في حين كشف الجيش الصهيوني تفاصيل عن العملية المزدوجة التي وقعت ليلة الجمعة شمالي الخليل في الضفة الغربية وأسفرت عن إصابة 3 عسكريين صهاينة بينهم ضابط كبير واقتحام منزلَي منفذَيها.
بدورها وصفت المقاومة الفلسطينية، العملية المزدوجة شمالي الخليل بالبطولية، وقالت إنها رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ما دام الاحتلال مستمرا في استهداف الشعب الفلسطيني
وفي اليوم الـ330 من العدوان الصهيوني على غزة، قالت مصادر طبية إن 41 فلسطينيا استشهدوا جراء قصف جيش الاحتلال الصهيوني مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر السبت.
*وقوع قوة صهيونية في كمين
في التفاصيل أفادت مصادر إعلامية صهيونية بمقتل جندي صهيوني وإصابة آخرين السبت في كمين بمخيم جنين، ووصفت المصادر ما جرى بأنه “حدث أمني صعب”، بينما أفادت تقارير بأن مروحيات صهيونية نقلت جنودا مصابين إلى مستشفيات داخل الخط الأخضر.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الصور التي نشرتها كتيبة جنين وشهود عيان من داخل المخيم تظهر وقوع قوة صهيونية في كمين نصبته المقاومة.
يأتي هذا التطور بعد أن أعلنت كتائب الأقصى- جنين أن مقاتليها نصبوا كمينا محكما لقوة مشاة صهيونية في حي الدمج بمدينة جنين وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
وقد اندلعت صباح السبت اشتباكات في أجزاء من مدينة جنين ومخيمها بين مقاومين والجيش الصهيوني وسط دوي انفجارات واشتباكات وتحليق للمروحيات.
*قيادي بالقسام: المقاومة بالضفة في أفضل مراحل التنسيق
في السياق قال مصدر قيادي في كتائب عز الدين القسام إن ما نفذه المجاهدون في حي الدمج بمخيم جنين رسالة للعدو بأن استمرار عدوانه ستكون له تبعات قاسية جدا على جنوده وآلياته.
وأضاف القيادي بالقسام أن حالة المقاومة بالضفة الغربية في أفضل مراحل التنسيق والتكامل بين فصائل المقاومة بكل تشكيلاتها، مشيرا إلى أن كتائب القسام وفصائل المقاومة أعدت نفسها لأيام طويلة من المواجهة والاشتباك.
وأوضح أن المقاتلين أعادوا توزيع وحداتهم القتالية في شمال الضفة الغربية بما يحقق إفشال العملية العسكرية الصهيونية الجارية.
ومن جهتها، قالت كتائب المجاهدين بجنين إنه “بعد عودة مقاتليها من محاور الاشتباك أكدوا استهدافهم القوات العسكرية المحتشدة بشارع الناصرة في جنين بعبوتين شديدتي الانفجار، وأكدوا رصد تراجع قوات العدو بعد عملية الاستهداف”.
*اشتباكات ضارية في جنين
ووصفت مصادر إخبارية الاشتباكات في مخيم جنين بالضارية، وأشارت إلى سماع أصوات انفجارات ضخمة في حي الدمج، كما أفادت بأن مسيرة صهيونية ألقت قنابل على موقع داخل المخيم.
واندلعت الاشتباكات بعد أن اقتحمت قوات صهيونية كبيرة مناطق بالمدينة ومخيمها، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شخص برصاص جنود الاحتلال.
وفي بيانات منفصلة، أعلنت كتائب القسام وكتائب الأقصى وسرايا القدس أن مقاتليهم يتصدّون للقوات المتوغلة.
وكانت القوات الصهيونية قد دفعت بتعزيزات متلاحقة إلى جنين ومخيمها، وحاصرت المستشفى الرئيسي بالمدينة، وقامت بعمليات تجريف للمدخل الرئيسي المؤدي إلى الحي الشرقي، كما هدمت جدار وبوابة المقبرة الوحيدة في الحي نفسه.
كذلك فجرت منازل مواطنين فلسطينيين في حي الجابريات الملاصق للمخيم، ونفذت حملة مداهمات لمنازل أخرى.
وأظهرت مقاطع مصورة الدمار الكبير الذي أحدثته قوات الاحتلال في الحي الشرقي بجنين. كما نشر ناشطون مقاطع مصورة لانتهاكات صهيونية شملت تدنيس مسجد بالحي الشرقي وتحويله إلى موقع عسكري.
* مواجهات على جبل صبيح جنوبي مدينة نابلس
بموازاة ذلك اندلعت مواجهات ليلة الجمعة _ السبت بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني على جبل صبيح جنوبي مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية.
وفي نابلس أيضا، أطلق مستوطن النار على الشارع الرئيسي لبلدة حوارة.
كما أعادت قوات الاحتلال الصهيوني اقتحام مناطق داخل مدينة طولكرم وفي ضواحيها بعد 24 ساعة على انسحابها؛ إثر عملية عسكرية استغرقت يومين استهدفت مقاومين فلسطينيين ودمرت خلالها البنية التحتية في مخيمي نور شمس وطولكرم بالمدينة.
هذا واندلعت مواجهات تخللها إطلاق الرصاص وقنابل الغاز في بلدة حوسان غربي بيت لحم عقب اقتحام قوات صهيونية البلدة ليلة الجمعة.
وجاءت عملية الاقتحام إثر إلقاء شبان فلسطينيين زجاجة حارقة على سيارة مستوطن.
وفي بلدة نحالين غربي بيت لحم، نفذ مستوطنون اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين شملت اقتلاع أشجار الزيتون وتحطيم خطوط المياه المستخدمة للشرب والري.
*عملية مزدوجة في الخليل
من جانب آخر اقتحم الجيش الصهيوني أحياء وبلدات عدة في الخليل بجنوب الضفة الغربية واعتقل فلسطينيين اثنين على الأقل، كما أغلق معظم مداخل المدينة إثر العملية المزدوجة التي وقعت مساء الجمعة في مستوطنتي “غوش عتصيون” و”كرمي تسور” وأسفرت عن إصابة 3 عسكريين صهاينة أحدهم قائد لواء، واستشهاد منفذيها.
وفي أعقاب العملية المزدوجة، أعلن جيش الاحتلال أنه أغلق الحرم الإبراهيمي، وقال إنه سيسمح بدخول المصلين اليهود فقط إليه.
وفي تطور آخر، سرق مستوطنون 300 رأس من الأغنام، ودمروا خزانات مياه ومساكن متنقلة لثلاث عائلات فلسطينية، واعتدوا بالضرب على عدد من السكان شرقي بلدة سعير شمال شرقي الخليل.
*الجيش الصهيوني يكشف تفاصيل عملية” غوش عتصيون”
من جهته كشف الجيش الصهيوني تفاصيل عن العملية المزدوجة التي وقعت ليلة الجمعة شمالي الخليل في الضفة الغربية وأسفرت عن إصابة 3 عسكريين صهاينة بينهم ضابط كبير واقتحام منزلَي منفذَيها.
ووقعت العملية في وقت متأخر من مساء الجمعة في محيط مستوطنتي غوش عتصيون وكرمي تسور في اليوم الثالث من أكبر عملية عسكرية صهيونية في الضفة الغربية منذ العام 2002.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية السبت استشهاد المنفذين، محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة، برصاص الاحتلال شمالي الخليل ليلة الجمعة.
وفي تفاصيل ما جرى ليلة الجمعة، قال الجيش الصهيوني السبت إن المقاومين خططا لتفجير سيارتين بشكل متزامن في موقعين.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن أجهزة الأمن الصهيونية أن سيارة مفخخة ثالثة غادرت الخليل ليلة الجمعة ولم يتم تحديد مكانها.
من جهتها، زعمت صحيفة هآرتس أن التقديرات الأمنية الصهيونية تشير إلى وجود خلية في الخليل تخطط لتنفيذ عمليات على نمط عملية غوش عتصيون.
