في السياق أصدرت مجموعة من فصائل المقاومة الفلسطينية بيانات تبارك فيها العملية الفدائية البطولية عند معبر الكرامة بين الأردن وفلسطين المحتلة.
بينما علّق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على العملية البطولية، قائلاً أن “هذا يوم صعب ونحن نتعامل مع أيديولوجية قاتلة وفكرة خطيرة”، على حد تعبيره.
وفي اليوم الـ338 للعدوان على غزة، واصل جيش الاحتلال الصهيوني قصف مناطق عدة في القطاع، وسط توالي سقوط المزيد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
*سائق شاحنة أردني يطلق النار على عناصر أمن صهاينة
أكّدت وسائل إعلام في فلسطين المحتلة أنباء مقتل 3 صهاينة في إطلاق نار عند معبر الكرامة من الجانب الفلسطيني، ويسمّى كذلك معبر “اللنبي” من الجانب الأردني، عند الحدود بين الأردن والضفة الغربية المحتلة.
وأفادت هيئة “الإسعاف” الصهيونية بمقتل المصابين الصهاينة الثلاثة في العملية في معبر الكرامة، كما أعلن استشهاد منفذ العملية وهو سائق شاحنة أردني الجنسية، بعد إطلاق النار عليه من قبل حراس محطة توقف الشاحنات، بحسب وسائل إعلام صهيونية.
وقالت إذاعة “الجيش” الصهيوني، أن التفاصيل الأولية تظهر أن سائق شاحنة أردني، وصل من الأراضي الأردنية إلى المعبر، وقام بتهريب مسدس صغير في الشاحنة، أطلق النار منه على صهاينة في صالة الشحن.
وأكدت وسائل الإعلام، أن العملية تمّت على أراضي فلسطين المحتلة وبين حاجزين لقوات الاحتلال الصهيوني.
بدورها، أفادت صحيفة “معاريف” الصهيونية، بأن القتلى بعملية إطلاق النار هم عناصر أمن صهاينة يتبعون “سلطة المعابر”، فيما قالت وسائل إعلام صهيونية إن “الجيش” الصهيوني اعتقل سائقي الشاحنات في معبر “اللنبي” على إثر العملية.
*مفاجآت مؤلمة للاحتلال
وتأتي هذه العملية بعد سلسلة من الهجمات التي قام بها مقاومون ضدّ جنود الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية والأراضي المحتلة مؤخراً، والتي تبنّت معظمها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، أبرزها عمليتا “غوش عتصيون” و”كرمي تسور” قرب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في 30 آب/أغسطس الماضي.
وقالت الكتائب في بيان لها “أنه مع الكشف عن أولى عملياتنا الاستشهادية في الخليل، نؤكد أن كل محافظات الضفة ستخبئ مفاجآت مؤلمة للاحتلال”.
وكانت القسام ، قد أعلنت في 19 آب/أغسطس الماضي، أن العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل ستعود إلى الواجهة ما دامت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين وسياسة الاغتيالات مستمرة، عقب الإعلان عن تنفيذ عملية استشهادية في “تل أبيب”، بالاشتراك مع سرايا القدس.
*بيانات لفصائل المقاومة الفلسطينية
في السياق أصدرت مجموعة من فصائل المقاومة الفلسطينية بيانات باركت فيها العملية الفدائية البطولية عند معبر الكرامة بين المملكة الأردنية وفلسطين المحتلة، واضعة في مسار وعي شباب الأمة بمحورية الحرب مع العدو الصهيوني، وضرورة التضامن لإشعال الحدود المحتلة من كل جوانبها.
وشدّدت حركة حماس على أن “هذه العملية البطولية هي ردّ طبيعي على المحرقة التي ينفذها العدو الصهيوني النازي، بحق أبناء شعبنا، في غزة والضفة الغربية المحتلة، ومخططاته في التهجير وتهويد المسجد الأقصى”.
كما أشارت إلى أن “عملية معبر الكرامة هي تأكيد لرفض الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه، وأطماعه في فلسطين والأردن، ووقوفها بقوة مع شعبنا ومقاومته الباسلة دفاعاً عن القدس والأقصى”.
وختمت الحركة بيانها بالقول: “إن غزة التي تدافع عن الأمة في وجه الصهاينة، وتخوض معركة قاسية شارفت على العام، تستنفر الأمة وكل أحرار العالم لتهب في وجه الاحتلال دعماً لغزة والقدس والضفة، ودفاعاً عن كرامة أمتنا وأمنها القومي”.
*حركة الجهاد الإسلامي
بدورها أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أنّ هذا العمل يعبّر عن “نبض الشعب الأردني والشعوب العربية والمسلمة، تجاه المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو”.
وبعد إشادتها “بالعملية البطولية”، شددت الحركة على أنّ “هذه العملية ومثيلاتها هي الرد الوحيد الذي تفهمه الإدارة الأميركية، شريك الكيان المجرم في حرب الإبادة التي يشنها ضد شعبنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة”.
