ينطبق ذلك تماما على صاحب الأصول الإفريقية ألفونسو ديفيز، نجم بايرن ميونخ، الذي لعبت العائلة معه دور كبير في حياته، رغم الظروف القاسية التي مرت بها.
من الحرب في ليبيريا إلى مخيم داخل الحدود الغانية، وصولا لموافقة كندية على طلب الهجرة، تمثل محطات مهمة في حياة النجم ألفونسو ديفيز، قبل احتراف كرة القدم، والتي قادته لأن يصبح سفيرا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
الهروب من الجحيم
نقل ألفونسو ديفيز عن والديه، أنه نجا من حياة السلاح والقتال، عندما هربت عائلته من ليبيريا إلى مخيم لاجئين في غانا، حيث ولد في مخيم للاجئين هناك عام 2000 لأبوين اضطرّا للفرار من الحرب الأهلية في بلدهما.
وقال ديفيز، في تصريحات لموقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: “حدثني والداي عن الحرب في ليبيريا، وفي تلك الظروف كان أماهما حلان إما أن يكونا طرفا في الحرب أو أن يغادرا البلاد. والداي لم يرغبا في حمل السلاح، فقررا المغادرة، وأنا سعيد بأنهما فعلا ذلك”.
وأضاف: “لقد وفّر المخيم مكانا آمنا لعائلتي عندما اضطررنا للفرار من الحرب، ولكنني أتساءل عمّا كان سيحل بي إذا بقيت هناك، لا أعتقد بأنني كنت سأتمكن من تحقيق ما وصلت إليه الآن”.
وتابع: “رغم أن ذكرياتي عن مخيمات اللجوء ضعيفة، إلا أنني أذكر أن عائلتي كانت لا تجد ما يكفيها من الطعام أحيانا. لقد خاض والديّ مشوارا صعبا، ولكنهما حظيا باستقبال رائع ومُنحا فرصة الإقامة، وأصبحت حياتهما أفضل”.
ولادة بطل جديد
كان ديفيز في الخامسة من العمر عندما أعيد توطين عائلته إلى كندا، وبدأ بلعب كرة القدم كمحترف عندما كان عمره 15 عاما.
وبعد عام واحد فقط، لعب للمنتخب الوطني للمرة الأولى، ليصبح بذلك أصغر لاعب في تاريخ المنتخب الكندي لكرة القدم ينضم إلى تشكيلة الفريق الأول.
وفي 2023، أصبح ديفيز أول لاعب كرة قدم كندي يسجل هدفا لمنتخب بلاده في كأس العالم لكرة القدم.
السفير ألفونسو ديفيز
في مارس/آذار 2021، أصبح ألفونسو أول لاعب كرة قدم كندي يتم تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين. وأكد وقتها: “لقد وعدت والداي بأنني لن أتغير، وأنا سعيد بالنجاح الذي حققته، ولكنني لن أنسى أصولي، وأريد أن تكون قصتي حافزا لكل لاجئ، فيقول إذا نجح هو، فلماذا لا أنجح أنا أيضا”.
وعن رسالته في هذا الشأن، قال ألفونسو: “أريد أن يعي الجميع أهمية مساعدة اللاجئين أينما حلوا، سواء كانوا في المخيمات أو المدن أو الدول المجاورة، أو في دول إعادة التوطين مثل كندا”.
وأضاف: “اللاجئون بحاجةٍ إلى دعمنا ليس للنجاة فحسب، بل أيضا للوصول إلى التعليم والرياضة ليتمكنوا من الاستفادة من قدراتهم وتحقيق الازدهار”.
مساوئ إعادة التوطين
لم تكن حياة ألفونسو وردية في كندا، حيث أكد أنه تعرض للعنصرية عندما نشرت صديقته، لاعبة المنتخب الكندي جوردين هويتيما، صورتهما عبر حسابها على موقع “إنستجرام”، قائلا: “تعرضت للعنصرية، ليس بسبب لون بشرتي فحسب وإنما لأنني مهاجر أيضا”.
نجم بايرن ميونيخ يؤكد انفصاله عن شريكته
وأبكى ألفونسو الملايين، في مقابلة مع منصة “تويتش”، بإظهار الوجه الآخر لحياة نجم كرة القدم الخاص لأسراره ومشاكله الاجتماعية في رحلة الكفاح والبحث عن حياة مثالية، مؤكدا: “الأمر مقلق بعض الشيء ألا يكون لديك عائلة إلى جوارك”.
وانفجر لاعب البايرن: “ليس لدي عائلة، وصديقتي لا تعيش معي، ولدي 5 أصدقاء فقط، أنا مشهور لكني فاشل”.