في قلب مدينة تبريز شمال غربي إيران يقع برج يعرف ببرج الساعة، وبما أن تبريز تشتهر بلقب مدينة الأوائل فهذا المبنى هو أول بلدية شيدت في إيران في العقد الثامن من القرن الثامن عشر الميلادي.
تحول برج الساعة في تبريز منذ عشرات السنين إلى متحف يحكي تاريخ هذه المدينة العريقة ويوثق طبيعة عمل البلديات في إيران عبر الزمن.
في عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين وبمناسبة الذكرى المئة لتأسيس بلدية تبريز تم تشييد هذا المتحف. يتكون المتحف من عدة قاعات أبرزها قاعة الفانوس وقاعة السجاد وقاعة البلديات ويحكي كل واحد منها جانبا من تاريخ تبريز.
يضم المتحف أنواعا من الفوانيس التي أستخدمت لإضاءة الشوارع والأزقة وأدوات فرق الإنقاذ والإطفاء وعينات من وسائل النقل العام في حقب تاريخية مختلفة، كما يلقي الضوء على بنية هذه المدينة العريقة ويعرّف الزائر على من ساهم في بنائها معماريا وبشريا وعلميا.
وقال أحد زوار المتحف: «أعجبني هذا المتحف جدا لما يضمه من آثار نفيسة نتعرف من خلالها على تاريخ مدينة تبريز. وجدت في هذا المتحف الأدوات التي كنا نسمع عنها في حكايات وقصص آبائنا وأجدادنا».
يبقى السجاد اليدوي جزءا لا يتجزأ من المتاحف في إيران، ومتحف بلدية تبريز ليس بمعزل عن هذه القاعدة فهو يضم السجاد الأصيل الذي يصل مساحة بعضه إلى أكثر من مئة متر مربع.
يستنشق الزائر في هذا المتحف عبق وروح الماضي بمراحله المختلفة حتی وقتنا هذا الذي وسمته العولمة بطابعها الدولي لكنها لم تستطع أن تخمد ألوان وحروف التاريخ لمدينة كتبريز.