مدير المركز الدولي للكارتون والكاريكاتير في إيران للوفاق:

الكاريكاتير سلاح فعّال لتوعية الرأي العام ودعم الشعب الفلسطيني

يمكن استخدام الكاريكاتير كوثيقة تاريخية لتسجيل جرائم الكيان الصهيوني ومحاكمة مجرمي الحرب،وصمت الغرب عن جرائم الكيان الصهيوني هو أحد أكبر التناقضات السياسية المعاصرة.

2024-09-09

 موناسادات خواسته

 

عملية “طوفان الأقصى” الخالدة شهدت ردّات فعل ونتائج هامة خاصة من قبل الفنانين في مختلف المجالات، وفي ظل هذه العملية، نشهد تفاقم جرائم الكيان الصهيوني والإبادة الجماعية في غزة، وكل انسان حر بحد ذاته يحاول إيصال صوت المظلومين ودعمهم، ومنهم رسّامو الكاريكاتير الذين هبّوا من اللحظات الأولى وقاموا برسم الكاريكاتيرات المعبّرة عن المأساة، قبل فترة أقيمت مسابقة دولية للكاريكاتير تحت عنوان “مقاطعة الإبادة الجماعية في غزة”، وشارك فيها رسّامون من القارات الخمس في العالم وتم إعلان الفائزين، وبهذه المناسبة أجرينا حواراً مع السيد مسعود شجاعي طباطبائي الذي كان من ضمن حكّام هذه المسابقة، وهو مدير المركز الدولي للكارتون والكاريكاتير في إيران وسبق له أن نظمّ معرضاً لأعمال رسّامي الكاريكاتير من مختلف أنحاء العالم حول الهولوكوست، والذي لاقى إقبالاً واسعاً.

 

 

حصل شجاعي طباطبائي، خلال سنوات نشاطه الفني والإبداعي في أعمال الكاريكاتير، على وسام الشرف من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، كما حصل على العديد من الجوائز والدروع من خلال مشاركته في المهرجانات والمسابقات الفنية الوطنية والدولية. ومن بين أنشطته الأخرى في مجال الثقافة والفن يمكننا أن نذكر إدارة مركز الفنون البصرية في “حوزه هنري”، ورئيس تحرير مجلات الكاريكاتير وإيران كارتون الإيرانية، وكذلك قام بالتدريس في كلية الفنون الجميلة، وغيرها. كان شجاعي حاضراً بشكل نشط كعضو في لجنة التحكيم في أكثر من عشرة مهرجانات وفعاليات وطنية ودولية، والجائزة الأولى لإدارة أفضل موقع كارتون وكاريكاتير في العالم بين عامي 2007 و 2009 كانت من نصيب سيد مسعود شجاعي طباطبائي عن موقع كاريكاتير إيران، وفيما يلي نص الحوار:

 

الكاريكاتير لغة عالمية

بداية تحدث السيد شجاعي عن تأثير الرسوم الكاريكاتورية في المجتمع العالمي وإيصال الرسالة، حيث قال: باعتبارها لغة عالمية، تتمتع الرسوم الكاريكاتورية بقدرة مذهلة على نقل المفاهيم المعقدة والمشاعر العميقة.

وهذا الفن البصري، الذي يستخدم المبالغة والسخرية والفكاهة، يستطيع أن يجذب انتباه الجمهور بسرعة ويسجل رسالته بصورة خالدة في ذهنه.

الرسوم الكاريكاتورية تستطيع أن تقوم بتصوير ونقد ودراسة الأحداث السياسية والإجتماعية والثقافية ببساطة وبطريقة فكاهية. كما يمكن أن تكون الرسوم الكاريكاتورية بمثابة أداة قوية لرفع مستوى الوعي العام وتغييره.

 

الكاريكاتير والدفاع عن الشعب الفلسطيني

وفيما يتعلق باستخدام الرسوم الكاريكاتورية للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، قال السيد شجاعي طباطبائي: يمكن أن يلعب الكاريكاتير دوراً مهماً جداً في الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم. وذلك من خلال تصوير جرائم الكيان الصهيوني والاحتلال والحصار والإبادة الجماعية في غزة، فيستطيع رسّامو الكاريكاتير توعية الرأي العام العالمي بالنسبة لهذه الأزمة وجذب الدعم الدولي إلى جانب الشعب الفلسطيني.

