كيف فشلت “كوكاكولا” في قمع حملة مقاطعتها بسبب غزة؟

صحيفة "واشنطن بوست" تتحدث، في تقرير، عن محاولة حملة إعلانية في جنوب آسيا للتعمية على ارتباط شركة "كوكاكولا" بـ"إسرائيل"، لتتحول بدلاً من ذلك، إلى دراسة حالة في الرسائل المؤسسية الفاشلة.

2024-08-12

تحدّثت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في تقرير، عن محاولة حملة إعلانية في جنوب آسيا للتعمية على ارتباط شركة “كوكاكولا” بـ”إسرائيل”، لتتحول بدلاً من ذلك، إلى دراسة حالة في الرسائل المؤسسية الفاشلة.

 

وفي التفاصيل، أوضحت الصحيفة أنّ شركة المشروبات الغازية في بنغلاديش أطلقت حملة إعلانية باهظة الثمن، تضم نجماً تلفزيونياً معروفاً بأدواره في المسلسلات التلفزيونية الواقعية في جنوب آسيا، وذلك “عندما بدأت مبيعات الشركة في الانخفاض في أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا هذا الصيف”، بسبب حملات مقاطعة الشركات التي تدعم “إسرائيل”.

 

وفي الإعلان، لعب الممثل شرف أحمد جيبون، دور صاحب متجر يؤكد للزبائن أنّ “كوكاكولا” ليست منتجاً إسرائيلياً، مؤكّداً خلاله على روابط الشركة بالمجتمعات الإسلامية، بقوله إنّه “حتى فلسطين لديها مصنع كوكاكولا”، لمجموعة من الأولاد الذين تخلوا عن اعتراضاتهم السياسية وشربوا بعدها زجاجات كوكاكولا.

 

ولكن كانت هناك مشكلة، بحسب “واشنطن بوست”، التي أشارت إلى أنّ المصنع الفلسطيني المزعوم هو في الواقع “شركة تعبئة مملوكة لـ “إسرائيل”  تعمل في مستوطنة إسرائيلية في القدس، وتعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي”.

 

وبعكس ما كان مرجواً، “أثار هذا الادعاء المضلل ردود فعل عنيفة على الفور، وولد المزيد من الغضب تجاه شركة كوكاكولا، التي تعاني بالفعل من انخفاض في المبيعات بنسبة 23% قبل بث الإعلان”.

 

وبعدما سحبت شركة المشروبات الغازية الإعلان من جميع أسواق التلفزيون وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي، صرّحت لـ”واشنطن بوست” بشأن الجدل الذي أثارته، بأنّ “الحملة كانت خطأً مؤسفاً”.

 

وعقّبت الصحيفة على ما جرى قائلةً إنّه “يؤكّد على اللحظة الخطيرة التي تواجهها الشركات الأميركية التي تسعى إلى فكّ ارتباطها بالغضب الواسع النطاق إزاء الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه واشنطن للهجوم الإسرائيلي على غزة”.

 

وأشارت إلى أنّ العلامات التجارية الأميركية العملاقة مثل “كوكاكولا” و”ماكدونالدز” و”ستاربكس” و”كنتاكي”، “شهدت انخفاضاً في المبيعات في المناطق التي شهدت مقاطعات مرتبطة بقطاع غزة”.

 

في هذا السياق، قال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ويل تودمان، إنّ “الناس يرفضون شرب كوكاكولا، بحيث شهدت العلامات التجارية المحلية مثل كولا ماتريكس الأردنية وكينزا السعودية زيادة في المبيعات”.

 

وأضاف تودمان، الذي سافر إلى الشرق الأوسط هذا الصيف لفحص آثار الحرب، أنّ “الأشخاص الوحيدين الذين رأيتهم يشربون كوكاكولا كانوا السياح”.

 

وأكّد أنّه رأى فروع “ستاربكس” و”ماكدونالدز” “فارغة تماماً في المغرب وتونس وعمان”.

 

وعلى ضوء تلك الوقائع، خلص تودمان إلى أنّ أي شركة لها ارتباط قوي بالولايات المتحدة “معرضة للخطر”، نظراً إلى قرار واشنطن بتقديم الدعم السياسي والعسكري لـ”إسرائيل” في المؤسسات الدولية، بحيث إنّ “الغالبية العظمى من القنابل والذخائر التي ألقيت في الحرب كانت أميركية”.

 

يأتي ذلك بعدما شهدت العديد من الشركات العالمية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، النتائج نفسها في انخفاض المبيعات والأرباح، بسبب موقفها المؤيد لـ”إسرائيل” وروابطها المالية معها.