في هذا السياق، شككت مراسلة ومعلقة شؤون المجتمع “الإسرائيلي” في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حِن أرتسي سرور بعدد القتلى، وحالات الإصابات الخطرة في صفوف الجيش “الإسرائيلي” خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت أنّه “في هذا الأسبوع، أُضيف المزيد من جرحى الحرب إلى القائمة التي لا تنتهي والذين سيكون عليهم التعامل مع حياتهم الجديدة، في “دولة” و”مجتمع” غير جاهزين لاستيعاب آلاف المعاقين جسديًا ونفسيًا، وفي ظلّ إهمالٍ حكومي واضح”.
شهادات حية.. وتعليقات رسمية
من ناحيته، قال قائد سرية احتياط في لواء النقب، إسحاق شفارتس والذي أصيب في بيت حانون وأصيب بشللٍ نصفي “بعد شهرين ونصف من إعادة التأهيل، خرجت إلى الحياة على كرسي مُتحرّك، والآن تكفي بلاطة بارزة قليلاً من الأرض حتى لا أتمكن من التحرّك مع الكرسي، في “إسرائيل” لا يفهمون حقًّا ما يعنيه هذا الأمر”.
ومن جانبها، أشارت نائب رئيس قسم إعادة التأهيل في وزارة الأمن ساريت كيدرون، إلى أنّ “الإصابات النفسية بين الجنود الجرحى كبيرة، إذ يُعانون من صعوبات جمّة، وخوفنا هو ألا نعثر على الجرحى الذين تتدهور حالتهم”.
كذلك بيّن رئيس منظمة مُعاقي جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، عيدان كليمان، أنّ “الهدف النهائي لإعادة التأهيل هو إعادة الجرحى إلى مكان يعملون فيه كـ “مواطنين” عاديين ويساهمون بدورهم في “المجتمع”، وأنا قلق من أن الكثيرين منهم سيجدون صعوبة في العودة إلى سوق العمل”، وفق تعبيره.
وأضاف أنّ “الحكومة تظهر عجزًا كبيرًا في تعاملها مع جرحى “الجيش”، وهذا العجز يرقى إلى حدّ الإجرام، ولسوء الحظ، يتم إهمال الجرحى ولا تحرك الحكومة ساكنًا لتحسين وضعهم”.
خسائر العدو.. بالأرقام
وفي وقت سابق، اعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأنّه في جيش الاحتلال “الإسرائيلي” يوجد الآن 9860 مصابًا، بينهم 5053 من الشباب (18-30 سنة)، وأكثر من 2600 يُعانون من ردّ فعل نفسي، و197 يُعانون من إصاباتٍ في الرأس، 690 يُعانون من إصابات في العمود الفقري، وأكثر من 60 مقطوعي أطراف.
وأفادت الصحيفة، في تقريرٍ لها، نشرته الأحد، بأنّ ما لا يقل عن 10 آلاف جندي “إسرائيلي” قُتلوا أو جرحوا خلال أشهر القتال الطويلة في قطاع غزّة، في الوقت الذي يواجه فيه جيش العدو اتهامات داخلية بإخفاء الأعداد الحقيقية لخسائره البشرية والتي تزيد عن ذلك بكثير.
وأضافت الصحيفة أنّ نحو 1000 جندي ينضم كل شهرٍ إلى صفوف الجرحى جسديًا ونفسيًا في قسم إعادة التأهيل في وزارة الأمن، بحسب بيانات القسم.
وأشارت إلى أنّ هذه الأرقام لم تمنع كل من “الكنيست” و”الحكومة” من إعادة صياغة وتمرير قانون تمديد الخدمة الإلزامية، وترك الجنود النظاميين في “الجيش” في حالة إحباط كبير وعلامات استفهام.