مؤلف ومخرج المسرحية للوفاق:

عروس فلسطين.. الحياة تنبض في غزة وروح الأمل لا تزال موجودة

قصة مسرحية "عروس فلسطين" هدفها عرض قصة قبة الصخرة، التي تعد رمزاً للمقاومة في العالم.

2024-09-22

موناسادات خواسته

 

معرض “أرض الحضارات” الذي أقيم قبل فترة في شهري محرم وصفر، يُقام حالياً في دورته الثانية بعروض مسرحية تعكس أجواء الفرح والسرور. وأعلن الرئيس التنفيذي لبرج ميلاد “عباس حيدري” عن الإستمرار المميز لمعرض أرض الحضارات مع اقتراب البرامج السعيدة والممتعة تزامنا مع أسبوع الوحدة من يوم الجمعة 13 أيلول/سبتمبر في هذا المجمّع الثقافي والسياحي، ويتواصل عمله حتى 27 أيلول.

 

في الدورة الثانية من “أرض الحضارات”، يتم تغيير محتوى المسرحيات الميدانية حيث تكون بمواضيع تعكس الفرح والمتعة مثل حفل زفاف بجوار قبة الصخرة، وإدخال الطقوس الجميلة لدول محور المقاومة وكذلك أداء الحفلات الموسيقية الرائعة للسيّاح والجماهير، حيث يقدّم كلّ من “ميلاد هاروني” و”مجال”، عرضاً خاصاً لجمهورهم في “أرض الحضارات”.

 

مسرحية “عروس فلسطين” من إنتاج السيد عليرضا كوهفر، وهي المسرحية التي يتم عرضها في “أرض الحضارات” ولاقت إقبالاً كبيراً، بما فيها إضاءة الشوارع حيث العروسان يلتقطان الصور التذكارية أمام قبة الصخرة ويتجولان في أرض محور المقاومة، والقوافل التي ترافقهم وفرح وسرور، من المشاهد التي تجذب الجمهور، فبهذه المناسبة أجرينا حواراً مع السيد “شهاب راحلة” مخرج المسرحية والسيد “وحيد بيماندار” مؤلف المسرحية، وفيما يلي نص الحوار:

 

راحلة: المسرحية تستكشف الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة

 

 

بداية تحدث السيد “شهاب راحلة” عن مسرحية “عروس فلسطين” وردود الأفعال التي واجهتها، حيث قال: عرض “عروس فلسطين” هو عرض يعكس أجواء الفرح والسرور، وكما يوحي الإسم، علينا أن نعرف أن الحياة لا تزال مستمرة هناك وسط كل الفظائع والجرائم والإبادة التي نراها في غزة، وشعبها لا يزال صامداً فيها والذين خرجوا منها يتوعدون بأنهم سيعودون إلى أرضهم، لكن هذا العرض له جانبه الموسيقي وأجواء الفرح ويخلق لحظات ممتعة للجمهور الذي يرى في لحظة واحدة أن هناك حفل زفاف يقام بجانب بيت المقدس.

 

هذه المسرحية تستكشف الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهنا تكمن العقدة، لأن الكثير من الناس يشعرون أن هذه هي القدس، في حين أن الكيان الصهيوني يستعيرها حتى يتمكن من تدمير القدس، ويكونوا قادرين، على سبيل المثال، بإعادة بناء بقايا سليمان هناك ويدّعون بأن هذا مكان مقدس بالنسبة لهم، وقد لاقى هذا العرض استقبالاً كبيراً.

 

ومن المثير للإهتمام بالنسبة للجمهور أنه في مثل هذا المكان والمعرض الذي يتم الحديث فيه عن المقاومة والحرب والأشخاص الذين يحاولون القيام بشيء من أجل غزة، ويرون أن الحياة تدور في الزاوية، وهناك أيضاً حفل زفاف وموسيقى، يخلق السعادة للزوار، ويرافقون العرض، ويعجبهم كثيراً، فأصبحت جزءاً من الأجزاء الجذابة في معرض “أرض الحضارات”.

