المقاومة العراقية ترفض وقف عملياتها… السوداني لبلينكن: لا نريد «التورّط»

السوداني تعهّد لبلينكن بأن الفصائل لن تتعرّض لقوات بلاده، في حال عدم استهداف مقارّ الحشد الشعبي والقطاعات التابعة له

2024-08-14

كشف مصدر في المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أنّ الأخير دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى زيارة بغداد خلال جولته المقرّرة في الشرق الأوسط. وقال المصدر، لـ«الأخبار»، إن «السوداني تعهّد لبلينكن بأن الفصائل لن تتعرّض لقوات بلاده، في حال عدم استهداف مقارّ الحشد الشعبي والقطاعات التابعة له»، مضيفاً أن «بلينكن بدأ زيارة للشرق الأوسط، ولذا، جاءت دعوة السوداني له بهدف مناقشة الأزمات بشكل مباشر»، لافتاً إلى أن «رئيس الحكومة يسعى في المقابل لإقناع الفصائل بالمفاوضات ونِسب نجاحها العالية، من ناحية استجابة الولايات المتحدة، لكن الفصائل رفضت الطلب الحكومي».

 

في المقابل، أفادت مصادر في تنسيقية «المقاومة الإسلامية في العراق» بأن الحكومة طلبت من المقاومة، قبل أسبوع، عدم استهداف القواعد والبعثات الأميركية وعدم الانجرار إلى الحرب ضد “إسرائيل”. لكن بعض الفصائل، ومنها «كتائب حزب الله» وحركة «النجباء»، رفضت بشكل قاطع وقف عملياتها العسكرية. كما أكدت المصادر، لـ«الأخبار»، أن «أميركا إذا تمادت وقصفت قواتنا أو حتى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فسنتّخذ خيار الحرب لا محالة، من خلال قصف جميع القواعد الأميركية وما يرتبط بها من مصالح». وأشارت إلى أن «الحديث الحكومي لا يتناسب مع خطورة التدخّل الأميركي في البلاد، وانتهاك السيادة ودعم “إسرائيل”عبر أراضينا»، مضيفة أن «أميركا تصرّ على بقائها لأنها تفكّر بمساعدة “إسرائيل”في قصف إيران والجهات الموالية لها كالفصائل المسلحة في سوريا والعراق، بغض النظر عن ساحتَي لبنان واليمن ودخولهما حرباً مع العدو».

وكانت تنسيقية المقاومة قد نبّهت في بيان، أول من أمس، إلى أنه مع «استمرار تمادي قوى الاستكبار في اعتداءاتها الوحشية والغادرة بحق الشعوب ورجال مقاومتها، فإنها تواصل رعايتها ودعمها لأمن الكيان الصهيوني على حساب أمن المنطقة، من دون اعتبار لسيادة العراق أو الدول الرافضة لسياساتها الإجرامية».

 

الحكومة طلبت من المقاومة عدم استهداف القواعد الأميركية والأخيرة رفضت

 

وحذّر البيان من أن «المقاومة العراقية غير ملزمة بأيّ قيود. وإذا ما تورّطت قوات الاحتلال الأميركي مرة أخرى في استهداف أبنائنا في العراق، أو استغلال أجوائه لتنفيذ اعتداءات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإنّ ردّنا حينها لن توقفه سقوف». وجاء بيان المقاومة بعد تصريح لوزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أكد فيه أن «علاقة العراق مع الولايات المتحدة استراتيجية وبيننا مصالح مشتركة. وحالياً لدينا اتصالات معهم لتجنب التصعيد الدائر في المنطقة».

في خضم ذلك، لم تستبعد المقاومة العراقية الانخراط في حرب شاملة ضد “إسرائيل”، ولا سيما بعد التصعيد الأخير في المنطقة، ملوّحة بأنها جاهزة لأيّ حرب ضد أميركا و”إسرائيل”. وفي هذا الصدد، يؤكد القيادي في المقاومة العراقية، حسين الكعبي، لـ«الأخبار»، أن «التصعيد في الوقت الحالي يعكس غضب محور المقاومة تجاه ما تتورّط فيه “إسرائيل”من حماقات وجرائم ضد فلسطين». ويلفت إلى أن «محور المقاومة في العالم، وليس فقط في العراق، يقف بالضدّ من عنجيهة الاحتلال، ولهذا فنحن مستعدون لخوض حرب والمشاركة فيها لدحر العدوّ». ويؤكد القيادي أن «المقاومة تمتلك السلاح المتطور والمقاتلين الأشداء، وهناك تخطيط واستراتيجية في اتخاذ قرار مثل الحرب، وهي على أتمّ الجهوزية، سواء كانت الفصائل العراقية أو غيرها التي تقتدي ببطولات حزب الله الذي استنزف “إسرائيل” وكسر شوكتها من خلال ضرباته النوعية ضد العدوّ منذ أكتوبر الماضي».

المصدر: فقار فاضل / الأخبار

الاخبار ذات الصلة