، وفرق الهجوم البرمائي، وأكثر من 4 آلاف جندي من مشاة البحرية والبحارة. ووفقاً للتقرير الذي نشرته الصحيفة، فقد أعادت الولايات المتحدة توجيه عدد من السفن الحربية المتمركزة في البحر الأحمر، التي تشن عمليات ضد الحوثيين في اليمن، إلى الخليج والبحر المتوسط، في ظل تصاعد التوترات بالمنطقة.
يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أن عمليَتي الاغتيال في بيروت وإيران تسببتا على الأرجح بضغط كبير على إيران وحزب الله للرد بطريقة “أقسى بكثير مما كان مخططاً له في الأصل”. كما أنّ مواقف عدد من المراقبين داخل الكيان نفسه تغذي المخاوف الأميركية.
وبحسب مسؤول أميركي تحدث إلى موقع أكسيوس، فإنّ البنتاغون والقيادة المركزية الأميركية يتخذان استعدادات مماثلة لتلك التي اتُخذت قبل الهجوم الصاروخي في نيسان، وفي حين قد تلجأ إيران إلى نفس مستوى الرد التي استخدمته في الضربة السابقة، يتوقع المسؤولون الأميركيون، طبقاً للموقع، أن الضربة القادمة ستكون أوسع نطاقاً، وقد تشمل تدخّلاً من حزب الله. كما تشعر إدارة بايدن بالقلق من أنه قد يكون من الصعب “حشد نفس التحالف الدولي والإقليمي” من الدول التي دافعت عن “إسرائيل” خلال الهجوم الإيراني السابق، ولا سيما أنّ اغتيال هنية يندرج بشكل مباشر في إطار الحرب بين “إسرائيل”وحماس، والتي أثارت مشاعر معادية لـ “إسرائيل” في جميع أنحاء المنطقة، بحسب أكسيوس.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيجتمع مع فريق الأمن القومي اليوم الإثنين لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم من الاتصال بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت تم التأكيد فيه على دعم الولايات المتحدة لـ “إسرائيل” في ظل تصاعد التوترات مع إيران والتهديدات بنشوب حرب إقليمية أوسع.
إذن تكثّفت في الأيام والساعات القليلة الماضية، التحشيدات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط والمشاورات واللقاءات في واشنطن، وتعاملوا مع الرد الإيراني على أنّه حتمي وسط توقعات باقتراب ساعة الصفر لإطلاق الصواريخ الإيرانية إلى أراضي الكيان، وسارعت الإدارة الأميركية، مرة أخرى إلى محاولة إنقاذ حليفتها ومساعدتها في التحضير لأي هجوم محتمل من إيران وحزب الله. وعلى غرار ما ظهر اثناء الهجوم الصاروخي الإيراني الذي طاول الأراضي الإسرائيلية، يوم 14 نيسان، يبدو أن “إسرائيل” عاجزة مجدداً، عن التصدي بمفردها للرد الآتي، وسط توقعات المراقبين بأنه هذه المرة سيكون أكبر وأكثر تأثيراً وإيلاماً.