الرئيس بزشكيان عقد خلال الزیارة، التي تكشف عن أهمية دول الجوار وعلى رأسها الجار الغربي للبلاد بالنسبة للحكومة الرابعة عشرة (حكومة بزشكيان)، اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين العراقيين بما في ذلك الرئيس العراقي ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب بالوكالة، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، وعدد آخر من المسؤولين ورؤساء الأحزاب العراقية، كما عقد اجتماعات مع رجال الأعمال والإيرانيين في هذا البلد، ووقّع البلدان 14 مذكرة تعاون في مجالات مختلفة ومتعددة.
ولدى وصوله مطار بغداد، كان الرئيس السوداني في إستقبال الرئيس بزشكيان، حيث جرت مراسم إستقبال رسمية. عقب ذلك توجّه رئيس الجمهورية لزيارة النصب التذكاري لشهداء “قادة النصر” الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج أبومهدي المهندس ورفاق دربهما، الذين ارتقوا إثر العدوان الأمريكي الإرهابي قرب مطار بغداد.
وأعرب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي، عن شكره وتقديره للعراق وللحكومة العراقية على حفاوة الاستقبال، مؤكداً رغبة الجمهورية الإسلامية في تعزيز العلاقات الثنائية، والمضي في برامج التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين.
كما قدّم بزشكيان إلى السوداني لوحة تضمّنت رسالة من قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، جدد فيها تقديره وشكره للعراق حكومة وشعباً على ما جرى بذله من جهود في استقبال الزائرين في زيارة إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين(ع)، وما يمثله هذا الفعل من تجسيد للكرم الإسلامي وحُسن الضيافة العربية.
وشهد اللقاء تبادل الرئيسين الهدايا المعبرة عن عمق علاقات الصداقة بين البلدين الجارين.
* رسالة من قائد الثورة للعراقيين
وجاء في نص رسالة قائد الثورة الإسلامية، التي قدّمها الرئيس بزشكيان لرئيس الوزراء العراقي:
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية، لابدّ من كلمة شكر أتوجّه إليكم بها من أعماق قلبي، وبالنيابة عن الشعب الإيراني العظيم إليكم أنتم أصحاب المواكب، يا من تجلت بكم في أيام الأربعين أسمى درجات الكرامة والرحمة والمودة، وإلى شعب العراق العظيم بأسره، وإلى المسؤولين في الحكومة العراقية، الذين وفروا الأمن والبيئة والظروف المناسبة للزيارة، وأخص بالثناء العلماء الأجلاء والمراجع العظام في العراق الذين هيّأوا الأجواء المناسبة لهذه الزيارة وأشاعوا مشاعر الأخوة بين الناس، وبين الشعبين، وهو ما يستحق الشكر حقاً. إن ما تفعلونه -أيها الأخوة العراقيون الأعزاء- في مواكبكم المنتشرة على الطريق، ومعاملتكم الكريمة لزوار الحسين(ع)، لا نظير لها في عالمنا اليوم، كما أن زيارة الأربعين بحد ذاتها لا مثيل لها في التاريخ كذلك. فإن توفير أمن عشرات الملايين من الناس وسلامتهم، يُعد مهمة عظيمة وفريدة من نوعها في عالم اليوم غير الآمن.
لقد جسّدتم بسلوككم وأفعالكم الكرم الإسلامي وحسن الضيافة العربية، كل ذلك في محبة سيد الشهداء (سلام الله عليه). إن محبة الحسين بن علي (ع) هذه، فريدة من نوعها، ولا شبيه لها على امتداد الزمان والمكان. نرجو الله المتعالي أن يعمر قلوبكم وقلوبنا بهذه المحبة أكثر فأكثر. إن دائرة الانجذاب نحو هذه المحبة أخذة بالاتساع، بحمد الله، بدءاً من المواجهة الملحمية في غزة، وصولاً إلى كثير من المجتمعات غير المسلمة.
علي الحسيني الخامنئي
صفر الخير ١٤٤٦
*توقيع 14 وثيقة للتعاون الثنائي
عقب ذلك، تم خلال الاجتماع المشترك بين أعضاء الوفد رفيع المستوى المرافق للرئيس بزشكيان، ونظرائهم العراقيين يوم الأربعاء المنصرم، التوقيع على 14 وثيقة للتعاون الثنائي في شتّى المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية.
