رئيس الجمهورية، مُعتبراً أن الجريمة النكراء في لبنان وصمة عار لأمريكا:

إستخدام وسائل الرفاهية كأداة للإغتيال قمّة الإرهاب

أدان كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجريمة الإرهابية التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحقّ الشعب اللبناني من خلال تفجير أجهزة اتصال لاسلكية "بيجر" في عدد من المناطق اللبنانية، يوم الثلاثاء.

2024-09-18

وكان قد حمّل حزب الله لبنان، الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن عدوانه الإجرامي، الذي ‏طال المدنيين في هذا البلد، في حين أكّد كبار المسؤولين في ايران على وحشية هذه الجريمة، مُبدين استعداد البلاد لتقديم المساعدة في هذا الصدد.

 

في السياق، اعتبر رئيس الجمهورية، الدكتور مسعود بزشكيان، ان استخدام الكيان الصهيوني لوسائل مخصصة للرفاهية كأداة للاغتيالات هو قمة الإرهاب ووصمة عار على جبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.

 

وأدان الرئيس بزشكيان، الأربعاء، جريمة الكيان الصهيوني في تفجير أجهزة البيجر في لبنان، خلال تصريحات له في جلسة مجلس الوزراء، واعتبر هذا الأمر هو قمّة الإرهاب وهو سقوط للإنسانية ووصمة عار على جبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. وأضاف: إن الاعتداء الصهيوني على لبنان يعكس عدم مصداقية الغرب وأميركا في مساعيهم لوقف اطلاق النار ومواصلتهم الدعم الكامل لجرائم الاحتلال الصهيوني، معتبراً هذا الحادث عار على الدول الغربية وخاصة أميركا الذين لا يتورعون عن تحقيق أهدافهم اللاإنسانية.

 

وتابع الرئيس بزشكيان: إن علاج هذا الوضع يكون بوحدة وتماسك المسلمين والدول الإسلامية لتحطيم سلسلة قمع وجرائم الكيان الصهيوني وأنصاره ضد الفلسطينيين المظلومين والعالم الاسلامي.

 

وختم بالقول: إن استخدام الأدوات التي صنعت لراحة ورفاهية الإنسان كأداة للارهاب ضد من لا نتفق معهم بالرأي هو دليل على انهيار الانسانية وسيادة وتسلط الوحشية والاجرام وهو قمة الارهاب.

 

* الجريمة تدُلّ علی الطبيعة الوحشية للکیان

 

من جانبه، أعرب رئيس مجلس الشورى الاسلامي، محمد باقر قاليباف، عن تعاطفه وتضامنه مع لبنان حكومة وشعباً وأسر الشهداء والجرحى في الحادث الإرهابي في لبنان، وطالب جميع دول وشعوب العالم بإدانة هذا العدوان الإجرامي بشدّة.

 

وأدان قاليباف العملية الإرهابية التي قام بها الکیان الصهيوني أمس في رسالة بعث بها إلى كل من الأمين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وأعرب عن تعاطفه مع لبنان حكومة وشعبا وأسر الشهداء والجرحى في هذا الحادث الإرهابي.

 

واعتبر قاليباف أن هذه الجريمة تدُلّ علی الطبيعة الوحشية والعدوانية للکیان الصهيوني، ومحاولته وراء توسيع نطاق الحرب في المنطقة. وأكّد أن العدوان الجبان للکیان الصهيوني يثبت مرة أخرى أن هذا الکیان الشرير؛ بالإضافة إلى ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يشكّل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.

 

*إيران مُستعدّة لتقديم المساعدة

 

وعقب وقوع الحادث الارهابي، أدان وزير الخارجية عباس عراقجي في اتصال مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، العمل الارهابي، مؤكداً الاستعداد لتقديم المساعدة لعلاج الجرحى أو نقلهم إلى طهران. كما أعرب وزير الخارجية عن تعازيه وتعاطفه مع الحكومة وأسر الشهداء والمصابين في هذا الحادث.

 

وأشار عراقجي إلى أن سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصيب في هذا الحادث الإرهابي، فيما شكر الحكومة اللبنانية على إجراءات العلاج الفورية التي اتخذت له، مستفسراً عن آخر تطورات علاجه.

 

واطلع عراقجي، خلال اتصال هاتفي مع قرينة سفير البلاد في لبنان مجتبى أماني، على آخر التطورات المتعلقة بعلاج السفير. وفي هذا الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الثلاثاء، دعا عراقجي الباري تعالى بالصّحة والشفاء العاجل لسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني. كما أعلن وزير الخارجية استعداده لنقل السفير والمصابين الآخرين على الفور إلى إيران إذا لزم الأمر.

 

*آية الله جنتي يدين الجريمة

 

كما أدان أمين مجلس صيانة الدستور، آية الله أحمد جنتي، يوم الاربعاء خلال كلمة له في جلسة المجلس، الجريمة اللاّإنسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وقال: إن العمل الوحشي الذي قام به الكيان الصهيوني الغاصب، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة مجموعة من اللبنانيين الأبرياء، أظهر مرّة أخرى الطبيعة اللاإنسانية لهذا الكيان المزيف. وأضاف: إن مثل هذه التصرفات هي آخر الجهود اليائسة التي يبذلها هذا الكيان القاتل للأطفال من أجل البقاء؛ لكنه بإذن الله عملياً سيعجّل بنهايته، ويجب على الأمة الإسلامية أن تتوحّد في مواجهة الكيان الصهيوني والسعي وراء تدميره.