كما يمكن أن تكون الرسوم الكاريكاتيرية بمثابة أداة لفضح سياسات الكيان الصهيوني وإدانة الأعمال غير القانونية لهذا الكيان الغاصب.

 

مسابقة “مقاطعة الإبادة الجماعية في غزة”

 

 

وشهدنا مؤخراً إقامة مسابقة دولية للكاريكاتير بمشاركة 9 دول تحت عنوان: “مقاطعة الإبادة الجماعية في غزة”، فسألنا السيد شجاعي عن هذه المسابقة ومدى الإستقبال، حيث قال: أقيمت هذه المسابقة بمشاركة تسع دول في العالم وبهدف زيادة الوعي العالمي حول أزمة غزة وإدانة جرائم الكيان الصهيوني في ساحة الألعاب الأولمبية في باريس.

وعلى المستوى الدولي جاءت فكرة إقامة هذه المسابقة إنطلاقاً من إحساس الفنانين والناشطين المدنيين بالمسؤولية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.

كانت لهذه المسابقة رسالة واضحة، وهي: إستخدام الفن لمحاربة الظلم والإبادة الجماعية والدفاع عن حقوق الإنسان. وكان الإستقبال لهذه المسابقة جيداً جداً، وأرسل فنانون من 55 دولة حول العالم أعمالهم للمشاركة فيها.

 

الأعمال المشاركة والخطط المستقبلية

 

كاريكاتير للفنان الإيراني “محمود نظري”

 

وعندما سألنا السيد شجاعي حول الأعمال المشاركة والخطط المستقبلية، هكذا رد علينا بالجواب: الأعمال المرسلة لهذه المسابقة كانت من القارات الخمس، أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا، كانت ذات آراء تسعى إلى تحقيق العدالة، ولعل الحضور الفعال لفنانين من عدة دول منها: البرازيل، فنزويلا، الصين، تركيا، إيطاليا، بولندا، مصر وإيران كحكّام أدّى إلى إثراء هذه المسابقة وكذلك المشاركة الأوسع لفناني العالم، ومن الجدير بالذكر أنه تم اختيار فنانتين بارزتين للغاية من دولتين أوروبيتين، هما إيطاليا وبولندا.

 

وكان حكّام هذه المسابقة:

– Cristina Bernazzani (Italy): “کریستینا برنازاني” من “إيطالیا”.
– Izabela Kowalska-Wieczorek (Poland): “إیزابلا کووالسکا-ویجزورک” من “بولندا”.
Rossem (Malaysia – ): “روسِم” من “ماليزيا”.
– Ivan Lira (Venezuela): “إیوان لیرا” من “فنزويلا”.
– Gilmar (Brazil): “غیلمار” من “البرازیل”.
– Hicabi Demirci (Turkey): “هیکابي دمیرجي” من “تركيا”.
– Fan Lintao (China): “فان لین تاو” من “الصين”.
– Fawzy Morsy (Egypt): “فوزي مرسي” من “مصر”.
– Massoud Shojai Tabatabai (Iran): “مسعود شجاعي طباطبائي” من “إیران”.

 

كما تنوّعت موضوعات الأعمال المشاركة وتناولت جوانب مختلفة من أزمة غزة، بما في ذلك الإبادة الجماعية، الإحتلال، الحصار، القصف، تدمير البنى التحتية، انتهاكات حقوق الإنسان، والمعايير المزدوجة لأمريكا والغرب، وباستخدام أساليب وتقنيات مختلفة، انتقد الفنانون علناً الكيان الصهيوني ودعموا فلسطين.

حالياً، هناك خطط لإنشاء مجموعة موحّدة من الفنانين والناشطين الدوليين المقاومين لمواصلة العمل في هذا المجال. يمكن لهذه المجموعة المساعدة في زيادة الوعي العام حول أزمة غزة ودعم سكّان هذه المنطقة من خلال إقامة المعارض وورش العمل التعليمية والحملات الإعلامية.