 

 

النشاطات الحديثة في معرض “أرض الحضارات”

 

وعندما سألنا من السيد “راحلة” عن متابعة وفترة إقامة هذا المعرض خلال السنة وإلى متى، قال المخرج الإيراني: معرض “أرض الحضارات” في دورته الثانية والذي يستمر حتى 27 أيلول/سبتمبر يُقام فيه عرض حفلات وأناشيد للمقاومة، وبرأيي التواجد هنا ضرورة، وطلبي من المجموعة التنفيذية في برج ميلاد والذين أقاموا المعرض هو أن يبقى المعرض خلال السنة، وهذا نجاح وتوفيق لنا، وأن أصدقاءنا في السينما والمسرح وقسم الموسيقى والفنون التشكيلية يمكنهم المشاركة في “أرض الحضارات”، وتقديم أعمالهم بموضوع المقاومة.

 

والمقاومة لا تقتصر على هذه الزخارف والديكورات في المعرض، فحسب، بل في كثير من الأحيان، المقاومة في تهذيب النفس ومكارم الأخلاق، وغيرها من الأمور التي تدخل في موضوع المقاومة، وسيكون من الجيد جداً أن يحدث هذا، وهناك دعوة وإقامة مهرجان طوال العام أو في أيام معينة.

 

الحياة في غزة

 

بعد ذلك أدار الحديث عن الحياة في غزة، وأن الصهاينة لا يستطيعون هزيمة المقاومة، وهذا ما نراه في مسرحية “عروس فلسطين”، فقال السيد “شهاب راحلة”: على الإطلاق، حاولنا أن نظهر أجواء السعادة والفرح بعد شهري المحرم وصفر، وتزامناً مع أسبوع الوحدة وأيام الفرح، ونريد أن نقول إنه صحيح أن هناك أشياء مؤسفة للغاية تحدث، لكن إذا نظرنا إلى القصة من هذا الجانب فقط، فإننا نتجه نحو خلق الخوف لدى الأصدقاء والجمهور، وهذا ليس بالأمر الجيّد، يجب أن نظهر أن الحياة لا تزال مستمرة وموائد الطعام منتشرة والناس يعيشون ويدرسون، ورغم أنه لا يوجد مستشفى في المدينة إلا أنه يتم علاجهم، ورغم أن الصهاينة يقومون بتدمير كل البنية التحتية البشرية، إلا أن هذا يدل على أن الناس صامدون بقوة وأقوياء من أجل وطنهم ودينهم.

 

وهذا جيد، وعلينا أن نساعد في مثل هذه الأمور، وليس نحن فقط كمجموعة هكذا، بل بلدنا كله يجب أن يسير في هذا الإتجاه لأننا ندافع عن كل المظلومين في العالم، اليوم غزة هي الأكثر مظلومية ونحن  نقوم بالدفاع عنها.

 

كما دافعنا عن بلدان كثيرة مرّات عديدة بعد الثورة الإسلامية، بما في ذلك البوسنة والهرسك وفلسطين وغزة والسود في أمريكا والطلاب الذين كتب لهم قائد الثورة رسالة، وحيثما يصرخ المظلوم نحن في المقدمة، وآمل أن يحدث هذا بطريقة جماعية.

 

وختم السيد “راحلة” كلامه بأن هذه المسرحية قصة “عروس وعريس” يقام حفل زفافهم بجوار قبة الصخرة، حيث يقول العريس إن بركة زفافي هي أنني أريد أن أتحدث معكم حول هذا المكان المقدس للعبادة.

 

في الحقيقة قصة الزفاف هدفها عرض قصة قبة الصخرة، ومسرحية “عروس فلسطين” تتمتع بسحر وجمال يجذب الجمهور.

 

بيماندار: هذا المكان المقدس فيه الكثير من القصص

 

 

بعد ذلك تحدثنا مع مؤلف المسرحية السيد “وحيد بيماندار” حيث سألناه عن فكرة تأليف سيناريو هذه المسرحية والدراسات التي قام بها، فقال: في الحقيقة السيد “راحلة” طلب منّي تقديم نص عن قبة الصخرة، فبدأت بكتابة النص بهذا الأسلوب، وبالفعل قيلت لي الفكرة، لكن الطريقة التي تم بها البحث كانت ذاتية بطبيعتها وكان لدي بالفعل معلومات حول هذا المكان المقدس، وسألت الأصدقاء والزملاء الذين كانوا ينشطون في هذا المجال، والذي كان بالطبع بحثاً عبر الإنترنت.

