العراق يتهيّأ لاستقبال زوّار أربعينية الإمام الحسين (ع)

أن الزيارات المليونية لمراقد الأئمة الأطهار والأولياء، الذين تزخر بهم أرض العراق وتتبارك بهم، باتت سمة بارزة وحدثًا مهمًا على مستوى المنطقة والعالم، وليس بلادنا فحسب

2024-08-09

مع بدء العدّ التنازلي لزيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، في العشرين من شهر صفر وفق التقويم الهجري – القمري، تصاعدت وتيرة استعدادات مختلف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية العراقية، من أجل توفير كلّ المستلزمات والوسائل المطلوبة لإنجاح هذه الزيارة التي من المتوقع أن يتجاوز أعداد المشاركين فيها العشرين مليون زائر من داخل العراق وخارجه.

 

 

رئيس الوزراء العراقي

 

وفي هذا السياق، رعى رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، يوم الأربعاء، المؤتمر السنوي الأول للزيارات المليونية في مدينة كربلاء المقدسة، بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في المفاصل المعنية بالزيارة.

 

وأكّد السوداني في كلمته بافتتاح المؤتمر، “أن الزيارات المليونية لمراقد الأئمة الأطهار والأولياء، الذين تزخر بهم أرض العراق وتتبارك بهم، باتت سمة بارزة وحدثًا مهمًا على مستوى المنطقة والعالم، وليس بلادنا فحسب”.

 

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أعرب السوداني عن “تقديره للجهود المتآزرة التي تُبذل من مختلف مؤسسات الدولة والقوات المسلحة بمختلف صنوفها، والمحافظات، والعتبات المقدّسة والمؤسسات الاجتماعية، والمبادرات الشعبية والعشائرية، الحريصة على تيسير وانسيابية حركة الملايين من الزائرين، وتوفير الخدمة لهم بأفضل ما يكون”، مشيرًا إلى “أنّ تنظيم الزيارات، وبهذا الحجم، استلزم تشكيل اللجنة العليا الدائمة، والتي تتولى مهامَّ كبيرة وفاعلة، ومسؤولية حاسمة في الإدارة والإشراف على جميع متطلبات الزيارات، وبمختلف المواسم والعناوين، وهي واجهة للعراق، ووسيلة لوضع الحلول المستدامة لأي عقبات قد تستجد خلال الزيارات”.

 

ويذكر انّ اللجنة العليا الدائمة للزيارات المليونية كانت قد تشكّلت بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء، في شهر شباط/فبراير الماضي، برئاسة مدير مكتبه وعضوية عدد من الجهات المسؤولة، وقد وزّعت عملها على المرحلة الأولى (2024 – 2026)، والمرحلة الثانية (2026 – 2027)، وتشتمل على عدد كبير من مشاريع البنى التحتية المرتبطة بالزيارات المليونية، ابتداءً من تأهيل المنافذ الحدودية، والطرق التي يسلكها الزائرون، وساحات تبادل الزائرين، وإنشاء مدن خاصة لاستراحتهم، ومراكز للإسعاف الفوري، وجسور للمشاة، والعديد من المنشآت الخدمية، فضلًا عن البدء بتنفيذ مشروع قطار كربلاء – النجف.

 

 

وزير الداخلية

 

إلى ذلك، أكد وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، انّه “تم البدء مبكرًا بإعداد الخطط والتحضيرات لتأمين الزيارة الأربعينية”، وأشار إلى “أنّ الخطة الحالية ارتكزت على تحليل الخطة السابقة للعام الماضي ورؤية الأجهزة الأمنية والاستخبارية، والخطة تميّزت هذا العام بتحديد المسؤوليات بشكل واضح لكل القوات الأمنية والاستخبارية وتجانسها مع الخطة الخدمية”.

 

وكان الشمري قد عقد سلسلة اجتماعات مع قادة الأجهزة الأمنية المختلفة، وأجرى عدداً من الجولات الميدانية في المحافظات والمنافذ الحدودية التي يمر منها الزائرون للوقوف على طبيعة الاستعدادات والتحضيرات المطلوبة، ومعالجة مكامن الخلل والنقص إن وجدت، وتلافي أي ثغرات يمكن أن تعرقل الزيارة وتهدّد أمن وسلامة الزائرين.

 

 

وزير الصحة

 

وفي ما يتعلق بالجانب الصحي، أكد وزير الصحة العراقي، صالح الحسناوي، “أنّ خطة وزارة الصحة لزيارة الأربعين بدأت في محافظة البصرة، وتستمر وصولًا إلى كربلاء المقدسة، وسيشارك فيها ألفا سيارة إسعاف، ومئة ألف من الكوادر الصحية”.

