شنت القوات المسلحة اليمنية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2023، هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على سفن شحن مرتبطة بكيان الاحتلال في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي والبحر المتوسط، كما هاجمت أهدافا داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي، وتسببت في إلحاق أضرار بأكثر من 80 سفينة وغرق سفينتين والاستيلاء على أخرى.
وحذرت القوات المسلحة اليمنية مرارا كافة الشركات التي تتعامل مع كيان الاحتلال بأن سفنها سوف تتعرض للاستهداف خلال مرورها في منطقة العمليات البحرية المعلنِ عنها وبغض النظر عن وجهتها، مؤكدة ان عمليات القوات المسلحةِ اليمنية مستمرة في الانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم ولمقاومته الباسلة حتى وقف العدوان ورفعِ الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاعِ غزة.
وخلال الشهر الماضي نفذت القوات المسلحة 9 عمليات عسكرية، في إطار المساندة والانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل كيان الاحتلال الصهيوني.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية أمس الخميس، أن حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت” غادرت منطقة الشرق الأوسط، وقررت إعادتها إلى قاعدتها، فيما يبدو جليا أنه هربا من عمليات الجيش اليمني البحرية.
ووفق وكالة “أسوشيتد برس” فقد أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، حاملة الطائرات روزفلت بتمديد انتشارها لفترة قصيرة والبقاء في المنطقة، بينما تم دفع حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” للوصول إلى المنطقة بشكل أسرع، والتي ستكون بنفس سابقاتها التي تفر من منطقة عمليات البحرية اليمنية وستبقى بعيدة قدر الإمكان .
هذا وأقرت صحيفة “تلغراف” البريطانية في وقت سابق ان القوات المسلحة اليمنية هزمت البحرية الأمريكية، وأن تشكيل ثلاث عمليات وتحالفات أمريكية وبريطانية وأوروبية لم ينجح في وقف الهجمات البحرية اليمنية المساندة لغزة.
وأضافت أن تلك الهجمات تزايدت في عددها، وتنوعت في أساليبها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أدركت عجزها في البحر الأحمر، وسحبت جميع سفنها الحربية، وتبعتها بريطانيا في ذلك، ولم تعد هناك سوى السفن الأوروبية.
كما اعترفت صحيفة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية، في تقرير الجمعة الماضية، أن السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تواجه مشاكل تأمينية كبيرة؛ بسبب العمليات اليمنية المساندة لغزة، حيث تضطر هذه السفن لدفع مبالغِ تأمين كبيرة للغاية، فيما ترفض العديد من الشركات تغطية هذه السفن تماما؛ لأنها معرضة للضربات.
وكانت وكالة “رويترز” قد كشفت في وقت سابق أن أقساطَ التأمين على مخاطر الحرب للسفن المعرضة للاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية تضاعفت بعد عملية اقتحام وإحراق الناقة (سونيون)، حَيثُ قفزت من 0.4 % من قيمة السفينة إلى 0.75 من قيمة السفينة، مشيرة إلى أن السفن الأُخرى التي لا تواجهُ مخاطرَ التعرض للهجمات لا تزالُ أسعارها منخفضةً.
ويساهم ارتفاع أسعار التأمين في ارتفاع تكاليف الشحن إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وإلى موانئ العدوّ الصهيوني، وقد قفزت أسعارُ الشحن إلى هذه الوجهات الثلاثِ منذ بدء العمليات اليمنية إلى ما يقاربُ أربعةَ أضعاف، بالإضافة إلى التأخيرات الكبيرة الناتجة عن اضطرارِ السفن المستهدفة لتحويل مسارها والإبحارِ حول رأس الرجاء الصالح؛ وهو ما يؤدِّي إلى اضطراباتٍ مُستمرَّةٍ في حركة التجارة الأمريكية والبريطانية والصهيونية.
وقالت مصادر بحرية أمس الخميس إن خبراء سيستأنفون هذا الأسبوع عملية محفوفة بالمخاطر لإنقاذ الناقلة “سونيون” التي استهدفتها القوات اليمنية بينما كانت تتجه للكيان الاسرائيلي في البحر الأحمر الشهر الماضي، ولا تزال تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام.