جدعون ساعر.. المرشح لوزارة الحرب

يبدو ساعر في كثير من الاحيان مهتماً بالتفاصيل بشكل فطري أو أن هذه الصفة تبدو معه كملكة، إلا أن سيرته تؤشر إلى افتقاد ميزة المثابرة في قضايا سياسية فيما يصبح مثابراً بشكل مرضي عند اقتراح القوانين والتشريعات في الكنيست.

2024-08-10

جدعون ساعر هو سياسي صهيوني من مواليد “تل أبيب”، مؤسس ورئيس حزب “الأمل الجديد” الإسرائيلي. عنده مجموعة مقربة جداً من الاصدقاء يكوّنون دائرة مغلقة حوله ويروجون له سياسياً واجتماعياً. تعرف من خلال ابيه على بن غوريون. تعتبر ميزة المبادرة مخلوقة معه منذ الصغر فخلال مسيرة حياته لا يخلو عمل من الاعمال التي مارسها من لمسة مبادرة مميزة منه، وتعتبر هذه الميزة خطوة فتحت له العديد من الأبواب في مسيرته المهنية.

 

 

بحسب ما ينشر عنه، يبدو ساعر في كثير من الاحيان مهتماً بالتفاصيل بشكل فطري أو أن هذه الصفة تبدو معه كملكة، إلا أن سيرته تؤشر إلى افتقاد ميزة المثابرة في قضايا سياسية فيما يصبح مثابراً بشكل مرضي عند اقتراح القوانين والتشريعات في الكنيست.

 

 

البطاقة العلمية

 

– الدراسة الجامعية المرحلة الأولى:

  • الاختصاص: العلوم السياسية
  • المرحلة: البكالوريوس (مع مرتبة الشرف)
  • التاريخ: من 1986 إلى 1988

 

تشير جميع سيره الذاتي ومقابلاته التلفزيونية والصحفية أنه أتم البكالوريوس (مع مرتبة الشرف) في العلوم السياسية خلال عامين، مع التنويه إلى أنه عمل في المجال الصحفي خلال دراسته في صحيفة “هاعولام هاذي” بترتيب من رئيس تحريرها يوري آفنيري.

 

– الدراسة الجامعية المرحلة الأولى:

  • الاختصاص: القانون (LL. B)
  • المرحلة: البكالوريوس (الاضافية)
  • التاريخ: من 1991 إلى 1993

 

تبرز ملاحظة عمله في القناة الأولى كمراسل قانوني عام 1993 ثم عمله في مكتب المدعي العام في لواء تل أبيب (المدني) مع المدعي العام للمقاطعة نعومي شتيرن. ثم تطوره لاحقاً للعمل كمساعد للنائب العام ثم ترقيه السريع كنائب للمدعي العام للدولة كل ذلك يوحي بأن جهة ما (ممكن في الدولة العميقة أو جهة حزبية مؤثرة في الدولة) كانت تعده لمنصب ما قد يكون بدايته تكليفه بوظيفة سكرتير مجلس الوزراء عام 1999 ثم كرت سبحة التعيينات بعدها.

 

 

الخبرة المهنية

 

العمل الخاص:

 

للتنويه فإن جدعون ساعر لم يكن له ميل كبير للعمل في المجال الخاص بل كان طموحه السياسي دافعاً له للعمل العام بعد العام 2000

  •  عمل صحفي بمنصب مراسل الشؤون الحزبية في صحيفة حداشوت من 1991 إلى 1993. كان يعمل في نفس الوقت ككاتب عامود سياسي في صحيفة هاعولام هاذي تحت أسم مستعار “تابفات”.
  • عمل صحفي بمنصب مراسل الشؤون القانونية في القناة الثانية من 1993 إلى 1995. ويبدو أن عمله هذا كان من ضمن عملية تأهيله في مجال العمل القانوني.
  • عمل محام في مجال الترافع في القضايا المدنية كافة في مكتب محاماة مستقل خاص به من 1999 إلى 2001. لكن أُوقف عمل المكتب بعد استدعائه من قبل رئيس الحكومة المكلف آنذاك ارييل شارون لتولي منصب سكرتير الحكومة.
  • عمل في مجال الأبحاث والدراسات ونشر أبحاث ومقالات سياسية في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) من 2015 إلى 2017.
  •  عمل أستاذ جامعي في كلية أونو الأكاديمية من 2015 إلى 2017، وقام بتدريس دورة حول “الحوكمة والحكم والإصلاحات العامة” لطلاب درجة الماجستير في الكلية.
  •  في نيسان 2016، بدأ جدعون ساعر رئاسة اللجنة العامة لمستقبل صناعة التأمين التي أنشأتها غرفة وكلاء التأمين. كما عمل كمستشار لعدة منظمات وشركات اسرائيلية.

