في حين قال قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبدالملك الحوثي، أن “العملية التي تمّ تنفيذها بصاروخ ذي تقنية عالية تجاوز منظومات العدو وقطع مسافة تقدّر بـ2040 كم”، مؤكداً أنّ العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.
في غضون ذلك، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان، صباح الإثنين، تموضعات لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية.
وزارة الصحة اللبنانية بدورها أعلنت “استشهاد شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح في غارة صهيونية على بلدة حولا” جنوب البلاد.
وفي الضفة، أصيب 7 فلسطينيين بجروح إثر اعتداء مستوطنين على مدرسة في الضفة الغربية، بينما نفذت قوات الاحتلال المزيد من الاقتحامات والاعتقالات بحق السكان.
بالتزامن واصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية ضدّ قطاع غزة، لليوم الـ346، بحيث استهدفت غاراته وآلياته مختلف المناطق، مخلّفةً مزيداً من الشهداء والجرحى.
وقد انتشلت فرق الدفاع المدني أكثر من 15 مصاباً جراح بعضهم خطرة. وتم نقلهم إلى مستشفى العودة بالمخيم ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
* إسقاط طائرة “MQ9” في أجواء محافظة ذمار
في التفاصيل، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، نجاح الدفاعات الجوية اليمنية في إسقاط طائرة أميركية من نوع “MQ9″، في أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة ذمار، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومقاومته، ورداً على العدوان الأميركي – البريطاني على اليمن.
وأوضح سريع أنّ الطائرة كانت تنفذ مهام عدائية، وقد تم إسقاطها بصاروخ أرض – جو محلي الصنع.
وأكد سريع أنّ هذه الطائرة هي الثالثة خلال أسبوع، والـعاشرة من هذا النوع التي تنجح القوات المسلحة اليمنية في إسقاطها خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، إسناداً لقطاع غزة ومعركة “طوفان الأقصى”.
وشدّد سريع على أنّ القوات المسلحة مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية النوعية في البر والبحر، وأنّ العمليات لن تتوقف إلا عند وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وتعليقاً على هذه الحادثة، قالت وسائل إعلام صهيونية أنّ هذه هي المسيّرة العاشرة التي يسقطها اليمنيون منذ بداية الحرب، لافتةً إلى أنّ تكلفة كل واحدة منها نحو 33 مليون دولار.
وتأتي هذه العملية بعد يوم واحد فقط من عملية اليمن النوعية التي استهدفت “تل أبيب” للمرة الثانية، ولكن هذه المرة عبر صاروخ بالستي فرط صوتي، وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها “إسرائيل” بصاروخ فرط صوتي منذ تاريخ إنشائها.
*السيد الحوثي: “القادم أعظم”
وفي كلمةٍ له بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، أكد قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي أنّ عمليات القوات المسلحة اليمنية مستمرّة طالما استمرّ العدوان والحصار على غزة، وأنّ الموقف اليمني ثابت حتى تطهير فلسطين من براثن الاحتلال، مشدّداً على “ثبات الشعب اليمني على موقفه المبدئي في مواجهة الطاغوت والاستكبار”.
كما شدّد السيد الحوثي على نجاح عمليات القوات المسلحة اليمنية البحرية “ضدّ السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني والأميركي والبريطاني”، مؤكداً أنها في غاية التأثير.
وأكد قائد حركة أنصار الله التواصل والتنسيق مع محور الجهاد والمقاومة، لافتاً إلى أنّ “القادم أعظم بإذن الله”.
وكانت مسيرات مليونية قد انطلقت في الساحات والمدن اليمنية، الأحد، للاحتفاء بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وتوافدت حشود شعبية كبيرة إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والساحات في محافظات صعدة وإب والحديدة ومناطق يمنية أخرى، احتفاءً بالمولد النبوي الشريف.
*استهداف موقعي المطلة وبركة ريشا
وفي الجبهة الشمالية عند الحدود مع لبنان، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية صباح يوم الاثنين تموضعات لِجنود العدو في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية، دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة إسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة.
كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان موقع بركة ريشا بقذائف المدفعية.
في المقابل أعلنت وزارة الصحة اللبنانية “استشهاد شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح في غارة صهيونية على بلدة حولا” جنوب البلاد.
يأتي ذلك بينما قالت الإذاعة الصهيونية أن قائد لواء الشمال بجيش الاحتلال الصهيوني أكد أن قواته جاهزة لاحتلال شريط أمني على الجانب اللبناني، حسب زعمها.
*استمرار المجازر في قطاع غزة
وفي القطاع تركّزت الاستهدافات الصهيونية لليوم الـ346 على رفح، حيث قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية والغربية للمدينة، وسط إطلاق قنابل إنارة.
