عبير شمص
“راحوما” عرض مسرحي من إخراج وتأليف مريم شعباني يحاول تقديم رواية جديدة لحدث عاشوراء من منظور مختلف. يتناول هذا العمل الجوانب الإنسانية والعالمية لانتفاضة عاشوراء، مع التركيز بشكل خاص على الأدوار التي لعبتها ثلاث نساء من ديانات مختلفة. وفي حين أن العديد من العروض والأعمال الفنية الخاصة بعاشوراء تركز بشكل أساسي على الجوانب الذكورية والبطولية لحدث عاشوراء، يحاول هذا العرض السينمائي عبر تقديم الشخصيات النسائية والتنوع الديني، خلق حوار تاريخي بين الثقافات يمكن أن يعطي منظوراً جديداً لهذه القصة التاريخية. تدور قصة هذا العرض حول ثلاث نساء من ديانات مختلفة يصادف أنهن في طريقهن إلى كربلاء وفي يوم عاشوراء تلتقي هؤلاء النساء الثلاث ببعضهن البعض. ويتعرفن على حقائق يوم عاشوراء ويحزنن على مظلومية الإمام الحسين(ع)، وتؤدي بهم هذه المعرفة إلى اعتناق دين الإسلام على خطى ونهج الإمام الحسين(ع).
تمكّن هذا العرض، الذي صمّمته مجموعة “هنر مقدّس/ الفنّ المقدس”، من تصوير قوة وتأثير المرأة في الأحداث التاريخية. إن وجود نساء من ديانات مختلفة في هذه القصة يمكن أن يساعد بشكل واضح في إعادة خلق وإعادة تحليل حدث عاشوراء، كما أنه يتناول التفاعل والتعايش بين الأديان والثقافات في العالم المعاصر.
ولأهمية الطرح الجديد للعرض القائم على تقديم الحدث العاشورائي عاشوراء برؤية مختلفة عبر منظار نسائي، حاورت صحيفة الوفاق مخرجة العرض المسرحي السيدة مريم شعباني الذي صمّمته وأدّته أكثر من 40 فنانة، كما أدّته فرقة استعراضية ومجموعة كورالية، مما يساهم بالتعريف بدور المرأة في الفنون الأدائية وإبرازه من خلال الاستعانة بهؤلاء الفنانات، مما قد يعزز دور المرأة في مجال الفن والثقافة. وفيما يلي نص الحوار:
مظلومية الإمام الحسين(ع) بلسان النساء
أحداث المسرحية تتكلم عن فضائل الإمام الحسين(ع) والإمام علي(ع) الذي شقّ ينبوع الماء المعروف بـ”راحوما” القريب من مينة كربلاء المقدسة بمعجزة، وكلام السيد المسيح(ع) عن تضحيات الإمام الحسين(ع) للناس في كتاب الإنجيل المقدس.
وتشير الأستاذة شعباني إلى أنه” أردنا في مسرحية “راحوما” أن نُظهر دور الإمام الحسين(ع) في إنقاذ العالم والبشرية أجمع، وانطلاقاً من ذلك قمنا برواية قصة ثلاث نساء، إحداهن مسلمة والأخرى مسيحية والثالثة يهودية، وفي خضم شرح رواية النساء الثلاثة تطرقنا إلى شخصية الإمام علي(ع) والإمام الحسين(ع) ودورهما في إنقاذ البشرية؛ وبالطبع أردنا إظهار مقدار حبّ وإخلاص الناس من المسلمين والمسيحيين للإمام الحسين(ع)، كما أشرنا إلى معجزة الإمام الحسين(ع) الذي شقّ الينبوع للعطاشى من المسلمين والمسيحيين قبل استشهاده بأيام.
وترى الأستاذة شعبانى إن لاختيار السيناريو أهمية كبيرة جدًا لدرجة أنه يمكن أن يكون درسًا عظيمًا للجمهور طوال عمرهم، ويمكن أن تؤدي إلى تغيير حياة الناس. هناك العديد من النساء في التاريخ كنّ ثوريات وعظيمات للغاية، وضحّين بحياتهنّ في سبيل أئمة الهدى(ع)، وإننا نودّ أن نروي قصة هؤلاء النساء، ونوصي جميع نساء العالم باستشفاف قصص النساء الثوريات في العالم من السيدة زينب(ع) إلى اليوم بلغة فنية لكي تكون وسيلة لخلاص البشرية.
تشير الأستاذة شعبانى إلى أن فنّ المسرح هو فنّ التأثير، خاصة وأنّ الفنان يمتلك أدوات وعناصر كثيرة مثل الألوان والضوء والصوت والحركة والموسيقى وغيرها. وكلما كانت هذه العناصر متناغمة مع المحتوى، كلّما تمّ إيصال الرسالة بشكل أكثر دقّة وأصبح المسرح أكثر تأثيراً. وإننا حاولنا التركيز على القالب والمؤثرات البصرية في هذا العمل إلى جانب إلى الاهتمام بالمحتوى. ونتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.