وتوجهت في الختام “بتحية إجلال وإكبار إلى بطل عملية معبر الكرامة”.
*الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
هذا واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ عملية “معبر الكرامة تأتي كرد مشروع على جرائم الاحتلال بحق شعبنا، وهذا الشاب الأردني المغوار يُعبّر عن ضمير كل شاب عربي، ويؤكد أن الإقدام على مثل هذه العمليات النوعية والشجاعة يأتي انتصاراً لفلسطين ولشهدائها”.
ودعت الجبهة الشعبية الشباب العربي “إلى الاقتداء بالشاب الأردني البطل والانخراط في معركة الشرف والكرامة”.
*لجان المقاومة في فلسطين
بدورها رأت لجان المقاومة الفلسطينية في العملية “رداً واجباً على المجازر البشعة، وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والجرائم الصهيونية النازية في الضفة والقدس المحتلة”، و”تجسيداً للفشل الأمني، والاستخباراتي، والعسكري المركب، لكل المنظومة الأمنية للعدو الصهيوني وداعميه”.
*حركة المجاهدين الفلسطينيين
كما شدّدت حركة المجاهدين الفلسطينيين على أنّ هذه العملية تؤكد مكانة “فلسطين والقدس، بوصلة وقبلة جهاد جميع أحرار وشرفاء أمتنا”، كما تؤكّد اختلاط “الدم الفلسطيني النازف مع دماء سائر إخواننا المجاهدين في الأمة دفاعاً عن المقدسات”.
وأشارت إلى أنّ “هذا العمل الجهادي المبارك هو رد طبيعي من أحرار أمتنا، على جرائم العدو ضد أشقائهم في الشعب الفلسطيني، فلغة القوة والمقاومة هي اللغة التي يفهمها العدو الصهيوني، وراعيته وشريكته في جرائم الإبادة الجماعية الإدارة الأمريكية”.
*من هو منفذ العملية البطولية؟
من جانبها أفادت هيئة البث الصهيونية نقلا عن مسؤولين أمنيين بأن منفذ عملية إطلاق النار في معبر اللنبي مواطن أردني يدعى ماهر الجازي.
وقال الجيش الصهيوني: إن منفذ عملية إطلاق النار سائق شاحنة جاء من الأردن، فيما أكد مسؤول أمني صهيوني أن المنفّذ أردني الجنسية، دون تأكيد من الجانب الأردني حتى الآن.
*إغلاق المعابر البرية مع الأردن
هذا وبعد عملية إطلاق النار، أعلنت السلطات الصهيونية إغلاق المعابر البرية مع الأردن حتى أجل غير مسمى، فيما توجه قائد المنطقة الوسطى وقائد لواء غور الأردن إلى المعبر لتقييم الوضع.
واحتجز رجال الأمن الصهيوني جميع العاملين العرب في المعبر للتحقيق معهم.
وأكدت إذاعة الجيش الصهيوني اعتقال سائقين كانوا في المعبر وقت الهجوم للاشتباه في علاقتهم بالحادث.
كما أغلق الاحتلال معابر مدينة أريحا ونصب الحواجز فيها، والتي تعد المحطة الثانية للمسافرين بعد دخولهم من المعبر ومحطتهم لركوب الحافلات نحو مدنهم.
وتعليقاً على العملية، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم بـ”الصعب”، مضيفاً: “نحن محاطون بأيديولوجية قاتلة”، وفق تعبيره.
*عمليات مشابهة
وكانت الشهور الماضية قد شهدت محاولات تسلل من الجانب الأردني نحو الأراضي المحتلة، ففي أبريل/نيسان الماضي أكدت إذاعة الجيش الصهيوني أن مسلحاً جاء من الأراضي الأردنية وأطلق النار على دورية تابعة للجيش دون وقوع إصابات، ودون أن يجتاز السياج الحدودي.
وفي عام 2010، استهدفت سيارة السفير الصهيوني وطاقمه الدبلوماسي في منطقة العدسية القريبة من جسر الملك حسين بعبوة ناسفة كانت بالقرب من السيارة الصهيونية عندما انفجرت.
وعام 1990، اقتحم المواطن الأردني سلطان العجلوني موقعاً صهيونياً، بعد أن اجتاز الحدود الأردنية، وأطلق النار مما أدى إلى مقتل جندي صهيوني.
*أهمية معبر الكرامة
ويعد المعبر نقطة العبور الوحيدة للفلسطينيين بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية نحو الأردن، وبالتالي نحو بلدان العالم، غير أن الحكومة الصهيونية تتحكم بالجانب الذي يجب أن يكون تحت سيطرة الجانب الفلسطيني.
كما يستعمل المعبر بشكل أساسي لنقل البضائع، وتمر عبره الشاحنات من الأردن إلى غور الأردن والضفة الغربية والأراضي المحتلة، ويقع بالقرب من قرى الأغوار ومدينة أريحا.
يذكر أن شاحنات المساعدات القادمة من الأردن إلى قطاع غزة مرت عبر هذا المعبر خلال الحرب على غزة.
*ارتفاع حصيلة شهداء الدفاع المدني
بالتزامن واصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الـ٣٣٨، وسط توالي سقوط المزيد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني عن استشهاد العقيد محمد مرسي نائب مدير الدفاع المدني في شمال قطاع غزة، وعدد من أفراد عائلته في قصف صهيوني استهدف منزلاً في منطقة العلمي بجباليا.
ونعى جهاز الدفاع المدني الشهيد مرسي، مشيراً إلى ارتفاع عدد شهداء طواقم الجهاز منذ بدء الحرب إلى 83 عنصراً وأكثر من 200 مصاب.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل :”إنه ما زالت طواقم الدفاع المدني تعاني من نقص المعدات التخصصية في مجال الإنقاذ وعدم توفر الوقود وقطع الغيار التي تلزم لأجل حماية الأرواح والممتلكات”.
وقالت مصادر محلية :”إن خمسة فلسطينيين استشهدوا في الغارة الصهيونية التي استهدفت منزلاً لعائلة مرسي في جباليا بينهم امرأة وطفلين”.
وأعلن الدفاع المدني عن استشهاد ثلاثة وإصابة ٢٠ في غارة صهيونية استهدفت مدرسة عمرو بن العاص التي تأوي نازحين في مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر طبية عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة صهيونية استهدفت منزلاً لعائلة عيد شرقي مخيم النصيرات وسط القطاع.
كما استشهد ثمانية فلسطينيين في قصف صهيوني استهدف مواطنين في منطقة الحساينة غربي مخيم النصيرات.
وفي جنوبي القطاع، أفادت مصادر طبية عن استشهاد فلسطينيين اثنين في غارة استهدفت مواطنين في منطقة عريبة شمالي مدينة رفح.
وكانت وزارة الصحة في غزة قالت:”إن الاحتلال الصهيوني ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ(48 ساعة الماضية) وصل منها للمستشفيات 61 شهيداً و 162 مصاباً”.
وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 40939 شهيداً و94616 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
*حزب الله يستهدف “كريات شمونة” و”شامير”
وفي الجبهة الشمالية، استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان، مستوطنة “كريات شمونة”، شمالي فلسطين المحتلة، بصلية من صواريخ “الفلق”، وذلك في الساعات الأولى من يوم الأحد.
وفي عملية ثانية، قصف حزب الله “كريات شمونة” بصليات مكثفة من الصواريخ. كما قصف مستوطنة “شامير” بصليات من صواريخ “الكاتيوشا”، عند الفجر.
وأكد حزب الله أنّ هذه العمليات تأتي دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ورداً على اعتدات الاحتلال على القرى الجنوبية والمنازل الآمنة، وخصوصاً المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بلدة فرون، وأدى إلى استشهاد أفراد من الدفاع المدني وإصابة آخرين.
أما في كيان الاحتلال، فطلب “الجيش” الصهيوني من المستوطنين في “كريات شمونة” عدم مغادرة المناطق المحصنة، بينما تكرر دوي صفارات الإنذار فيها، إلى جانب مستوطنات “مسكاف عام” و”المنارة” و”كفار غلعادي”.
وأقرّت إذاعة “جيش” الاحتلال بتعرض مبنى في “كريات شمونة” لإصابة من جراء القصف الصاروخي الذي شنّه حزب الله.
في غضون ذلك، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان مشاهد توثّق استهداف تجهيزات تجسسية في موقعي “بركة ريشا” و”الجرداح” الصهيونيين، عند الحدود مع فلسطين المحتلة.
*القوات المسلحة اليمنية تسقط طائرة “MQ9” أميركية
في سياق آخر أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، نجاح الدفاعات الجوية اليمنية في إسقاط طائرة أميركية من نوع “MQ9″، في أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة مأرب.
وأكد سريع أنّ هذه الطائرة هي الـ8 من هذا النوع، والتي تنجح القوات المسلحة اليمنية في إسقاطها خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، إسناداً لقطاع غزة.
كما جدّد التزام القوات المسلحة اليمنية بواجباتها انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ودفاعاً عن اليمن، ورداً على العدوان الأميركي – البريطاني عليه.
وشدّد على أنّ القوات المسلحة اليمنية بصدد تعزيز قدراتها الدفاعية بهدف التصدي للعدوان الأميركي – البريطاني، والرد عليه عبر استهداف تحركاته العسكرية في منطقة العمليات البحرية.
يُذكر أنّ المتحدث باسم القوات المسلحة اليمينة أعلن الإثنين الماضي، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت سفينة “BLUE LAGOON I”، في البحر الأحمر، عبر عدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة، مؤكداً تحقيق إصابة مباشرة.