وتضمّنت هذه الإتفاقيات التي وقعت برعاية كل من بزشكيان والسوداني، التعاون بين طهران وبغداد في مجالات تدريب الكوادر المهنية المختصة، والرياضة، والشباب والتبادل الثقافي والفني، والتراث الثقافي، والتربية والتعليم، والإعلام والإتصالات، وتبادل القوافل السياحية والدينية، والتعاون الثنائي في المجالات الزراعية والموارد الطبيعية والبريد والضمان الاجتماعي وتدريب الكوادر الفنية والهندسية والارتقاء بمستوى الطاقات البشرية المتمرسة، وبالتالي التعاون بين غرفتي التجارة الإيرانية والعراقية.
* تنفیذ الإتفاقيات الأمنیة
وأکد رئيس الجمهوریة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي، علی ضرورة تنفيذ الإتفاقيات الأمنیة الموقعة بین إیران والعراق، بما يؤدي إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجال مکافحة الارهابیین والتصدي للأعداء.
وقال الرئيس بزشکیان: لقد عقدنا مباحثات جيدة جداً مع رئيس الوزراء العراقي وكانت فرصة جيدة جداً لزيارة البلد الصديق والشقيق العراق في أول زيارة خارجية لنا. وأوضح: تم اليوم التوقيع على 14 اتفاق للتعاون بين طهران وبغداد وهي نقطة إنطلاق لتوسيع العلاقات الثنائية. ولفت الرئيس بزشكيان إلى أنه “تمت مناقشة الأوضاع الجيو- سياسية للبلدين اللذین يعتبران نقطة وصل بين أوروبا وآسيا، وتشكيل لجنة خبراء في هذا الصدد؛ فضلاً عن الخطط الاستراتيجية وطويلة الأمد التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التعاون بين الجانبين.
وأوضح الرئيس بزشكيان: إن البلدين بحاجة إلى تنفيذ إتفاقيات التعاون الأمني الثنائية من أجل التصدي للإرهابيين والأعداء الذين استهدفوا استقرار وأمن المنطقة في الماضي. وشدد بالقول: نريد أن يكون العراق قوياً وآمناً ومستقلاً تسوده الأخوة والهدوء. مضيفاً: إنه سيعقد الطرفان اجتماعات تخصصية لصياغة المعاهدات والإتفاقيات اللاحقة بين بلدينا.
وأشار الرئيس بزشكيان إلى الجرائم المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، مصرّحاً: إن المجارز في غزة ترتكب باستخدام الأسلحة الأميركية والغربية، مما يكشف زيف إدعاءات واشنطن والدول الأوروبية بشأن الدفاع عن حقوق الإنسان.
*أهمية تفعيل خطوط النقل لتبادل البضائع
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، أن “العلاقات العراقية – الإيرانية تتميز بمستواها العالي، وهي تضم العديد من الروابط التاريخية، والدينية، والثقافية، والمصالح والعلاقة المتينة القديمة جداً بين الشعبين المسلمين الجارين”.
وحول مباحثاته مع الرئيس بزشكيان، قال الرئيس السوداني: المباحثات تناولت الشراكة الثنائية الاستراتيجية المتعددة المجالات، وهي ركيزة أساسية في دعم خطط الحكومتين، ومفتاح للتكامل الاقتصادي؛ مشيراً الى أن “المباحثات أكدت على تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي بين البلدين، وقطعنا شوطاً من جانبنا في الربط السككي لنقل المسافرين، خط (البصرة – شلمجة)، الذي سيسهل انتقال مواطني البلدين خاصة في مواسم الزيارات الدينية”.
واستطرد بالقول: تم التباحث بأهمية تفعيل الربط لنقل البضائع، خاصة مع مشروعنا الكبير “طريق العراق للتنمية”، وتناولت المباحثات مشروع الطريق البري خسروي – المنذرية – بغداد، ونعمل على إحالة المنفذ الحدودي في تلك المنطقة ليكون جاهزاً لهذا الخط الاستراتيجي المهم”، موضحاً أنه “تم التركيز على مشروع المناطق الصناعية الحدودية، والتي تمت تهيئتها في 3 محافظات هي واسط، قرب مدينة جصّان، وميسان، والبصرة، إضافة الى المدينة الاقتصادية التي خصصنا لها 2000 دونم في منطقة زرباطية”.