 

الإبادة الجماعية في غزة ودور الكاريكاتير

 

وحول الإبادة الجماعية في غزة ودور الكاريكاتير في هذا المجال، هكذا أبدى السيد شجاعي رأيه قائلاً: تعتبر الإبادة الجماعية في غزة واحدة من أكبر جرائم الحرب في العقود الأخيرة. ويمكن أن يلعب الكاريكاتير دوراً هاماً في إدانة هذه الجرائم، من خلال تصوير معاناة وتشريد شعب غزة، وخاصة قتل الأطفال على يد الكيان الصهيوني وقتل أكثر من 40 ألف شخص في غزة، يمكن لرسامي الكاريكاتير خلق شعور بالتعاطف والتضامن بين شعوب العالم.

كما يمكن استخدام الرسوم الكاريكاتيرية كوثيقة تاريخية لتسجيل جرائم الكيان الصهيوني ومحاكمة مجرمي الحرب، وبطبيعة الحال، فإن فعالية وتأثير الرسوم الكاريكاتيرية في إدانة الإبادة الجماعية تعتمد على عوامل مختلفة، مثل الجمهور الواسع، وقوة الفنان في التعبير، والدعم الإعلامي.

 

الصمت أمام جرائم الكيان الصهيوني

 

 

وفيما يتعلق بصمت الغرب وأمريكا أمام جرائم الكيان الصهيوني، واتخاذ سياسة الكيل بمكيالين في مجال حقوق الإنسان، قال السيد شجاعي: إن صمت الغرب عن جرائم الكيان الصهيوني هو أحد أكبر التناقضات السياسية المعاصرة، وأسباب هذا الصمت معقدة ومتعددة، وتشمل عوامل سياسية واقتصادية وأيديولوجية. بعض هذه العوامل هي:

– التبعية الإقتصادية: لا يرغب العديد من الدول الغربية في انتقاد هذا الكيان بشكل جدي بسبب علاقاته الإقتصادية والعسكرية مع الكيان الصهيوني.

– اللوبي الصهيوني: يتمتع اللوبي الصهيوني بنفوذ كبير في الدول الغربية، ومن خلال تأثيره على السياسيين ووسائل الإعلام، فإنه يمنعهم من اتخاذ مواقف انتقادية ضد الكيان الصهيوني.

– الدفاع عن المصالح الإستراتيجية: يعتبر بعض الدول الغربية الكيان الصهيوني حليفاً له في المنطقة ولذلك يدعمه.

– ازدواجية معايير حقوق الإنسان: يعالج بعض الدول الغربية وأمريكا قضية حقوق الإنسان بشكل انتقائي وتتجاهلها في الحالات التي تتعرض فيها مصالحها للخطر.

لقد كان موضوع الألعاب الأولمبية مهم، لأنه على الرغم من القتل والإبادة الجماعية الواضحة، فقد رأينا حضوراً عسكرياً للكيان الصهيوني في وفد المجموعات الرياضية.

 

الكاريكاتير سلاح وإعلام

 

 

وفيما يتعلق باعتبار الكاريكاتير سلاحا للدفاع ووسيلة للتعبير عن الحقيقة، قال رسّام الكاريكاتير الإيراني: يمكن استخدام الكاريكاتير كسلاح قوي للتعبير عن الحقائق وكشف الأكاذيب، ومن خلال استخدام لغة الفكاهة والمبالغة، يستطيع رسّامو الكاريكاتير بسهولة انتقاد القوى والمؤسسات الظالمة وتوعية الرأي العام تجاهها.

كما يمكن للكاريكاتير أن يكون بمثابة وسيلة فعّالة ومؤثرة لنقل المعلومات وزيادة الوعي العام.

وأخيراً، يمكن للكاريكاتير، باعتباره فناً نقدياً واجتماعياً، أن يلعب دوراً مهماً في محاربة الظلم والدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أن فعالية الكاريكاتير تعتمد على عوامل مختلفة مثل إبداع الفنان، وقدرته على التعبير، والدعم الإعلامي، والظروف الاجتماعية والسياسية.

وأخيراً النقطة المهمة هي أنه في الحديث عن فلسطين، يعتبر استخدام كلمة “إبادة جماعية” مسألة مثيرة للجدل بسبب التعقيدات التاريخية والسياسية لهذه المنطقة. إن تصرفات الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين هي جريمة ضد الإنسانية وتطهير عرقي.

 

الفائزون بمسابقة “مقاطعة الإبادة الجماعية في غزة”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص