الكتابية الإبداعية .
يتأمل حجازي في وجوه واقع القهر الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني ويُلقي شباكه في بحر القصة فيستخرج نصوصاً مختلفة ألوانها، فيصوّر لنا مشاهد حيّة مترافقة مع تصوير دقيق للمكان والزمان والشخصيات، فينقل تجارب حسية غنية بعمقها النفسي والثقافي من خلال بناء شخصيات محورية واقعية ومؤثّرة، ويوظّف هذه الشخصيات والأحداث والمواقف لنقل رسالة أخلاقية بطريقة غير نمطية وإنّما مباشرة، تبقى امتداداً لواقع واحد ينكر الاحتلال بلغةٍ طازجة تحضر فيها الفكرة المجرّدة ويعوزها الإيحاء ويفتقدها التعقيد، ويظلّ التاريخ (تاريخ حقبة الاحتلال للجنوب اللبناني) المرجع الأساسي والرحم الذي ولدت منه هذه القصص التي تمّ جمعها تحت عنوان “سرّ الألوان في الدحنون”، و هو عنوان قصة واحدة من هذه المجموعة القصصية من باب تسمية الكلّ بالجزء محقّقة استقلالاً ذاتياً.
نجح حجازي في “سرّ الألوان في الدحنون “في تكوين حقل مغلق من الإشارات والرموز والدلالات، كأنما إنغلاقه جاء كضرورة علاجية تعطي الإنسان المحرّر توازناً يحتاج إليه ينفي ما علق في النفس من غبار الاحتلال.