تجدد العشق الحسيني في اربعينية هذا العام ولكن بنكهة تحرير الاقصى..

اربعينية الإمام الحسين(ع) منهاجاً وخارطة طريق نحو تحرير القدس

جه جموع الزائرين عائدين الى النجف لمواساة امير المؤمنين(ع) باستشهاد رسول الله رافعين اعلامهم الحسينية تتخللها اعلام فلسطين متوجهين الى الضريح المقدس باهازيج تدعو لنصرة غزة وتحرير الاقصى داعين المولى جل علاه بحق جاه امير المؤمنين علي عليه السلام ان يتحقق النصر قريبا نسأل الله ان يتحقق ذلك ونزور الأقصى رافعين اعلام النصر المؤكد ان شاء الله.

2024-09-07

الوفاق/ خاص

غادة جميل مجيد ابراهيم

 

تحركت المجاميع المليونية نحو كعبة الأحرار عيون تحمل بين جفونها  كل معاني الاشتياق.. وأي اشتياق أنه العشق  الازلي.. الإمام الحسين(ع ) نور لكل عين طريق الإمام الحسين(ع) جامعة يتخرج منها اجيال ذابت قلوبهم في عشق من قتل صبراً ضحى بنفسه واهله في سبيل المعشوق. (الله جل علاه).أنار بدمه قلوب الاتقياء.. جيل بعد جيل توارثوا هذا العشق الذي تجسد في خطوات المسير…. الكل متأهب للمسير زائراً كان املل خادماً تتناقل المواكب الحسينية بين المحافظات لخدمة الزائر.. ما ان ينتهي المسير في محافظة يشد الموكب رحاله للانتقال الى محافظة أخرى صور تتجسد امامنا.. تارة تخجلنا وتارة تبكينا… تارة نستمد منها قوتنا.. وتارة تجعلنا أكثر صلابة في تحمل المسؤولية.. الملايين تنطلق بدعاء وتسبيح راجين من المولى تحقيق الهدف ألا وهو الصلاة لهذه الجموع في مسجد  قبة الصخرة لهذا العام بأذن الله

استوقفتنا محطات على طول خط المسير..

– المحطة الاولى.. جارتي أم أحمد  التي بالكاد توفر المعيشة لاولادها بعد ان فقدت زوجها في احدى المعارك مع داعش تعمل ليلاً ونهاراً لكي تسد رمقهم من الحلال الطيب.. طرقت  ام احمد باب داري  صباحا قبيل الاربعين بعشرة ايام  وهي مستبشرة .. استبشرت بابتسامتها العريضة سألتها عن سبب ابتسامتها أجابتني شاكرة المولى عز وجل على إن صندوق الإمام الحسين(ع) الذي تجمع فيه ماتبقى من نقود خلال يومها.. فيه مايكفي لترميم الحمامات خدمة للزائرين طلبت مني ان أُعينها على اختيار عامل بناء ينجز العمل في غضون اسبوع تهيئة لقدوم الزائرين …

– المحطة الثانية.. حلَّ وقت الزيارة كالعادة يزدحم  المسير من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة في العشرة الثانية من شهر صفر.. بشيبها وشبابها.. نساءاً واطفالا.. من بعيد أمرأة ثكلى تتكأ على عصاها بخطوات بطيئة. يتصبب العرق من على جبينها.. الشمس حارقة الكل يتوسل اليها لتستريح لكنها تواصل المسير… سألتها أُماه ألا تأخذين قسطا من الراحة فالشمس حارقة؟ أجابتني بصوت يجهش بالبكاء أو كانت زينب عليها السلام تُسأل لتستريح وبنبرة قوية قالت أني أواسي العقيلة أخجلتني حقاً لأنها جسدت لي معنى المواساة.