*مداهمة منزلي شهيدين
وقد داهمت قوات الاحتلال السبت منزلي الشهيدين محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة في منطقة واد الهرية وجبل أبو رمان في الخليل وحققت ميدانيا مع ذويهما، كما عاثت في المنزلين تخريبا.
وتحدث جيش الاحتلال عن اكتشاف معمل لصناعة المتفجرات في منطقة أبو رمان بالخليل، وتفجيره، حسب زعمه.
ومنذ وقوع العملية المزدوجة، تغلق قوات الاحتلال كافة مداخل مدينة الخليل وتفرض طوقا أمنيا شاملا عليها وتشدد من إجراءاتها على العديد من الحواجز التي نصبتها في أكثر من موقع.
وأصيب عسكري صهيوني في الهجوم الأول قرب مستوطنة كرمي تسور ثم أصيب قائد لواء منطقة غوش عتصيون، وهو برتبة عقيد، مع عسكري آخر، برصاص جنود صهاينة خلال تعاملهم مع منفذ الهجوم الثاني.
وقد بثت مواقع صهيونية صورا للّحظات الأولى لما بعد الانفجار في محطة الوقود بغوش عتصيون، وتظهر الصور إطلاق جنود صهاينة النار على شخص قرب مكان التفجير.
*الفصائل الفلسطينية تبارك العملية
في السياق باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “العملية النوعية المزدوجة التي نفّذها مقاومون أبطال” في شمالي الخليل، و”أوقعت عدداً من جنود العدو، من بينهم ضابط”.
وأكدت الحركة أنّ “التضليل الإعلامي الذي يمارسه العدو عبر نشر روايات مفبركة والتقليل من شأن الاختراق الأمني الذي حقّقه المقاومون في هذه العملية، لن يغيّر من واقع الأمر شيئاً”، مشيرةً إلى أنّ هذه المحاولات “تكشف أن العملية قد أصابت المستويين الأمني والسياسي في الكيان بالحرج الشديد”.
وجدّدت الحركة التأكيد أنّ “كل محاولات العدو القضاء على المقاومة سواء في الضفة أو في غزة، ستبوء بالفشل”، وأنّ “الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال ومستوطنوه، هي الوقود الأول للمقاومة”.
وأشادت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالعملية البطولية المزدوجة، مؤكدةً أنها تحمل رسائل قوية للعدو، وتشير إلى الحضور الفاعل والدائم للمقاومة في جميع أرجاء الضفة الغربية المحتلة.
كما باركت حركة المجاهدين الفلسطينية العملية، ورأت فيها “رسالة بالنار من أحرار الشعب الفلسطيني لحكومة العدو الفاشية”، و”رداً طبيعياً على العملية الصهيونية العدوانية على الضفة وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة واستمرار عمليات التهويد والاعتداء بحق المسجد الأقصى والقدس المحتلة”.
بدورها، لجان المقاومة في فلسطين المحتلة، أكدت أنّ العمليات في مستوطنتي “غوش عتصيون” و”كرمي تسور” تجسّد بكلّ قوة إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأن الاغتيالات المتواصلة لن تزيده إلا إصراراً وتمسّكاً بحقه في المقاومة.
حركة فتح الانتفاضة باركت العملية البطولية، مؤكدةً أنّ “المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني لطرد الغزاة ومواجهة حرب الإبادة والجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو”، ومعتبرةً أنّ العملية “تؤكد أن الكيان الغاصب لن يكون له استقرار فوق أرضنا مهما بلغت التضحيات”.
*حماس: عملية الخليل رسالة واضحة للعدو
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، قد أكدت في بيانٍ نشرته، فجر السبت، أنّ العملية البطولية المزدوجة التي وقعت قرب “غوش عتصيون” ومستوطنة “كرمي تسور”، شمالي الخليل، هي رسالة واضحة بأنّ “المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة”، طالما استمر عدوان الاحتلال الغاشم واستهدافه للشعب الفلسطيني وأرضه.
وشدّدت حماس على أنّ العملية النوعية تحمل دلالة رمزية، أولاً من حيث مكان حدوثها قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربي، وثانياً من حيث زمانها، كونها تأتي في هذا الوقت الحساس الذي يشهد تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات شمالي الضفة الغربية، ومجازره وإبادته الجماعية في قطاع غزة.
