وأكّد المستشار القريب من الرئاسة التركية إبراهيم قالن: أن شنّ عملية عسكرية برية في سوريا “ممكن في أي وقت” في رسالة تهديد جديدة لقوات حماية الشعب .
وافاد قالن لصحفيين من عدة وسائل إعلام أجنبية: “نواصل دعم العملية السياسية” التي بدأت نهاية كانون الأول/ديسمبر مع لقاء وزيرَي الدفاع التركي والسوري في موسكو، “لكن شنّ عملية برية يبقى ممكنًا في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات الواردة”.
وكانت تركيا استنفرت قواتها على الحدود مع سوريا بعد هجوم تعرضت له شارع الاستقلال قبل نحو شهرين حيث اتهمت أنقرة الفصائل الكردية في سوريا بالوقوف وراء العملية التي أوقعت عددا من القتلى والجرحى بين المدنيين.
*تركيا تدعم المعارضة السورية المسلحة
وبسبب ضغوط مارستها قوى غربية متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية خاصة الولايات المتحدة التي تسرق النفط السوري بمساعدة “قسد” أجلت تركيا هجومها البري لكنها لم تتخل عن طموحها في القضاء على التهديد الكردي الذي بات يؤرق الرئيس رجب طيب اردوغان قبل أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسية في يونيو 2023.
وشنت تركيا في السابق عمليات عسكرية لإبعاد خطر المسلحين الأكراد عن حدودها ولدعم جماعات المعارضة السورية المسلحة، لكن يبدو انها بدأت تستعد للمضي في نهج آخر لتحييد الخطر الكردي وهو التعاون مع الدولة السورية عبر فتح قنوات اتصال بإشراف الحكومة الروسية.
وتسعى تركيا من خلال المصالحة مع دمشق إلى التخلص من عبء اللاجئين السوريين وكذلك تسوية معضلة الجماعات الكردية السورية المسلحة.
*لقاء وزير الدفاع التركي مع نظيره السوري في موسكو
وفي28 ديسمبر الماضي أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لقاء مع نظيره السوري علي محمود عباس وبحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في موسكو.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال نهاية الشهر الماضي: إنه جرى الاتفاق على عقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وروسيا في النصف الثاني من يناير/كانون الثاني، إلا أن الموعد لم يحدد بعد، كما لم يتّضح مكان عقد اللقاء.
وأعلن الخميس: أنه قد يلتقي بنظيره السوري فيصل المقداد في أوائل فبراير/شباط، نافيا التقارير التي تفيد بأنهما قد يجتمعان الأسبوع المقبل.
*المقداد: على تركيا إنهاء وجودها العسكري في سوريا
بدوره عبر اردوغان عن تطلعه للقاء الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع قمة بعد قطيعة دامت 11 سنة تحت وقع تنامي الخطر الكردي لكن الاسد اشترط اي تقارب مع تركيا بانهاء احتلالها لأراض سورية ووقف دعم الإرهاب.
وشدد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال لقائه بنظيره الايراني امير عبداللهيان في دمشق على موقف الاسد قائلا ” إنه سيتعين على تركيا إنهاء وجودها العسكري في بلاده لتحقيق تقارب كامل”.
وقال المقداد: “لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال”.
وتشعر المعارضة السورية أن تركيا تمهد للتخلي عنها من خلال مسارها الجديد رغم تأكيد أنقرة أنها ستواصل دعم الجماعات السورية المسلحة الموالية لها.
*مصالح الاحتلال الامريكي في خطر
بدورها، انتقدت القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة جهود التقارب التركي السوري برعاية روسية، خاصة ان ذلك يسبب خطرا على مصالح الاحتلال الامريكي في التواجد على الاراضي السورية ونهب ثرواتها من نفط وقمح.
وعززت واشنطن قبل أيام من تواجدها العسكري في مناطق تحت سيطرة القوات الكردية خاصة في الحسكة لطمأنة حلفائها الأكراد بأنها لن تتخلى عنهم في خضم التقارب التركي مع الدولة السورية.
*مقتل شاب برصاص ميليشيا” قسد”
في سياق آخر خرج متظاهرون في سوريا ليل السبت، اثر مقتل احد اقاربهم برصاص عناصر “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في ريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي، شمالي سورية، وذلك أثناء محاولة مسلحي “قسد” اعتقاله، الأمر الذي دفع أقاربه للخروج في تظاهرة ضدها.
وأفادت مصادر من ريف حلب الشرقي، إن شاباً قُتل، ليل السبت، برصاص عناصر “قسد”، وذلك أثناء محاولة اعتقاله قرب قرية حمير جيس جنوب مدينة منبج بريف حلب الشرقي، مؤكدةً أن أقارب الشاب المقتول وأهالي قرية حمير جيس خرجوا في تظاهرة مسائية وقطعوا الطرقات من خلال إشعال الإطارات احتجاجاً على ممارسات “قسد” في المنطقة.
وكان سائق شاحنة يدعى لؤي الجبان قد قُتل أيضا ليل الجمعة، إثر استهدافه برصاص عناصر “قسد” على حاجز قرية الخطاف شرقي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.
*الاحتلال الأميركي يسرق 53 صهريجاً من النفط السوري
هذا وتستمر قوات الاحتلال الأمريكي بسرقة الموارد والثروات السورية، حيث أخرجت صهاريج معبأة بكميات من النفط الذي سرقته من أراضي ريف الحسكة، واتجهت به إلى شمال العراق عبر معبر المحمودية غير الشرعي.
وأفادت مصادر محلية من ريف اليعربية لمراسلة سانا: بأن قوات الاحتلال الأمريكي بالتعاون مع ميليشيا (قسد) المرتبطة بها أخرجت على دفعات رتلاً مؤلفاً من 53 صهريجاً محملاً بالنفط السوري المسروق عبر معبر المحمودية غير الشرعي إلى قواعدها في الأراضي العراقية.