الوفاق/
تمت ازاحة الستار عن كتاب “مقر الحاج باقر” من تأليف امير حسين والا والذي يضم مذكرات ابن محافظة هرمزغان باقر نوري زاده، المقاتل والغواص المعوق من فترة الدفاع المقدس، وذلك في مسجد حضرة أبو الفضل(ع) في بندر عباس.
حاول مؤلف هذا الكتاب أن يصف أخلاق الحاج باقر وشخصيته في التعامل مع الشباب والمراهقين ودوره الإرشادي لهم ليتوجهوا إلى المساجد.
وذكر سعيد عبدلي زادة رئيس مركز هرمزغان للفنون أن إزاحة الستار عن هذا الكتاب حدث ثقافي وفني ثمين وقال: الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب عن أحد المحاربين وصانعي الشرف، والأهم من ذلك، كان أحد اهم مراكز تنمية الموارد البشرية في الثورة الإسلامية.
وتابع: هذا الكتاب ليس النوع المعتاد من المذكرات ولكن أهمية معالجته تعود إلى المقر حيث نجتمع اليوم في هذا المكان.
ذكر عبدلي زادة ان مسجد حضرة أبو الفضل(ع) نقطة محورية للتقدم والتعليم في مناطق محافظة هرمزغان، والتي كانت مكان تجمع ونشاط مقاتلي التعبئة منذ ما قبل الثورة الإسلامية.
وأضاف: مؤلف مقر الحاج باقر تحدث في كتابه عن مكان مقدس كمسجد هو محور شخص جهادي ومحارب، في حين أن الثماني سنوات من الدفاع المقدس ما هي إلا جزء من نشاطاته وتضحياته.
وفي إشارة إلى الجملة القائلة بأن المحور التربوي الرئيسي للحضارة الإسلامية والثورة، أي المسجد، هو أحد السمات الخاصة والمهمة لنهج المؤلف في هذا الكتاب، قال: هذا المسجد كان منذ القدم مقراً للتربية الدينية والانسانية للكثير من الاجيال وهو استمرار للتواصل بين الأجيال الذي كان قائماً منذ بداية الستينيات، وكثير من الشباب نشأوا من قلب هذا المسجد واصبحوا اشخاصا مميزين كالشهداء.
كما أشار مدير عام الثقافة الإسلامية والإرشاد في هرمزغان إلى أهمية العملية العسكرية “كربلاء الخامسة” وقال: شهر يناير وهذه الأيام تذكرنا بعملية كربلاء الخامسة التي انطلقت برمز السيدة الزهراء(ع).
وأضاف إسماعيل جهانجيري: مقاتلو ثماني سنوات من الدفاع المقدس هم أصول ثمينة نعيش بجانبهم، لكننا لا ندرك أهمية وجودهم في حياتنا ومدينتنا، وهذه مبادرة من قبل قطاع الفن لتقديم كتاب سيرة مقاتل في مثل هذا المكان والتي هي جديرة بالثناء.
واستكمالا لهذا الحفل قال باقر نوري زاده من محافظة هرمزغان وأحد مقاتلي فترة الدفاع المقدس إنني كنت في الصف الثالث الاعدادي عندما انتصرت الثورة وتغير مسار حياتي وشاركت في أنشطة ثورية مع زملائي ثم نشبت الحرب.
وأضاف: كنت طالبا في السنة الثانية بالمدرسة الثانوية، وفي عام 1980، لأنني كنت قصيراً، تم إخراجي مع بعض أصدقائي من الحافلة حتى قام القائد دانشمند، رئيساً لقوات التعبئة بارسالي الى جبهات القتال بعد كثير من البكاء والالتماس. وقال هذا الغواص من فترة الدفاع المقدس: عندما كنا في طريقنا الى سوح القتال التقينا بأناس مختلفين عنا، وفي أول رحلة لنا إلى الجبهة كنا خمسة من نفس المنطقة والمسجد.