– المحطة الثالثة.. حلَّ فجر اليوم التالي انطلقت القوافل الحسينية في مسيرها ألأعلام ترفرف من مختلف دول العالم فوجئت بطفل يكاد يبلغ من العمر سبع سنين يحمل علم دولة فلسطين سئلته علم اي دولة هذا؟ أجابني وبقوة أنه علم دولة فلسطين تجاذبت معه أطراف الحديث ولكنها دولة محتلة.. نظر أليَّ بنظرات ثاقبة وقال سنحررها قلت متى؟ قال قريباً قلت له أنت من سيحررها! أجابني وبثقة نعم. قلت له كيف بهذا العلم الذي تحمل؟ قال نعم ها أنا متوجه به ألى أبي ألأحرار لكي يعين أبي وعمي على تحريرها والأخذ بثأر الشهداء…قلت له حسنا ً وكيف سيعينهم؟ ردَّعلي وبثقة تامة سيسأل ألله لنا الرحمة في أن يمنحنا قوة الغلبة على العدو طأطأت رأسي وسرت  منبهرة بمنطق طفل لايتجاوز السبع سنوات.. تساءلت في نفسي أن كنت قد أستوعبت الدرس وأخذت العبرة.

– المحطة الرابعة… بيت الحاجة أم دعاء في كربلاء وصلنا متعبين ومنهكين وأذا بالحاجة تسقتبلنا بوجه تعلوه ابتسامة الترحيب بكلمات ملؤها حنان ومودة سلمت عليها وجلست لكي أخذ قسطا من الراحة الحاجة تطلب منا ان نستشعر بأن الدار دارنا شكرتها بكل ممنونية وجلست في غرفة الجلوس مع عدد من الزائرات الايرنيات بما يقارب الخمسة وفي الباحة المقابلة يجلس الزائرون من جنس الرجال.. ما أن جلسنا بعد لحظات افترشوا الغرفة استعدادا لطعام الغداء… وبعد أن اتممنا الغداء وشرب الشاي ببرهة توافدوا الى البيت عدد من الزائرين يبدوا انهم قدموا من شيراز احداهما طبيبة نسائية والاخرى بدرجة بروفيسور في علوم القرآن تركوا حقائبهم وذهبوا لزيارة المرقد المطهر لأبا الشهداء  أصرت عليهم الحاجة للبقاء والراحة لكنهم أصروا على الذهاب للمعشوق كما عبروا لي ذلك باللغة الانجليزية تركوا حقائبهم بعد ذلك.. وبما يقارب الساعة الثانية ليلا وفد الى دار الحاجة بما يقارب الاربعين زائراً عشرون منهم من جنس الرجال والبقية من النساء.. لا أخفي أني ارتبكت قليلا… وما أن حضرت الحاجة بابتسامتها الودودة تومي بكلتا يديها مرحبة بهم سألتني أن كنت أتحدث الفارسية لكي أرحب بهم بلغتهم.. أجبتها بأني أتحدث العربية والانجليزية فقط وبالتالي أستدعت ولدها ابو ابرار لكي يترجم لهم يبدو انه كان يجيد التحدث باللغة  الفارسية.. اخبرته بأن يخبرهم بأن الدار دارهم وذهبت مسرعة الى داخل الدار لتوقظ ام عمار بنت أخت الحاجة لأعداد الطعام نهضت أم عمار مهللة ومرحبة لكن الزائرين طلبوا الاستحمام والنوم فقط لم يكونوا يرغبوا في الطعام.

حان وقت اذان الفجر توجهنا للصلاة وأذا بأبن الحاجة (ابو ابرار) وولده حيدر نائمين في المطبخ وكان الجو حار جدا ولا وجود حتى لمروحة في المطبخ والزائرين في الباحة مجهزة بأجهزة التبريد اثنيت عليهم في دواخلي بعد الصلاة وددت الذهاب الى المرقد الطاهر للزيارة ما أن توجهت لباب الدار الخارجية فوجئت بكثرة الزائرين النائمين في الساحة قرب الباب الخارجي لم أستطع المرور رجعت ادراجي.