وأردف السوداني: أنه “تم التطرق إلى عمل الشركات الإيرانية، خصوصاً أنها شركات كفوءة ومهمة، سبق أن نفذت مشاريع مهمة في مجال البنى التحتية”؛ مبيناً أن “موقف العراق كحكومة، داعم لتوسعة التعاون الاقتصادي الإيراني مع دول المنطقة، وتوسعة الشراكات ستنعكس إيجاباً على مستوى الاستقرار الإقليمي”. كما ثمّن السوداني موقف إيران الداعم للعراق في تجهيز الغاز لتشغيل محطات الكهرباء، رغم الظروف التي رافقت تسديد المستحقات بسبب العقوبات الظالمة.
عقب ذلك، إلتقی الرئيس بزشكيان، نظیره العراقي عبداللطيف جمال رشيد، وبحث معه القضايا ذات الإهتمام المشترك.
كما التقى رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب العراقي بالوكالة محسن المندلاوي، وأكد خلال اللقاء على أهمية توثيق التعاون بين العراق وإيران في المجالات كافة. وأشار بيان صادر عن مكتب مجلس النواب العراقي الى أنه “جرى خلال اللقاء الموسع الإتفاق على ضرورة تفعيل الخطط الاستراتيجية والإتفاقيات الثنائية، لاسيما الأمنية والاقتصادية والمتعلقة بضبط الحدود المشتركة ومنع كل أشكال التهريب”، فيما جدد “الجانبان إدانتهما لجرائم الإبادة الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة ، والتذكير بمواقف البلدين فيما يخص دعم الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وعقب لقائه الرئيس ورئيس مجلس الوزراء العراقيين وبعد المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع السوداني، أجرى الرئيس بزشكيان، مباحثات مع رئيس مجلس القضاء الأعلى في بغداد، وبحث معه سبل تعزيز التعاون القضائي بين البلدين الجارين.
* الإجتماع بالرعايا الإيرانيين المقيمين في العراق
وأمام اجتماع بمبنى المستشارية الثقافية الإيرانية في بغداد يوم الأربعاء المنصرم؛ وبحضور جمع من الرعايا الإيرانيين المقيمين في العراق، أكد رئيس الجمهورية، في إشارة الى الجرائم المهولة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بغزة، ان هذا الكيان يواصل تلك المجازر في حق الشعب الفلسطيني داخل القطاع بذريعة الدفاع عن النفس.
وأضاف الدكتور بزشكيان: عندما يقع حادث صغير في بلادنا تتسارع وسائل الإعلام العالمية الى تغطيته والترويج لـ”انتهاك حقوق الانسان في الجمهورية الاسلامية”؛ لكن هناك كم هائل من المجازر التي تحدث إثر قصف الكيان الصهيوني باستخدام القنابل والصواريخ على رؤوس النساء والأطفال والشبان الفلسطينيين؛ لكن العالم الذي يدعي الدفاع عن حقوق الانسان اتخذ جانب الصمت قبال جميع هذه الجرائم.
وتابع رئيس الجمهورية: إن المجتمع الدولي تقاعس في وضع حدّ لتلك المجازر، بل اعتبر ذلك بمثابة “الدفاع عن النفس”؛ واصفاً هذا النهج الذي يمضي عليه العالم (الغربي) اليوم تجاه التطورات بغزة، انه “قتل المروءة والرجولة”.
وعزا بزشكيان أسباب تمادي الكيان الصهيوني في جرائمه إلى إنعدام الوحدة والتماسك داخل العالم الاسلامي. كما تطرق الى الحظر الأمريكي الظالم والمفروض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمشاكل الراهنة في البلاد، مصرحاً: نحن قادرون على تجاوز هذه التحديات بفضل الوحدة والتماسك والوئام الوطني واتباع تعاليمنا الدينية.
*إحدى رسائل زيارة رئيس الجمهورية
وأكد رئيس الجمهورية إن إحدى رسائل زيارته للعراق، هي الإعلان عن الوحدة والتماسك بين البلدان الاسلامية، وقال: إن اتّحدت الدول الاسلامية فيما بينها، فلن تجرؤ أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني على قصف المسلمين بهذه البساطة.
