الحرب الباردة بين تركيا واليونان تحتدم

تفاقمت الأوضاع بين تركيا واليونان خلال السنوات الأخيرة بشأن خلافات على الحدود البحرية بين البلدين.

2023-01-15

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن معدل التوطين في الصناعة الدفاعية ارتفع إلى 80 بالمئة بعد أن كان 20 بالمئة قبل عشرين عاما. وأضاف في كلمة أمام حشد من المواطنين بولاية موغلا غربي البلاد، أن التنظيمات الإرهابية يتم سحقها كلما ازدادت قوة الصناعات الدفاعية التركية.

وأوضح أن مقاتلة “قزل إلما” المسيرة ستكون قادرة على حمل القنابل المزودة بها مقاتلات إف 16. وفق وكالة الأناضول. وأشار إلى أن التجارب الصاروخية لتركيا تُقلق اليونان، مؤكدا أن أنقرة لا شأن لها بأثينا ما دامت تصرفاتها رشيدة.

ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت شركة “بايكار” أنها أجرت تجارب التحليق الأولى للمقاتلة المسيرة، واستُكملت بنجاح. ومطلع مارس/ آذار الماضي، أماط سلجوق بيرقدار رئيس مجلس إدارة “بايكار”، اللثام عن المقاتلة المسيرة المحلية ونشر حينها صورا لهيكلها من دون أجنحة.

وعلى عكس الطائرات المسيرة، فإن “بيرقدار قزل إلما” تستطيع إجراء مناورات خاطفة، وتنفيذ مهام القتال جو ـ جو مثلها مثل المقاتلات التقليدية، بحيث تمكن تركيا من تغيير الموازين الحربية الجوية. ومن المخطط أن تؤدي “بيرقدار قزل إلما” المهام الأكثر صعوبة بفضل ميزة التخفي عن شاشات الرادارات بشكل أكبر، وأن يصل وزنها في الإقلاع إلى 6 أطنان، وهي قادرة على حمل 1500 كيلوغرام من الصواريخ والذخائر.

*حرب باردة

وتفاقمت الأوضاع بين تركيا واليونان خلال السنوات الأخيرة بشأن خلافات على الحدود البحرية بين البلدين، مرد ذلك لغناها بالغاز الذي يحتاجه البلدان بشدّة، وتصاعدت الخلافات بشكل كبير حتى باتت أشبه بحرب باردة بينهما وسط تزايد التهديد والوعيد بينهما.

وفي وقت سابق، اتهم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار السياسيين والعسكريين اليونانيين بافتعال الاستفزازات والأزمات مع تركيا بشكل ممنهج بهدف التغطية على عجزهم، على حد وصفه. وأكد أكار -خلال كلمة ألقاها الاثنين أمام ضباط البحرية التركية في بحر إيجة- اتخاذ أنقرة التدابير اللازمة ضد أي عمل استفزازي من اليونان.

وقال الوزير التركي: إن هؤلاء السياسيين والعسكريين اليونانيين يسعون لتحويل المشاكل بين اليونان وتركيا إلى مشاكل بين تركيا والولايات المتحدة أو تركيا والاتحاد الأوروبي أو تركيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وفي الأشهر القليلة الماضية، تصاعد الخلاف مجددا بين البلدين بشأن الحدود البحرية والمياه الإقليمية.

ومنذ بضعة أشهر، هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن تقوم بلاده بما يلزم إذا استمرت اليونان في استفزازاتها، وذلك تعليقا على المناورات العسكرية اليونانية في جزر بحر إيجة قبالة السواحل التركية.

*تركيا قد تأتي على حين غرة

كما قال جاويش أوغلو إن السيادة اليونانية على الجزر تصبح موضع شك في حال استمرت أثينا في تسليحها.

وقبل ذلك، لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتحرك ضد اليونان قائلا إن “تركيا قد تأتي على حين غرة في ليلة من الليالي”.

الى ذلك، دعا حلف شمال الأطلسي “الناتو” اليونان وتركيا إلى حل خلافاتهما في بحر إيجه من خلال الوسائل الدبلوماسية وبروح من التضامن بين الحلفاء. حيث علّق مسؤول في الحلف، على تحرش مقاتلات يونانية بطائرة تركية كانت ضمن مهام “NATO NEXUS ACE Ege” للناتو، في وقت سابق.

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع التركية إن طائرة مسيرة تابعة لقواتها البحرية اكتشفت أن مهاجرين غير نظاميين تم دفعهم إلى المياه الإقليمية التركية على مسافة تزيد على 3 أميال ونصف الميل من الساحل التركي. وأضافت الوزارة -في تغريدة على تويتر- أن زورقا تابعا لحرس السواحل اليوناني قام بدفع القارب نحو المياه الإقليمية.

ونشرت وزارة الدفاع التركية مقطعا مصورا التقطته طائرة استطلاع تركية يظهر ما قالت إنها لحظة دفع خفر السواحل اليوناني قارب المهاجرين.

سلسلة التطورات الأخيرة بين البلدين لا تبشّر بالخير، في حين يقف الناتو عاجزا عن حلّ هذه الأزمة بين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسط تحذيرات من إشتعال وطيس الحرب الباردة بينهما.

 

المصدر: الوفاق/وكالات