 

وقال الحسناوي في كلمة له خلال المؤتمر الأول للزيارات المليونية، “خطتنا الصحية الخاصة بالزيارة الأربعينية تتمثل بثلاثة محاور، الأول وقائي وتوعوي، والثاني الإسعاف الفوري وخدمات الطوارئ، والثالث مفارز صحية ثابتة ومتحركة والمستشفيات”.

 

وأوضح الوزير أن من ضمن الخطة “خدمات الصحة التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، والحشد الشعبي، والهلال الأحمر، والخدمات الصحية التابعة للعتبات المقدسة والمتطوعين”؛ مشيرًا إلى أنه “ستكون هناك مفارز ومراكز وخدمات صحية في كلّ المنافذ الحدودية”.

 

 

محافظ كربلاء المقدسة

 

من جانبه، أعلن محافظ كربلاء المقدسة، نصيف جاسم الخطابي، عن “استكمال جميع التحضيرات للزيارة الأربعينية، من خلال التنسيق مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، والعتبتين المقدستين وباقي مؤسسات الدولة”.

 

وقال الخطابي في كلمة له خلال المؤتمر السنوي الثالث للإعلان عن انطلاق التغطية الشاملة لزيارة الأربعين: “إنّ أجواء الزيارة الأربعينية تحظى باهتمام كبير على مستوى المراجع والعلماء والدولة”؛ مشيرًا إلى “أنّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أسس ولأول مرة اللجنة العليا للزيارات المليونية”، و”إن محافظة كربلاء المقدسة نسقت مع العتبتين المقدستين، واللتين تمثلان مرتكزًا أساسيًا لإنجاح الزيارات، فضلًا عن التنسيق مع المؤسسات الاتحادية سواء كانت أمنية أو خدمية”.

 

وأشاد محافظ كربلاء “بالمواكب والهيئات الحسينية وكلّ محبي آل بيت النبوة في كلّ المناطق التي يمر فيها الزوار وصولًا إلى كربلاء المقدسة”، مشيرًا إلى “القضية الإعلامية الكبرى وأهمية ذلك المنبر أمام الطغاة، ليبين بشكل واضح القضية الحسينية، ويرسم صورة للتضحية في عاشوراء، وأن المؤسسات الإعلامية تهدف لتعريف العالم بقضية الإمام الحسين، واستثمارها في بناء الإنسان، وروح التضحية والفداء والعدل، وبناء البلدان والشعوب”.

 

 

رئيس هيئة الإعلام والاتّصالات

 

وفي سياق متصل، أكد رئيس هيئة الإعلام والاتّصالات، علي المؤيد، في كلمته بالمؤتمر السنوي الثالث حول انطلاق الحملة الإعلامية لتغطية زيارة الأربعين، “أن المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلاميين كبيرة ومضاعفة وخطيرة، داعيًا الجميع للتضامن والتعاون لإظهار الصورة الحقيقية لبلادنا وأبناء شعبنا خلال هذه المناسبة الغراء”.

 

وأوضح “أنّ مختلف المؤسسات الإعلامية العالمية والمحلية، فتحت مساحات البث لنقل الحدث الديني الأبرز والأضخم على المستوى الإسلامي في العالم، إذ إن هذا الحدث الكبير يعبر عن استقطاب عالمي لملايين البشر في تجمعٍ هو الأبرز على وجه الأرض من حيث الكم والنوع والمتابعة”.

 

وأشار رئيس هيئة الإعلام والاتّصالات إلى رصد أجندات مشبوهة، تهدف إلى تشويه صورة الزيارة والزائرين، من خلال ترويج ونشر مقاطع ومحتوى مغرض ومصطنع؛ مشددًا على “أنّ الهيئة بالتعاون مع المؤسسات الأمنية، ستتّخذ أقصى العقوبات بحق أصحاب هذه الأجندات والمحتوى المسيء”، داعيًا إلى “الحذر والتوعية لتفادي الوقوع في شراك هذه الأجندات التي تسعى إلى خلق الفتنة وتشويه صورة الزيارة المباركة”.

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ مسيرة زيارة الأربعين، انطلقت قبل بضعة أيام، تحت شعار (من البحر إلى النحر) من منطقة رأس البيشة التابعة لقضاء الفاو بمحافظة البصرة جنوب العراق، والتي ستمر بمحافظات ذي قار والديوانية وبابل، لتنتهي في العشرين من صفر عند مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام في كربلاء المقدسة.

 

المصدر: عادل الجبوري/ العهد