وأعرب الرئيس بزشكان، خلال لقائه مساء الأربعاء، أعضاء الاطار التنسيقي الشيعي وكبار القادة السياسيين في العراق، عن ارتياحه لهذا اللقاء، شاكراً العراق حكومة وشعباً لكرم الضيافة في مسيرة الأربعين، معتبراً هذا التضامن مبعث عزة وسمو للشعبين.
وأعرب عن ارتياحه لنتائج هذا الإطار للتعامل السياسي للشيعة في العراق، قائلاً: إن سبب نجاحنا يكمن في الرؤية واللغة المشتركة، بينما يقاسي المسلمون اليوم من الفرقة.
ودعا الرئيس بزشكيان إلى الاتحاد حول رؤية وشعار واحد، مضيفاً: إن محاولات الأعداء تصبّ جميعها في خانة إيجاد بؤر مختلفة في المجتمعات الاسلامية، لكي ينحو أي شخص منحاه وأن يحصل الضياع في المجتمع، في حين أن الوحدة والانسجام هما السبيل لمعالجة مشاكلنا.
وحضر اللقاء عدد من كبار القادة السياسيين في العراق بمن فيهم السيد عمار الحكيم والسيد محمد شياع السوداني والسيد نوري المالكي والشيخ قيس الخزعلي والسيد هادي العامري والسيد حيدر العبادي و…، إذ عبر بعضهم عن وجهات نظره ورؤاه.
*التآزر بهدف معالجة المشاكل
ودعا رئيس الجمهورية، خلال لقائه رجال الأعمال والتجار الإيرانيين المقيمين لدى العراق الذي جرى بمبنى السفارة الايرانية في بغداد برعاية سفير البلاد لدى العراق محمدكاظم آل صادق، دعا إلى التكاتف والتآزر من أجل تسوية المشاكل الراهنة، وأضاف: لقد جئنا إلى العراق من أجل تسهيل عمل رجال الأعمال والمستثمرين الإيرانيين لدى هذا البلد.
وأكد رئيس الجمهورية بأن المشاكل يمكن حلّها من خلال التعاون والتآزر حتى تتدفق التجارة والإنتاج بسهولة بين البلدين إيران والعراق. وأضاف: إن التعامل التجاري والاقتصادي بين إيران والعراق، صفقة ذات اتجاهين ويجب أن يستفيد منها الطرفان.
ومن خلال التحقق من وجود معوقات في طريق التنمية الاقتصادية والتجارية والاستثمار بين البلدين، أكد بزشكيان على ضرورة إنشاء فرق عمل خاصة ووضع خطة طويلة الأمد لتذليل العقبات وتطوير التبادلات التجارية والاقتصادية والاستثمار بين البلدين.
*ويزور إقليم كردستان العراق
وعقب لقاءاته المُكثّفة في بغداد، توجّه رئيس الجمهورية، الخميس المنصرم وفي اليوم الثاني من زيارته للعراق، إلى إقليم كردستان العراق، وكان في استقباله رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، وعقد الرئيس بزشكيان خلال زيارته للاقليم، لقاءات مع رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس وزرائه مسرور بارزاني، كما إلتقى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستان العراقي مسعود بارزاني وقادة الأحزاب والمجموعات السياسية في الإقليم. وهذه هي الزيارة الأولى لرئيس الجمهورية إلى إقليم كردستان العراق. وعُقد إجتماع ضم رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان والوفد المرافق له، وكبار مسؤولي اقليم كردستان العراق.
ووجّه الرئيس بزشكيان رسالة لمواطني إقليم كردستان العراق، باللغة الكردية، قائلاً: إن العلاقات بين إيران وإقليم كردستان العراق طيبة، ونعمل بالاستعانة بالله على تعزيزها.
وأكد رئيس الجمهورية، خلال لقائه المسؤولين في إقليم كردستان العراق، حرص الجمهورية الاسلامية الايرانية على توطيد التعاون الاقتصادي والتجاري مع الإقليم، قائلاً: إنه بالتوازي مع تعزيز التعاون، لابد من إرساء الظروف الأمنية اللازمة لتعزيز التبادل والتعامل الاقتصادي والتجاري لاسيما في المناطق الحدودية. وقال الرئيس بزشكيان: “إني لا أشعر بالغربة هنا. كما أرى من الضروي مرة أخرى أن أعرب عن شكري لمشاركة رئيس اقليم كردستان العراق في مراسم تشييع رئيس الجمهورية الشهيد”.