وتوغّلت القوات الصهيونية في منطقة الشاكوش، غربي مواصي رفح، وأطلقت النيران في اتجاه مخيمات النازحين.
كما نسفت مباني سكنيةً في الحي السعودي، غربي رفح، وسط قصف مدفعي على مناطق وسط المدينة وشرقيها.
واستشهد شخصان على الأقل، بينما أُصيب آخرون، من جراء استهداف الاحتلال منزلاً في شمالي المدينة، وفق ما أكد الدفاع المدني في قطاع غزة.
الاستهدافات الصهيونية انجرت أيضاً على وسط القطاع، حيث ارتكب الاحتلال مجزرةً في محيط “مقبرة القسّام” في مخيم النصيرات، استشهد فيها 10 أشخاص، بينما جُرح 15 آخرون، بعضهم يعانون إصابات خطرة.
واستهدف الاحتلال شمالي غربي النصيرات بالقصف المدفعي، في حين نسف مباني سكنيةً في شمالي شرقي مخيم البريج، الذي استهدفته غارة صهيونية أيضاً.
أما في حي الزيتون، جنوبي شرقي مدينة غزة شمال القطاع، فاستهدفت طائرات الاحتلال منزلاً، ما أدى إلى ارتقاء 5 شهداء على الأقل، وإصابة عدد من الأشخاص.
ونسف الاحتلال مباني سكنيةً في الحي، تزامناً مع إطلاق آلياته النيران المكثّفة على جنوبي غربي مدينة غزة.
ويُضاف هؤلاء الشهداء والجرحى إلى 41206 شهيداً و95337 جريحاً تم تسجيلهم، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بحسب الإحصائية الأخيرة التي نشرتها وزارة الصحة في قطاع غزة.
وفي غضون ذلك، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذّر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، بسبب تراكم الأنقاض والقصف الصهيوني المتواصل.
*حملة دهم واعتقالات في الضفة
هذا وشنّت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الاثنين، حملة دهم واعتقالات وتفتيش في الضفة الغربية تخللها تصدٍ من مقاومين فلسطينيين.
وأفادت المؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى أنّ قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من الفلسطينيين من الضفة الغربية، حيث جرى تحويلهم إلى التحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال، بذريعة التصدّي للقوات الصهيونية وللمستوطنين.
وتركّزت الاقتحامات في مختلف محافظات الضفة، وخصوصاً في المخيمات، حيث دهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل، وفتشتها وعاثت بها خراباً، وأخضعت قاطنيها لتحقيقاتٍ ميدانية، وذلك بعد احتجازهم لساعات.
*مقاومون يتصدون لقوات الاحتلال
وفي نابلس، تصدى مقاومون فلسطينيون لقوات الاحتلال بإطلاق النار خلال اقتحامها مدينة نابلس.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم العين بعددٍ من الدوريات، وانتشرت في عدّة أماكن فيه، ودهمت بعض منازل الفلسطينيين. كما دهمت قوات الاحتلال منزل الأسير محمد خالد أبو رانجو في مخيم العين غربي المدينة، علماً أنّه اعتقل قبل أيام.
في السياق نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال قرية عوريف جنوب نابلس بعددٍ من الدوريات، ودهمت بعض المنازل فيها، وأخضعت قاطنيها لتحقيقاتٍ ميدانية، وذلك بعد احتجازهم لساعات.
وأصيب شاب بالرصاص الحي وآخر بجروح بعد تعرضه لاعتداء بالضرب خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم بلاطة شرق نابلس.
واعتقلت قوات الاحتلال طفلاً ووالده من قرية الجفتلك شمال مدينة أريحا.
واعتقلت قوات الاحتلال شقيقين، وذلك بعد دهم منازلهما خلال اقتحام مخيم عقبة جبر في أريحا.
واندلعت مواجهات مع قوات في بلدة بيت لقيا، غرب رام الله، أطلق خلالها الجنود الرصاص تجاه الفلسطينيين من دون أن يبلغ عن إصابات.
واعتقلت قوات الاحتلال شاباً من بلدة دير عمار، كما دهمت عمارة سكنية خلال اقتحام حي المصايف في المدينة.
وفي قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء فيها، واعتقلت شاباً من منزله في شارع النفق جنوب المدينة. كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على أحد الشبان خلال اقتحام بناية سكنية في حي داود في مدينة قلقيلية.
*عملية طعن في القدس المحتلة
وكان ضابط في صفوف شرطة الاحتلال الصهيوني أصيب الأحد في إثر عملية طعن في القدس المحتلة.
وقبل أيام، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة، وصل إلى أكثر من 10 آلاف و700 حالة لا تتضمن حالات الاعتقال في قطاع غزة، والتي تُقدر بالآلاف.
