اقترح رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية إجراء استفتاء حول نشر أنظمة صواريخ أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا، وكذلك إمكانية إعادة الخدمة العسكرية الإلزامية.
و ادعى هذا المسؤول في الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت”، عمليات النشر المخطّط لها من عام 2026 بأنها “صحيحة تماماً”. ومع ذلك، أكّد كريتشمر قائلاً: “أعتقد أنه من الخطأ نشر هذه الأسلحة الآن دون أي نقاش”.
وشدّد على أن “النقاش حول العودة إلى الخدمة العسكرية أو التجنيد الإجباري ضروري أيضاً”. وأضاف أن هذه المسألة تحتاج أيضاً إلى نقاش وقرار. وقال: “سأسأل الألمان عن ذلك. ثم يجب على الحكومة الفيدرالية الألمانية تنفيذ نتائج الاستفتاء”.
وأضاف في جزء آخر من تصريحاته: “الشيء الوحيد الذي يؤثّر حقاً على روسيا هو قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا. أساس ذلك هو اقتصاد قوي وسلام اجتماعي، لذلك يجب على ألمانيا أن تفعل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتعزيز مواردها”.
مؤخراً، تصاعد النقاش بين المسؤولين الألمان حول خطة نشر الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى على الأراضي الألمانية، وظهرت خلافات في هذا الصدد.
على هامش قمة الناتو في واشنطن في 10 يوليو، أعلنت ألمانيا والولايات المتحدة أنه اعتباراً من عام 2026، سيتم نشر الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى مرة أخرى في ألمانيا لأول مرة منذ تسعينيات القرن الماضي. برّر بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، هذا الأمر بوجود فجوة خطيرة في القدرات في أوروبا. كما ادعى “أولاف شولتز”، المستشار الألماني، أن هذا القرار كان لمنع نشوب حرب.
ومع ذلك، كانت هناك انتقادات كثيرة لحقيقة أنه لم يكن هناك نقاش قبل هذا القرار. على سبيل المثال، قال زيغمار غابرييل، نائب المستشار ووزير الخارجية الألماني السابق، إن ما يزعجه ليس نية نشر هذه الصواريخ نفسها، بل حقيقة عدم وجود نقاش عام حولها في ألمانيا.
فوجئ عدد من أعضاء البرلمان الألماني، وليس فقط من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه المستشار، بهذا القرار.
مؤخراً أيضاً، قال رالف موتزنيتش، أحد قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فيما يتعلّق بالخطط الصاروخية الأمريكية، إن خطر التصعيد العسكري غير المقصود كبير.
حظي انتقاد موتزنيتش لخطة النشر المحتملة للصواريخ الأمريكية بدعم من بعض المسؤولين السابقين في الحزب، بمن فيهم نوربرت والتر بورجانس، الرئيس السابق للحزب البالغ من العمر 71 عاماً، والذي يحظى باحترام كبير.
على الرغم من كل هذه الانتقادات، رفض وزير الدفاع الألماني مؤخراً في تصريحات له في ولاية هاواي الأمريكية جميع الانتقادات الموجّهة لاتفاق برلين مع واشنطن لنشر أسلحة بعيدة المدى على أراضيها، مدعياً بأن هذه الخطة إجراء للردع الحقيقي ضد روسيا.
حذّر “فلاديمير بوتين”، الرئيس الروسي، في تصريحات له، واشنطن من أنه في حالة نشر صواريخ أمريكية بعيدة المدى على الأراضي الألمانية، فإن موسكو لن تلتزم بعد ذلك بالتعليق الأحادي الجانب فيما يتعلّق بنشر الأسلحة متوسطة وقصيرة المدى.