 

 

العمل العام والحكومي:

 

  •  عمل محام مساعد في النيابة العامة للواء تل أبيب بصلاحيات استشارية من 1993 إلى 1995. استفاد جدعون ساعر من هذا العمل للتدرب على المحاماة والعمل القانوني بعد تخرجه عام 1993 وخلافاً لزملائه لم يقم بالتدرب في مكتب محام خاص بل قام بالتدرب في مكتب المدعي العام.
  • عمل محام مساعد في مكتب النائب العام للدولة بمنصب محامي مساعد للشؤون المدنية لمدعي الدولة العام، بصلاحيات استشارية من 1995إلى 1997. كانت هذه الوظيفة الحكومية من ضمن إعداده لتبوء منصب مساعد المدعي العام للدولة.
  •  عمل محام مساعد في مكتب النائب العام للدولة بمنصب مساعد رئيسي للمدعي العام للدولة، من 1997 إلى أوائل 1999. يبدو أن تلك المرحلة كانت المرحلة النهائية لتأهيله في هذا المجال حيث استقال من منصبه لعدة أشهر قبل أن يستدعيه نتنياهو لاستلام منصب سكرتير الحكومة إلا أنه لم يستمر في هذا المنصب أكثر من 6 أشهر بعد خسارة الليكود في الانتخابات التشريعية وحلول إيهودا باراك مكان نتنياهو.
  • عمل في المجال الإداري في مجلس الوزراء من 2001 إلى 2003 بمنصب سكرتير مجلس الوزراء، وعمل في عدة اتجاهات (سياسية – وقانونية – وادارية) بتكاليف من رئيسه ارييل شارون.

 

 

الانجازات:

 

– كجزء من منصبه، تولى، من بين أمور أخرى، لجنة ميتشل ومكافحة محاولة تشكيل لجنة تحقيق دولية في أعقاب معركة جنين خلال عملية “الجدار الواقي”.

 

– ترأس ساعر لجنة بحثت لرئيس الوزراء والحكومة السياسية والأمنية قضية مهجري قريتي إيكاريت وبيرام المارونيتين الشماليتين، واعتمدت توصياتها بقرار مجلس الوزراء. (وقضية القريتين المارونيتين المنتزعتين من لبنان مع 6 قرى مارونية أخرى لا تزال على حالها منذ العام 1947 تحت الحكم العسكري الصهيوني وتعتبر بنظر العدو وحكومته مناطق عسكرية خالصة).

 

– عمل ساعر في الكنيست، نيابة عن الحكومة، على تمرير قوانين حساسة في المجالين الأمني والسياسي.

 

– عمل نائب في الكنيست: من 2003 إلى 2006:

 

الممارسات العملية: رئيس كتلة الليكود في انتخابات الكنيست رقم 16- عضو في لجنة الكنيست، ولجنة الدستور والقانون والقضاء، ولجنة النهوض بمكانة المرأة، وعضوا بالوكالة في لجنة الخارجية والأمن، كما تم انتخابه لعضوية لجنة اختيار النائب العام نيابة عن لجنة الدستور.

 

الانجازات: قاد عملية استعادة حزبه الليكود للأغلبية البرلمانية التي أهلت الحزب لإعادة ترؤس وتشكيل الحكومة عام 2003. لكن استقال من منصبه مرتين بسبب معارضته لخطة فك الارتباط، وسحب استقالتيه بناء على طلب رئيس الوزراء ارييل شارون.

 

– شغل منصب نائب رئيس لجنة الانتخابات المركزية للكنيست السابعة عشرة، في 12 كانون الثاني (يناير) 2006

 

– انتخب في المركز الخامس على قائمة الليكود للكنيست السابعة عشرة، ونتيجة لذلك تم انتخابه لعضوية الكنيست، على الرغم من فشل الليكود في الانتخابات (انخفض عدد مقاعده إلى 12 مقعداً فقط).

– رئيسًا لكتلة الليكود في البرلمان.

 

– نائبًا لرئيس الكنيست لمدة عام.

 

– في 23 مايو 2006، تم انتخابه رئيسًا للجنة النهوض بمكانة المرأة.

 

– في الكنيست السابعة عشرة، وفي نهاية المؤتمر الشتوي للدورة الثالثة، بلغ عدد مشاريع القوانين الخاصة التي تمت الموافقة عليها والتي قدمها ساعر 16 قانوناً خاصاً، أي حوالي عُشر إجمالي مشاريع القوانين الخاصة التي تمت الموافقة عليها.