يُذكر أنّ الضفة الغربية تشهد حالات اشتباك يومية تصاعدت منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إذ تتعرض بلداتها ومدنها لاقتحامات يومية تتخللها حملات اعتقالات واسعة، فيما يرتقي شهداء ويصاب آخرون بنيران الاحتلال خلال تصديهم.
وفي القدس المحتلة، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني اعتقال 10 من عائلة منفذ عملية الطعن في باب العامود، وذللك لاستجوابهم.
*مستوطنون يعتدون على مدرسة بغور الأردن
إلى ذلك أصيب 7 فلسطينيين بجروح إثر اعتداء مستوطنين على مدرسة في الضفة الغربية، بينما نفذت قوات الاحتلال المزيد من الاقتحامات والاعتقالات بحق السكان.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني جرح 7 مواطنين إثر اعتداء مستوطنين على مدرسة عرب الكعابنة الأساسية في المعرجات شمال غرب أريحا بغور الأردن.
وقد اعتدى المستوطنون بالضرب على الطلبة والمعلمين وأوثقوا رباط مدير المدرسة.
وأفاد المحامي حسن مليحات أن المستوطنين ما زالوا يحاصرون المدرسة وينكلون بطلابها.
ومن جانب آخر، أفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل بالضفة الغربية وداهمت منزل الشهيد عبد القادر القواسمي.
ونقلت وسائل الإعلام أن قوات خاصة صهيونية اقتحمت مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم بالضفة الغربية.
وقال شهود عيان، أن قوات جيش الاحتلال الصهيوني اقتحمت مخيم الدهيشة في بيت لحم وإن مواجهات اندلعت بينها وبين فلسطينيين.
وأشار الشهود إلى أن قوات جيش الاحتلال تقوم بنشر القناصة على أسطح المباني في المخيم.
وفي ذات السياق، استشهدَ شاب فلسطيني، فجر الاثنين، متأثرا بإصابته في قصف نفذته مسيرة صهيونية قبل 10 أيام على مدينة طوباس شمال الضفة المحتلة.
*السنوار يوجّه رسالةً مباشرةً قريباً
من جهته كشف القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أنّ رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، “سيوجّه قريباً رسالةً مباشرةً إلى الشعب الفلسطيني والعالم”.
وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أكد حمدان أنّه “من المستحيل تخيّل سيناريو يغادر فيه السنوار قطاع غزة، مشدداً على أنّ رئيس الحركة “مستعد ليستشهد ألف مرة، وألا يغادر فلسطين، لأنّ كل ما يفعله هو لتحريرها”.
وبعدما دخلت ملحمة “طوفان الأقصى” الشهر الـ12، عجزت خلالها القوات الصهيونية عن تحقيق هدفها المتمثل بالقضاء على حماس، شدّد حمدان على أنّ الحركة “لا تزال تحتفظ بقدرة عالية على الاستمرار” في الحرب ضدّ الاحتلال الصهيوني.
إلى جانب ذلك، أكد القيادي في حماس “حصول تراكم في الخبرات وتجنيد أجيال جديدة في المقاومة”، موضحاً أنّ “ثمة كسباً وتطوراً يتحققان مقابل التضحيات والخسائر”.
وأضاف: “المحصلة النهائية هي أنّ هذه المقاومة لا تزال قادرةً، بل أكثر من ذلك، هي ستكون أكثر قدرةً على الإبداع في الأيام المقبلة”.
كذلك، رأى حمدان أنّ الولايات المتحدة لا تبذل ما يكفي من الجهد لإجبار رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، على “تقديم تنازلات من شأنها أن تضع حداً لإراقة الدماء، بل تحاول تبرير تملّص الاحتلال من أي التزام”.
*حمدان: الكيان الصهيوني ليس محصن
القيادي في حركة حماس علّق أيضاً على العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية، الأحد، والتي استهدفت “تل أبيب” بصاروخ بالستي فرط صوتي، مؤكداً أنّها “أظهرت محدودية قدرة القوات الصهيونية على الدفاع عن نفسها، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي الذي تتباهى به كثيراً”.
ورأى حمدان أنّ العملية تمثّل رسالةً لكل المنطقة، مفادها أنّ “الكيان الصهيوني ليس كياناً محصّناً”، فـ”حتى القوات الصهيونية بقدراتها وتقنياتها ليست قادرةً على منع الوصول إليها وإصابتها”.
وأضاف، في السياق نفسه، أنّ إمكان تطوّر الفعل المقاوم ضدّ الاحتلال الصهيوني “ممكن وحقيقي، وليس شيئاً من الأوهام أو الآمال غير القابلة للتحقيق”.
وتابع بأنّ مسؤولي حماس وممثلي الفصائل الفلسطينية الأخرى سيلتقون قريباً في القاهرة، من أجل مناقشة الرؤى لما بعد الحرب، موضحاً أنّه “تم الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني” تدير شؤون القطاع.