من وسط الحرب والنزوح والقصف الهمجي تصر الطالبة آية سامي على الكفاح والمواصلة في سبيل إكمال دراستها رغم ما آلات إليه الظروف جراء حرب الإبادة على قطاع غزة.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أن استهداف “الجيش” الإسرائيلي المنهجي وواسع النطاق للجامعات والأعيان الثقافية يقضي على آخر مظاهر الحياة في قطاع غزة، في جانب آخر من تكريس جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي أنّ “الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة أدت إلى تعطيل كامل للعملية التعليمية في كل الجامعات والكليات الجامعية والمجتمعية”.
وفي وقتٍ سابق، أكدت حملة دولية أن الاحتلال “الإسرائيلي” اغتال خلال عدوانه على قطاع غزة، 100 عالم وأكاديمي و500 طالب جامعي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال و”الأبرتهايد الإسرائيلي” في بيان لها: إن العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أدى لتعطيل الحياة الأكاديمية الطبيعية في المؤسسات الأكاديمية الجامعية والكليات والمعاهد والمدارس والمؤسسات التربوية والتعليمية بمختلف تصنيفاتها.
تعطّل المسيرة الأكاديمية
وأشارت الطالبة آية سامي إلى تعطل المسيرة الأكاديمية الجامعية بمجملها في 19 مؤسسة تعليم عالٍ في قطاع غزة، وأدت إلى حرمان أكثر من 88,000 طالب وطالبة من تلقي تعليمهم منذ بدء العدوان.
وذكرت أن أكثر من 550 طالباً وطالبة من قطاع غزة تعذّر التحاقهم بالمنح الدراسية الخارجية في الجامعات بسبب إجراءات الاحتلال وعدم التمكّن من السفر ما حرمهم من فرصة التعليم الجامعي، بجانب زيادة معاناة وضغوطات قرابة 1000 من الطلبة المبتعثين للدراسة الجامعية والدراسات العليا من قطاع غزة في 18 دولة في العالم.
الطالبة سامي والتي تدرس في كلية الطب بالجامعة الإسلامية في غزة، تواصل دراستها الجامعية عبر المنصات الإلكترونية.
وهي تقول “رغم ظروف الحرب، وانقطاع الكهرباء والانترنت نكافح في الدراسة لنيل أعلى الدرجات رغم الإبادة”.
والجامعة الإسلامية بغزة وغيرها من الجامعات اتجهت إلى الدراسة عبر المنصات الإلكترونية، في محاولة لتعويض الطلبة ما فاتهم، والاستمرار في العملية التعليمية رغم تدمير الجامعات.
التعليم سلاحنا
تضيف الطالبة سامي “رأس مال الفلسطيني هو التعليم، فلا قيمة للفلسطيني دون تعليم، فهو سلاحه الذي يمتشقه إلى جانب سلاح الإرادة”.
وو فق تقرير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن الاحتلال دمّر 121 مدرسة وجامعة بالكامل، و333 جزئياً، فيما اغتال أكثر من 120 من الأستاذة والعلماء خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
كما استشهد آلاف الطلبة واعتقل آخرون خلال حرب الإبادة المستمرة، التي أضاعت عاماً دراسياً كاملاً على الطلبة، وتبدو آفاق العام الثاني غير واضحة المعالم.
عقبات تقنية
ولا تمضي عملية التعليم الإلكتروني بسهولة، فهناك عدة معيقات منها غياب الانترنت وابلكهرباء، واضطرار الطلبة لمغادرة بيوتهم للبحث عن أماكن توفر الانترنت والكهرباء.
الطالب خليل أبو حطب من دير البلح ويدرس الهندسة في جامعة الأزهر يقول إنه يضطر للذهاب إلى مكان يبعد عن منزله 3 كيلو مترات، يضيف: الانترنت ضعيف و بالكاد استطيع تحميل محاضرة واحدة.
يستدرك قائلاً: مضطرون لذلك، فنحن دونا عن كل الطلبة في العالم، نقاسي ونتألم، في سبيل نيل الدرجات.
وفي خيمة في مواصي خان يونس، يجلس الطالب علاء الدين يوسف في حسرة من أمره، ويقول: اعتمدت جامعتي الدراسة الالكترونية، ولحتى الآن أنا بحاجة لجهاز لاب توب، وهاتف ذكي وهما من الأمور التي تمنع قوات الاحتلال إدخالها إلى قطاع غزة.
يتساءل: “كيف سأتدبر أمور دراستي، ألا يكفي مرارة النزوح والفقدان، والقصف والقتل، كل تفاصيل حياتنا ألم وقهر ومعاناة”.
وحرم 39 ألف طالب من قطاع غزة من تقديم امتحانات الثانوية العامة التي ظهرت نتائجها، وكان يفترض أن يكونوا الآن في طور التسجيل بالجامعات والاستعداد للعام الدراسي الجديد.
ويبقى إصرار الجامعات والطلبة على استئناف الدراسة ولو بالحد الأدنى تعبير عن إرادة الفلسطينيين بالتمسك بالحياة والأمل بالمستقبل مهما كانت الصعوبات التي يفرضها عدوان الاحتلال.