 

– في 9 ديسمبر 2008، في الانتخابات التمهيدية بين أعضاء الليكود، فاز ساعر بالمركز الأول وحصل على 74% من الأصوات، وبعد إسناد مهمة تشكيل الحكومة لنتنياهو، عين نتنياهو ساعر رئيسا لفريق التفاوض الائتلافي نيابة عن الليكود.

 

– عمل وزيراً التربية من 2008 إلى 2013:

 

المسؤول المباشر: بنيامين نتنياهو

 

العلاقة بالمسؤول المباشر: في ذلك الوقت كانت علاقته قوية بنتنياهو الذي كلفه بإدارة مفاوضات الاتلاف الذي سيشكل منه نتنياهو الحكومة. وفي المجال التربوي كان يتمتع بتفويض كامل من نتنياهو. كما أنه سمح له استثناءً بعد أشهر من تشكيل الحكومة بالانضمام إلى مجلس الوزراء السياسي الامني.

 

– عمل وزيراً للداخلية من 2008 إلى 2013:

 

– في سبتمبر 2014، اعترف ساعر بحوالي 13 ألف مسيحي يتحدثون العربية في إسرائيل كأعضاء في الجنسية الأرمنية وسمح بإدخال ما يرونه مناسباً عبارة (“أرمني” بدلاً من “عربي”) في بطاقة هويتهم.

 

– في 17 سبتمبر 2014، أعلن ساعر عن “استراحة” من الحياة السياسية، وعن نيته الاستقالة من الحكومة والكنيست بعد عطلة تشرين، في 3 نوفمبر 2014 قدم استقالته إلا أنه استمر يشارك في أنشطة الليكود وفي حملة الحزب لانتخابات الكنيست العشرين ودعا للتصويت لصالح الليكود.

 

– في فبراير 2019، قبيل انتخابات الكنيست الحادية والعشرين، ترشح ساعر مرة أخرى في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود وانتخب خامسًا في قائمة الكنيست. بعد الانتخابات، شغل منصب عضو لجنة الخارجية والأمن حتى حل الكنيست ورئيس اللجنة الفرعية (لجنة الخارجية والأمن) للسياسة الخارجية.

 

– في ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن جدعون ساعر الانشقاق عن “الليكود” وتشكيل حزب “أمل جديد”.

 

– في 10 يوليو/تموز 2022، أعلن غانتس رئيس حزب “أزرق-أبيض”، وساعر رئيس حزب “أمل جديد” خوض الانتخابات البرلمانية في قائمة مشتركة تحت اسم “معسكر الدولة”، الذي حصل لاحقا على 12 مقعدا بالكنيست (البرلمان) من أصل 120.

 

وفي 12 مارس/آذار الجاري، أعلن ساعر، إنهاء شراكته السياسية مع الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، وحل تحالف “معسكر الدولة”، ليخرج ساعر بمقاعد حزبه الـ 4، تاركا حزب غانتس “أزرق أبيض” مع 8 مقاعد. وساعر هو وزير بلا حقيبة في حكومة الوحدة الوطنية التي جرى تشكيلها بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

– في 25 مارس/آذار أعلن الوزير الاسرائيلي جدعون ساعر رئيس حزب “أمل جديد”، الاثنين، استقالته من الحكومة، بعد انقضاء مهلة منحها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضمه لمجلس الحرب. وعن سبب استقالته من الحكومة، قال ساعر: “لا أستطيع تحمل المسؤولية طالما لا أملك، حسب تقديري، إمكانية عملية للتأثير على اتجاه السياسة، أنا ببساطة لا أرى أي فائدة في هذا بعد الآن”.

 

يتمتع ساعر بحس المسؤولية، فيتحمل مسؤولية أعماله وقراراته، ولا يلقى اللوم على الآخرين. ويفهم دوره، وكيفية ارتباطه بالأهداف العامة لجهة عمله. كما أنه يفصح عما يواجهه من تحديات بشفافية. وتتميز سلوكياته بالتقلّب ويعد سريع الانفعال، ولا يحتمل الإحباط.

 

لا يبدو من خلال ملفه الشامل أنه يهتم بالتنوع كمحفز له على حب عمله، فحسبما ورد أنه قاد ثلاث وزارات مختلفة وبرع فيها ثلاثتها ولكن ذلك النجاح لم يكن يهمه بمقدار ما كان الإنجاز يدفعه نحو هدفه المنشود وهو الترقي ليصل إلى منصب رئيس الوزراء.

 

 

المصدر:  مركز دراسات غرب آسيا