عقب ذلك، توجّه رئيس الجمهورية إلى مدينة السليمانية، وكان في استقبال الرئيس بزشكيان لدى وصوله الى مطار السليمانية، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق بافل طالباني. وحضر رئيس الجمهورية بداية عند قبر المغفور له جلال طالباني الرئيس العراقي الراحل، ليضع إكليلاً من الزهر على قبره تحيّة له.
وبعد زيارته السليمانية، توجه الرئيس بزشكيان لزيارة مدن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والبصرة.
وقام الرئيس بزشكيان، الخميس، بزيارة مرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(ع) في مدينة النجف الأشرف، وأجرى بعد ذلك زيارة إلى مرقد الإمام الحسين وسيدنا أبي الفضل العباس عليهما السلام في كربلاء المقدّسة، وكان قد زار خلال تواجده في بغداد مرقد الإمامين الكاظم والجواد عليهما السلام.
* الوحدة لوقف جرائم الصهاينة والرقي بشعوب المنطقة
وعقب زيارة مرقد الإمام الحسين(ع)، توجّه الرئيس بزشكيان، الجمعة، إلى مدينة البصرة (جنوب العراق) وسط استقبال حار. والتقى بعد إقامة مراسم إستقبال كبيرة له، مع النخب وعشائر البصرة، حيث قال خلال هذا اللقاء: “إذا تآخى المسلمون مع بعضهم البعض، فلن يمتلك الصهاينة الجرأة على إرتكاب المجازر ضد المسلمين”، ولفت إلى كلام من أميرالمؤمنين الإمام علي (ع)، وقال: “لم يقل الإمام علي عليه السلام أن المؤمنين متساوون مع المؤمنين؛ لكنه قال إن المسلمين متساوون مع المسلمين”. وتابع: “إذا قمنا نحن المسلمون من كل مذهب ومعتقد بالتآخي بيننا، فهل تستطيع “إسرائيل” أن تذبح المسلمين؟”.
ودعا رئيس الجمهورية المسلمين في أنحاء العالم إلى الوحدة، وقال: “الانقسام هو هوّة من النار، عندما نختلف مع بعضنا البعض، سنكون في النار”. ولفت بزشكيان الى خلفية أرضيات ظهور الاتحاد الأوروبي، وأضاف: “عندما ننظر إلى التاريخ، نجد أن الأوروبيين كانوا يقتلون بعضهم البعض نحو ما يقرب من مائة عام؛ لكن هذه الدول اتفقت في النهاية بعضها البعض وتوصلت إلى عملة واحدة واتحاد موحد من أجل مصالحها الخاصة”. وتابع: “حالياً نرى المواطن الأوروبي يمكنه ركوب القطار والسفر مثلاً من فرنسا إلى جميع الدول الأوروبية”، متسائلاً: “لماذا لا نستطيع نحن في المنطقة السفر بسهولة إلى مدن مختلفة في دول غرب آسيا؟”.
وصرح: “يجب أن يكون رجال الأعمال والأكاديميون والعلماء والحرفيون والمسلمون قادرين على التواصل بشكل وثيق مع بعضهم البعض”، مؤكداً: “نحن إخوة من حيث المعتقدات والثقافات التاريخية، كنا جميعاً معاً، والآن علينا أن نتكاتف مرة أخرى ونعود ما كنا عليه”.
وخاطب الرئيس بزشكيان الحاضرين، وقال: “الإخوة والأخوات الأعزاء! إنه في مصلحة الأعداء أن نختلف ونتخاصم بعضنا مع البعض، فكلّ رسالة وصوت يسبب الخلاف والانقسام بين المسلمين هي رسالة شيطانية”.
وخلال حضوره المركز الثقافي النفطي في المحافظة، وسط حضور مسؤولين محليين وشيوخ عشائر وأوساط ثقافية وإعلامية واقتصادية واجتماعية، تمّ إهداء البشت البصراوي للرئيس بزشكيان.