وأشارت مواقع إخبارية فلسطينية إلى أنّ قائد لواء “عتصيون”، غال ريتش، الذي أكدت إذاعة “جيش” الاحتلال إصابته في عملية الخليل، تسلّم منذ أسبوعين قيادة اللواء المذكور، الذي تأسس بعد اندلاع الانتفاضة الأولى، ليكون مسؤولاً عن الاعتقالات والاقتحامات وتأمين المستوطنات في الخليل وبيت لحم.
وشارك ريتش في العدوان المستمر على قطاع غزة قبل تولّيه قيادة لواء “عتصيون”.
*عشرات الشهداء والجرحى في القطاع
وفي قطاع غزة قالت مصادر طبية إن 41 فلسطينيا استشهدوا جراء قصف جيش الاحتلال الصهيوني مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر السبت.
وأضافت إن 19 شخصا استشهدوا جراء قصف صهيوني استهدف مناطق عدة في مخيم النصيرات وسط القطاع منذ فجر السبت.
واستشهد 9 فلسطينيين إثر استهداف مدفعية جيش الاحتلال منزلا لعائلة أبو يوسف غربي النصيرات وسط قطاع غزة، مشيرا إلى أن المنزل يؤوي نازحين وطواقم أجنبية وعاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي شمال القطاع، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون إثر غارة جوية صهيونية استهدفت منزلا في مخيم جباليا فجر السبت.
وفي الجنوب، أفادت وسائل إعلام باستشهاد 3 فلسطينيين وجرح أكثر من 20 آخرين في قصف صهيوني استهدف منزلا في منطقة جورة اللوت جنوبي خان يونس.
وقال إن فلسطينيين استشهدا جراء قصف مُسيرة صهيونية منطقة الشاكوش شمال غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
يأتي ذلك بينما أعلن الجيش الصهيوني أن الفرقة 98 أنهت مهمتها في خان يونس ودير البلح بجنوب القطاع ووسطه.
*حزب الله يستهدف موقع “المرج”
وفي الجبهة الشمالية عند الحدود مع لبنان، واصلت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – عملياتها ضد مواقع الاحتلال الصهيوني، وتجمّعات جنوده، على طول الحدود اللبنانية – الفلسطينية.
ودعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية، صباح السبت، موقع “المرج” بالأسلحة الصاروخية، وأصابوه إصابةً مباشرة.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام في الجنوب بنيران مباشرة من لبنان في اتجاه موقع “مسكاف عام” التابع للاحتلال الصهيوني.
وليل الجمعة، ردت المقاومة على اعتداءات الاحتلال على القرى الجنوبية الآمنة، بقصف مربض مدفعية الاحتلال التابع للكتيبة 411 في “نافه زيف” ومقر قيادة “اللواء الغربي 300” في ثكنة “يعرا”، وانتشاراً للجنود في محيطه، وذلك بصليات من صواريخ “الفلق” و”الكاتيوشا”.
كما نفّذت المقاومة، عدداً من العمليات الأخرى، من ضمنها استهداف تموضع لجنود الاحتلال في موقع “المطلة” بمحلّقة انقضاضية، وانتشار لجنود الاحتلال في “جبل نذر”، وفي “حرج برعام”، محققةً إصابات مباشرة.
إلى ذلك، أشارت مصادر إخبارية إلى قصف مدفعي صهيوني استهدف أطراف بلدتي الطيبة ودير سريان، بعدما كانت غارتان صهيونيتان قد استهدفتا أطراف بلدة مجدلزون والمنطقة الواقعة بين بلدتي رشاف وحداثا ليلاً.
*عملية طعن
وفي سياق آخر أفادت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني بوقوع عملية طعن على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة أسفرت” عن إصابة 6 مستوطنين، وقالت إن المصابين في عملية الطعن كانوا في طريقهم إلى الأراضي المحتلة، وأضافت إذاعة جيش الاحتلال أن العمل جاري على فحص خلفية عملية الطعن التي تعرض لها المستوطنين.