 

*يجب محاسبة الكيان على جريمته

 

إلى ذلك، أدان سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في كلمة له في الجلسة الطارئة العاشرة للجمعية العامة يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، العمل الإرهابي الصهيوني، وقال: يجب محاسبة الكيان على هذه الجريمة الشنيعة وهذا العدوان، وأوضح: إن إيران، إذ تقدم تعازيها الصادقة لأسر الضحايا والحكومة اللبنانية، تدين بشدّة هذا العمل التخريبي والإرهاب الذي قام به الكيان المارق. وأضاف: من الواضح أن وحشية هذا الكيان وقسوته ليس لها حدود. كم عدد النساء والأطفال الذين يجب قتلهم قبل أن يقرر المجتمع الدولي التدخل ووضع حد لآلة الحرب المدمرة والهمجية؟ جميع عوامل الخطر والتعاريف الواردة في المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها جارية وسارية؛ وهي حقيقة تضع المسؤولية على عاتق جميع الدول الأعضاء للحد من هذه الجريمة.

 

وقال إيرواني: رغم أن مسؤولي الكيان الصهيوني ارتكبوا الكثير من الجرائم باحتلال الأراضي الفلسطينية، وقتل الفلسطينيين، وتهجير السكان الفلسطينيين، إلا أنهم مازالوا يحظون بالحصانة الكاملة. ومن المؤسف أن هذا الكيان انتهك مراراً وتكراراً إلتزاماته بموجب ميثاق الأمم المتحدة. هذا الكيان ينتهك باستمرار المبادئ الواردة في الميثاق والإتفاقيات والقرارات ذات الصلة. ومن وجهة نظرنا، لا ينبغي قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة فحسب، بل ينبغي للأعمال غير القانونية التي يقوم بها الكيان الصهيوني أن تثير التزام جميع أعضاء الأمم المتحدة لإعادة النظر في عضوية هذا الكيان في الأمم المتحدة وفقاً للمادة 6 من الميثاق.

 

* إبادة جماعية تستوجب الملاحقة الجنائية الدولية

 

كما أدان المتحدّث باسم الخارجية، ناصر كنعاني، بشدّة العمل الإرهابي، واعتبره مثالاً للإبادة الجماعية ويخضع للملاحقة الجنائية الدولية والمحاكمة والعقاب. وقال كنعاني، في تصريح له، مساء الثلاثاء: إن العملية الإرهابية التي جرت في لبنان تم تنفيذها كاستمرار للعمليات المركبة للكيان الصهيوني وعملائه المرتزقة، وهي تتعارض مع كافة المبادئ الأخلاقية والإنسانية والقانون الدولي، وخاصة القانون الدولي الإنساني، ويستوجب الملاحقة الجنائية الدولية والمحاكمة والعقاب. وأضاف: إن هذا العمل الإرهابي المركب، الذي هو في الواقع نوع من الابادة الجماعية، يثبت مرة أخرى بوضوح أن الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، يعرّض السلم والأمن الاقليميين والدوليين لتهديد خطير.

 

وقال كنعاني: لذلك فإن مواجهة الأعمال الإرهابية ضد الكيان والتهديدات الناجمة عنها ضرورة واضحة ومن الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بسرعة لمواجهة إفلات المسؤولين الصهاينة المجرمين من العقاب.

 

وأعرب كنعاني عن تعاطفه وتضامنه مع لبنان حكومة وشعباً ومقاومة ومع أسر الشهداء وجرحى هذه العملية الإرهابية، متمنياً لجميع المصابين في هذا الحادث ومن بينهم السفير الإيراني في لبنان الشفاء العاجل، وشدد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لتقديم أي نوع من المساعدة اللازمة للحكومة والشعب اللبناني.

 

*نفي الإشاعات المتداولة حول حالة السفير الصحية

 

في السياق، أعلنت السفارة الإيرانية في لبنان انه ما يتداول حول صحّة السفير الإيراني في لبنان هو محض إشاعات ومعلومات غير صحيحة. وأعلنت السفارة في بيان لها قائلة: نُبلغ المواطنين الأعزاء ووسائل الإعلام أن مرحلة علاج السفير تتم بشكل جيد وأن ما تم نشره من إشاعات حول حالته الصحية وعيناه لا يمت للصحة بصلة.

 

من جانبه، أدان رئيس جمعية الهلال الأحمر، بيرحسين كوليوند، الحادث الإرهابي، قائلاً: إن الهلال الأحمر يقف بكل قوته إلى جانب جرحى هذا الحادث الإرهابي. وأضاف: أنه بالتنسيق مع الصليب الأحمر ووزارة الصحة اللبنانية وفي إطار تقديم المساعدات الإنسانية، قمنا بإيفاد فرق الإنقاذ وجرحي العيون إلى لبنان حتى نتمكن من تخفيف آلام المصابين في هذا الحادث الإرهابي. وتابع: إذا اقتضى الأمر، نحن على استعداد لنقل المصابين بجروح خطيرة في هذا الحادث إلى إيران لمزيد من العلاج.

 

وكان قد غادر وفد من الهلال الأحمر الإيراني، أمس الأربعاء، طهران إلى بيروت لتقديم الاغاثة لمجزرة الكيان الصهيوني في تفجير الأجهزة “بيجر” في لبنان. ويضم وفد الهلال الأحمر الإيراني 12 طبيباً و12 ممرضاً ومسعفاً.