– المحطة الخامسة…. قررت أن أكون ممن يخدم  الزائرات فصرت الى زوايا المطبخ ابحث في كواليس الخدمة..كانت الحاجة  ام عمار ممن يشرف على اعداد الطعام بصحبة شابات مفعمات ذائبات في حب الإمام الحسين(ع) احدهما تحمل شهادة الدكتوراه في علوم الجغرافية والاخرى طالبة في علوم الهندسة المعمارية أثنيت على جودة الطعام المقدم وباركت لهم جهودهم سألتهم عن بعض الأطعمة التي تأخذ وقتا طويلا في اعدادها…كيف يستطيعون تجهيزها مع هذا العدد من الزائرين.. كالمعتاد من الحاجة ام عمار وبكلمات دافئة بينت لي ان التحضيرات لموسم الاربعينية يتم الاستعداد لها قبل شهر في هذه الاثناء ورد الطلب باعداد  الفطور لاحد عشر زائرًا طلبت مني الحاجة احضار أرغفة الخبز من جهاز التجميد  فتحتها واذا هي ممتلئة بالطعام قلت ماشاء الله اجابتني الحاجة ام عمار هذا لمدة يومين فقط بعدها سنقوم بالأعداد للتجهيز للايام المقبلة…. دعوت لهم بالرزق والبركة في جهودهم وانصرفت.

– المحطة السادسة.. صديقتي الصحفية انتظرت قدومها لاتشرف بخدمتها ولكن شاءت الاقدار ان لانلتقي كان من الصعب عليها القدوم للزيارة لظروف أّلمت بها دعوت لها  كثيرا لتوفيق القدوم.. اتصلت بي تبشرني بحصولها على موافقة القدوم سررت لذلك ولكني كنت قد عدت ادراجي للنجف اتصلت بابو ابرار ابن الحاجة ام دعاء  ليقوم باصول الضيافة كان اتصالي له بمثابة الجائزة كأنه توفيق الهي قد سيق اليه وبكل ممنونية اوصيته ان كان البيت مزدحما فمن الممكن ان يقوم آخرون بالاستضافة ولكنه أصر على ان يكونوا الاهل  بخدمتها  فرحين مستبشرين.. هكذا نحن عندنا قدسية خاصة لزائر الإمام الحسين(ع) لا شك في أن الخدمة تستوجب الذلة وتشعر بالحقارة، وتجرح الكبرياء إذا كانت من أجل الدنيا، أو كانت لشهوة فانية ورغبة تافهة، أو لتحلق وتزلف لمخلوق نأمل منه نفعا دنيويا وحطاماً زائلاًما إذا كانت الخدمة عبادة، والنية فيها هي القرب إلى الله تعالى فلا شك في كونها فخراً وعزة ورفعة في الدنيا وجنة ورضواناً في الآخرة، وهذا ما أكده الرسول الأكرم(ص)بقوله لقد ورد في كتاب ميزان الحكمة: ج٣، ص١٩ أيما مسلم خدم قوماً من المسلمين إلاّ أعطاه الله مثل عددهم خداماً في الجنة فكيف إذا كان هؤلاء القوم المسلمون هم زوار الإمام الحسين عليه السلام؟ وكيف إذا كان عددهم بالملايين؟!

– المحطة السابعة والاخيرة.. توجه جموع الزائرين عائدين الى النجف لمواساة امير المؤمنين(ع) باستشهاد رسول الله رافعين اعلامهم الحسينية تتخللها اعلام فلسطين متوجهين الى الضريح المقدس باهازيج تدعو لنصرة غزة وتحرير الاقصى داعين المولى جل علاه بحق جاه امير المؤمنين علي عليه السلام ان يتحقق النصر قريبا نسأل الله ان يتحقق ذلك ونزور الأقصى رافعين اعلام النصر المؤكد ان شاء الله.