الردع الاستراتيجي الإيراني.. مواجهة التهديدات النووية الصهيونية

خاص الوفاق: يمتلك الكيان المحتل ما يقدر بنحو 200 قنبلة نووية. وتشير التهديدات التي يطلقها بعض وزراء المجرم نتنياهو إلى استعداد الكيان لمهاجمة السكان الإقليميين بالسلاح النووي.

2024-08-13

*بقلم: د. محمد علي صنوبري / مدير مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية

 

الوفاق- أثار اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، وهو شخصية محورية في النضال ضدّ الكيان الصهيوني ومقرّب بشكل خاص من قائد الثورة الإسلامية، جدلاً حاداً داخل إيران حول كيفية استجابة الأمة ومدى قدراتها الرادعة.

 

وقد أدى هذا الحدث السياسي والعسكري المهم إلى عزم القادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية على الردّ بشكل حاسم وشديد ضدّ الكيان الصهيوني. إن احتمالية المواجهة المفتوحة طرحت بعض الأسئلة حول قدرة إيران واستراتيجيتها لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني باستخدام الأسلحة النووية.

 

يمتلك الكيان المحتل ما يقدر بنحو 200 قنبلة نووية. وتشير التهديدات التي يطلقها بعض وزراء المجرم نتنياهو إلى استعداد الكيان لمهاجمة السكان الإقليميين بالسلاح النووي. تاريخياً، وفي مواجهة هجمات منسقة من مصر وسوريا، فكّر الكيان الصهيوني باستخدام الأسلحة النووية بعد انهيار دفاعاته في حرب 1973. ورغم أن الأسلحة النووية لم تستخدم في نهاية المطاف، فإن هذا الموقف أظهر استعداد الكيان الصهيوني للاستفادة من قدراته النووية ضد شعوب المنطقة.

 

استعدت إيران وبشكل كامل لمثل هذه التهديدات النووية، حيث يتأثر ردّها المحتمل على التهديد النووي بشكل كبير بمواقفها الاستراتيجية وخطط قيادتها الحكيمة. فقد أصدر سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي فتوى ضد إنتاج واستخدام الأسلحة النووية، بما يتماشى مع الموقف الرسمي للبلاد بأنها لا تسعى إلى امتلاك مثل هذه الأسلحة.

 

ومع ذلك، أكد القائد أيضاً وبشكل استراتيجي على حق إيران في الدفاع عن نفسها بقوة مساوية أو أكبر ضد أي عدوان من أعداء مثل الولايات المتحدة أو كيان الاحتلال. ويسلط هذا النهج المزدوج الضوء على استراتيجية إيران المعقدة المتمثلة في الحفاظ على موقف دفاعي مع الاستعداد للانتقام الهائل باستخدام وسائل تقليدية وغير تقليدية تردع العدو لسنوات وسنوات.

 

يعد برنامج الصواريخ المتقدمة أحد المكونات الرئيسية لاستراتيجية الدفاع الإيرانية، والذي يتضمن مجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز القادرة على ضرب أهداف بعيدة المدى بدقة. تعمل هذه الصواريخ، مثل شهاب وسجّيل وفاتح110 وهرمز، كرادع، مما يضمن مواجهة أي هجوم على إيران برد أقوى وأكثر تدميراً.

 

وقد تنشر إيران أيضاً صواريخ تفوق سرعة الصوت في سيناريو التهديدات الأكبر، والتي على الرغم من أنها ليست نووية، إلا أنها ستخلّف أضراراً كبيرة بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة وقدراتها التدميرية العالية. وقد تمّ إثبات قدرات إيران الصاروخية في عملية “عين الأسد”، حيث أطلقت صواريخ على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق رداً على اغتيال الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج أبومهدي المهندس رفاقهما الشهداء، وكذلك يجب الإشارة إلى الهجوم الهائل الذي نفّذته ضدّ الكيان في عملية “الوعد الصادق”، مما يشير إلى قدرة إيران على التصعيد وإلحاق أضرار جسيمة رداً على أي مواجهة عسكرية.

 

تمتد استراتيجية إيران إلى ما هو أبعد من قدراتها المحلية، حيث تعتمد على تحالفات مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا. وتوفر هذه الشراكات لإيران الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي، مما يعزز قدرتها على موازنة التهديدات من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.

 

بالإضافة إلى ذلك، يعمل محور المقاومة، على تعزيز موقفه من خلال تقديم خيارات حرب غير متكافئة. ويمكن لفصائل المقاومة استهداف الكيان المحتل والقواعد الأمريكية، مما يُعقّد أي مشاركة عسكرية محتملة ضد إيران ويمنع أعدائها من التصرف بتهور.

 

 

المصدر: الوفاق