أنظمة تتكاتف وتتعاون لتمنحك الحياة

مقومات النجاح في الحياة

إن البشر يقدمون أفضل أداء لديهم في ظل بيئة توفر لهم دعما غير مشروط.. أن يؤمن بك أحدهم ويرى قدراتك الكاملة والكامنة

2023-01-15

عبدالرحمن مجدي
1- هكذا هي الحياة
الحياة تسري داخلنا في صمت رهيب ودقة بالغة.. أنظمة تتكاتف وتتعاون لتمنحك الحياة.. لا تعرف عنها ولا تشعر بها إلا عندما يتعطل أحدها.. عندها فقط تنتبه.. وكما هو الحال داخل بدنك كذلك هو خارجه.. حياتك سارية في وجود أنظمة داعمة لها.. ونجاحك مرهون بسلامة تلك الانظمة.. إنها تعمل في كل الأحوال.. قد لا تدركها ولا تشعر بوجودها.. ولكنها في جميع الأحوال تعمل.. وسواء علمت أو لم تعلم فأنت تحسن وتسئ إليها تماما كما يؤثر سلوكك إيجابا وسلبا على أجهزة بدنك.. وقد تعاني في حياتك.. فتركض يمينا ويسارا تبحث عن حل.. ولكن بلا جدوى.. تظل في معاناتك ولا تدرك أن الخلل يأتي من تعطل أحد أنظمة الدعم لديك.. عزيزي يمكنك الآن التوقف عن الركض.. خذ نفسا عميقا.. وتعال أحدثك عما جاء به مدرب النجاح الرائع نواه سانت جونز فيما يخص أنظمة الدعم في حياتك والتى يعمل إصلاحها على إصلاح حياتك برمتها.. هناك خمسة أنظمة عاملة للدعم:
2- نظام الأشخاص المحيطين بك
– أولاً نظام الأشخاص المحيطين بك:
إن دائرة الأشخاص المحيطين بك تشكل أهم أنظمة الدعم.
(١) المرايا الصديقة..
إن أكثر شخص يجهل قدراتك الحقيقية هو أنت.. ورغم ذلك عندما تحدد هدفك تلجأ إلى نفسك.. فإذا كان لديك ضعف في تقدير ذاتك ولا تعرف قدراتك الحقيقية.. وإذا كان الحب والتشجيع هو ما تحتاجه فكيف تلجأ إلى نفسك.. كيف تلجأ لألد أعدائك في تلك اللحظة؟!.. وحيث أنك لا تملك رؤية نفسك فأنت مضطر أيضا لتصديق ما يقوله عنك الآخرون.. فإذا كانت أراؤهم غير صائبة.. ستفهم عن ذاتك أنك لا تستطيع.. بينما تعرف ذاتك الحقيقية أنك تستطيع.. ستغرق حينها في دوامة الأفكار.. هذا هو الهراء العقلي.. فما الحل؟ لقد أفهموك أن تثق في نفسك.. وهذا خطأ كبير.. حيث أن الثقة بالنفس تأتي في المرحلة الأخيرة.. والترتيب هو (أن يؤمن بك شخص- أن تؤمن أنت بالشخص- أن تؤمن بنفسك).. إن الدعم والتشجيع من شخص يرى فيك ما لا تراه في نفسك هو من أسرار نجاح السعداء على هذا الكوكب.. سيكون مرآتك الصديقة ويقول لك أعلم أنك تستطيع- أتوسم فيك أشياءا رائعة- أرى فيك القائد- مما يجعلك تتساءل من؟.. أنا؟…. نعم أنت.
إن البشر يقدمون أفضل أداء لديهم في ظل بيئة توفر لهم دعما غير مشروط.. أن يؤمن بك أحدهم ويرى قدراتك الكاملة والكامنة ويجعلك تتصرف من هذا المنطلق.. فهذا يشعرك بالمسئولية ويلزمك بمستويات أعلى من الكفاءة ما كنت لتلزم بها نفسك لو أنك تتحرك بمفردك.. فالإنسان بطبعه على إستعداد أكبر لبذل مجهود من أجل الآخرين أكثر من نفسه.. ومن ثم عندما تكون مسئولا أمام شخص آخر.. ستندهش سريعا من أنك تستطيع إنجاز أكثر مما تتصور.. نظن أننا بحاجة إلى أشياء مادية.. ولكننا في الحقيقة نريد اختبار مشاعر بعينها.. ليست السيارة الفراري ولكن الشعور بالتفرد والأهمية.. إن محاولة النجاح دون دعم الآخرين.. كالتنقيب في منجم ذهب بملعقة صغيرة.. إذا أردت النجاح إبحث عن مرآه صديقة لحياتك.. ذلك الذي يوقد فيك شعلة النجاح.. إذهب إليه الآن واطلب منه الدعم.. (عزيزي.. إنك حقا شخص مهم لي.. أنوي إحداث بعض التغييرات الجذرية في حياتي.. وأود أن تكون جزءا من الحدث).. سيستجيب.
(٢) الإمتنان:
إن البشر تواقون للإهتمام.. للتقدير.. للعرفان والإمتنان.. تشير الأبحاث إلى أن الناس يعملون في سبيل تلقي الإمتنان والتقدير أكثر من عملهم في سبيل الأموال.. هناك العشرات من الطرق للتعبير عن الإمتنان ولكن يرجع الأمر إلى رغبتك في القيام به من عدمه.. المشكلة أن كلا منا يحمل على صدره لافتة (فضلا أشعرني بأهميتي).. لذلك فكل منا ينتظر من الآخر أن يشعره بالأهمية أولا.. عليك بالمبادرة.
(٣) الطلب:
لا تخش طلب الدعم من أحد.. تخلص من الإحراج والخجل.. لماذا تخشى طلب الدعم؟.. إنه الخوف أليس كذلك؟.. الخوف من الرفض.. من السخرية.. من الاستهزاء.. حان الوقت لكي تفهم أن هذا كله نابع من برمجة الطفولة لديك (إخرس- انصرف لا تزعجني).. لاحظ أن أنجح موظفي المبيعات يستمرون في طلب إتمام البيع.. لا يلحون ولكنهم ببساطة يستمرون في الطلب.. والفرق بين الإلحاح والطلب هو عرض الفائدة المتبادلة.. إعرض الفائدة التى ستعود على الطرف الآخر من مساعدتك.. فإذا رفض فماذا سيحدث؟ لا شئ.. لن يصبح حالك أسوأ مما كان عليه قبل أن تسأل.. استمر في عرض الفائدة التى تود تقديمها.. يوما ما سيوافق الشخص المناسب.
(٤) القبول:
قد يقدم لك الآخرون دعما دون أن تطلبه.. نعم قد لا تطلب شيئا ولكنك تحصل عليه على أي حال.. ولكن معظمنا يتعذر عليه قبول الدعم بحجة عفة النفس وما شابه من ضلال الأنا الخادع.. في الواقع قبول الدعم مستوى أعلى من طلبه.. وقد ترفض الدعم دون أن تدري.. والحقيقة أن هذا كله هو أحد مهمات إنطباعك السلبي عن ذاتك.. يقول لك أنك لا تستحق دعم الآخرين على أية حال فلم تزعج نفسك؟.. إقبل الحب والتشجيع من الآخرين.. إنهم جنود جندها ربك لك.. كف عن رفض الدعم.. ولا تخدعنك عزة نفسك ليس هذا مجالها.. يدعمك هو اليوم.. تدعمه أنت غدا.. وهكذا الدنيا سيجال.. وهكذا الأيام دول.