ومضى نوري زاده في سرد ذكرياته عن إرساله إلى الجبهة وقال: في مطلع الستينيات أُرسلنا إلى الجبهة مع الشهيد غلام أبسينه وخمسة من هذا المسجد، ونحن أصدقاء منذ ذلك الوقت. وتابع: “تزوجت في نهاية عام 1981، وظن البعض الآخر بما اني تزوجت، سأتوقف عن الذهاب إلى مناطق الحرب، لكن الله وفقني من خلال تشجيع زوجتي على الذهاب إلى الجبهة، التي بقيت فيها حتى عام 1988.
وقال هذا الجندي المتقاعد من فيلق الإمام السجاد(ع) في هرمزغان إنه كان غواصاً وفدائياً في عمليات كربلاء الخامسة وأوضح: رغم أن زوجتي أنجبت لنا ثلاثة أطفال عام 1986، في الحر والبرد في ذلك الوقت وقلة المرافق، لم تشتكي مني ابداً في حين كنا نعيش في حي حيث كانت الحرارة شديدة للغاية عند انقطاع التيار الكهربائي.
وخاطب نوري زاده المراهقين والشباب وقال: كانت الحرب شيء لو كنتم في سننا لذهبتم للدفاع، ومن اختار طريق سواء كان صائبا أو خاطئا سيواصل حتى النهاية. نحن نحب الإمام الخميني (رض) وشاركنا في الأنشطة الثورية ووقفنا دائماً بجانب هذه الثورة واليوم نحن مستعدون للتضحية بأرواحنا من أجلها.
تحولت شخصية الحاج باقر والأطفال إلى مسجد وقال أمير حسين والا، مؤلف كتاب “قاعدة الحاج باقر”: “بعض الأعمال من الأعمال المتأخرة، في هذا الكتاب شخصية شابة من حي تبة أكبر شهر تعشق كرة القدم والكرة الطائرة، لكن أمناء” المسجد في حيهم السابق عارض هذا العمل وقالوا إنك تكسر الزجاج والمزهريات وتتلف.
وتابع: كان هذا المراهق يمشي من تل الله أكبر إلى مسجد حضرة أبو الفضل في حي شيرسوم مشياً لمجرد حب لعب كرة القدم، وكان الحاج باقر هو من سمح له ولأصدقائه بلعب كرة القدم في باحة المسجد وبشكل تدريجي. هذا الشاب وأصدقاؤه وقعوا في حب أخلاق الحاج باقر وشخصيته، وبهذه الطريقة أصبحوا نشطين في مدرسة الحاج باقر المسجدي.
كان مسجد حضرة أبو الفضل(ع) في حي شيرسوم بمدينة بندر عباس (جسر خواجو) أحد المقرات المهمة للمراهقين والشباب خلال الثورة والدفاع المقدس.
ومن أعمال أمير حسين والا الأخرى مسلسل “انتهاك القصد نوع من كسر العادة” و”أزقة الشهداء” و “لم يسألني أحد” و”هناك حرب في حارتنا اليوم” و “بجانب الحج”.
بدأت عملية كربلاء الخامسة، التي تعتبر أعنف وأكبر عملية دفاع مقدس، برمز يا زهراء في 19 كانون الثاني (يناير) 1986 تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني في منطقة شلمجة في ترعة ماهي (شرق البصرة) واستمرت 70 يوماً.
لعبت كتيبة هرمزغان 422 دوراً مهماً في عمليتي كربلاء الرابعة والخامسة، في الواقع ، لا يزال كسر خطوط عمليات كربلاء الخامسة لغزاً لم يحله قادة جيوش العالم والاعداء.
محاربو محافظة هرمزغان، بسبب معرفتهم بالمناطق المائية وبسبب العيش في منطقة مناخية سيئة، يتمتعون بقدرة عالية على التحمل، وكانوا مسؤولين عن الاستطلاع في العديد من العمليات، وكغواصين في العديد من الحروب، كانوا فدائيين أطلقوا العمليات العسكرية.