 

لكن هذا المكان المقدس فيه الكثير من القصص والمعلومات المثيرة للإهتمام عنه، لدرجة أنه كان من الصعب استخراج نص قصير ومتماسك منها، كما كان من الصعب إزالة كل جزء منها لأنها كانت معلومات مثيرة للإهتمام.

 

وكان لدي شعور بأن الجمهور قد لا يعرف بعض القصص، ولكن كان علينا أيضاً أن نجعل النص قصيراً جداً، الأمر الذي إستغرق وقتاً طويلاً.

 

موضوع القصة، كان الأمر هكذا أن يأتي عروس وعريس فيحكي العريس جزءاً بسيطاً من قصة قبة الصخرة، وأنه بحسب الصور والمعلومات القادمة من غزة، وفي ظل كل هذه المصاعب والجرائم والأحداث المأساوية التي تحدث، فإن روح الأمل لا تزال موجودة عند سكان غزة.

 

بداية الحياة هذه هي في الواقع رمز للأمل والحب للمستقبل والأسرة ومفهوم المجتمع، ولهذا السبب قررنا أنه يجب على العريس ان يروي هذه القصة.

 

هدف القصة تحديداً التعريف بقبة الصخرة والنقاط الخرافية والغريبة الموجودة دائماً في الفكر الصهيوني، مثل معبد سليمان الذي يقع تحت هذه المجموعة وغيره.

 

يريد هذا العرض إعطاء بعض المعلومات للجمهور حتى يتمكنوا من التعرف على هذه القبة الذهبية التي تعد رمزاً للمقاومة في العالم بشكل أفضل قليلاً، وأيضاً يتم خلق سؤال في ذهن الجمهور ويمكنهم إثر ذلك البحث والدراسة بأنفسهم.

 

الدفاع عن غزة بلغة الفن

 

وفيما يتعلق بالدفاع عن غزة بلغة الفن قال السيد “بيماندار”: على أية حال، كما نعلم، يتمتع الغرب وبالتالي الصهاينة بنفوذ كبير في وسائل الإعلام الرئيسية مثل الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي الكبيرة، ولديهم القدرة على تصفية الأخبار وإزالة مقاطع الفيديو تحت ذرائع مختلفة للرأي العام بطريقة ممنهجة، وهذا الموضوع اليوم، بالنظر إلى حجم الجريمة وعدد الشهداء ومختلف أشكال الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة، يمكن أن يساعد هؤلاء الناس، سواء من خلال لغة الفن أو وسائل الإعلام أو بأي شكل آخر، أعتقد أن الفن يمكن أن يكون أيضاً جزءاً من إعطاء الوعي والمعلومات.

 

في النهاية، أعتقد أن الفن يمكنه التحقيق في بعض مناقشة الأخبار وشكل النشر الذي يقع تحت سيطرة الغربيين وأمريكا والصهاينة، ويمكنه إعطاء معرفة أكثر تفصيلاً عن أي إشاعة أو خبر أو أي عنوان أو صورة مزيفة لكي لا تؤثر على الجمهور.

 

تأثير المسرح والسينما

 

أما حول تأثير السينما والمسرح وأيهما أفضل، يعتقد “بيماندار” أن كل وسائل الإعلام مهمة، ويقول: كل واحدة منها فعّالة بطريقتها الخاصة، التلفزيون والصحيفة والسينما، كل واحدة من وسائل الإعلام يمكنها جذب مجموعة معينة من الجمهور في الموضوع الذي يتحدثون عنه.

 

لكن على أية حال، يمكن القول أن نوع العمل الذي قام به الأصدقاء لعرض مسرحية “عروس فلسطين” أقوى من أي تقنية فيديو وسينما ثلاثية ورباعية الأبعاد، فهي عبارة عن مجموعة من الفيلم والكتابة والمسرحية، ويمكنها إدخال الجمهور في هذه المناقشة بشكل جيد للغاية.

 

وفي كل الأحوال فإن نوع المحتوى الذي يمكن نقله في المسرح وتقديمه للجمهور يختلف عن السينما، وكل منهما مختلف، لا أعتقد أن أياً منهما يجب أن يحل محل الآخر، فكل منهما يشارك شريحة من الجمهور بطريقة ما.

 

المسرح خال جداً من الألوان والمؤثرات الخاصة والصور الغريبة، وميزته أنه أكثر بكثير من السينما يذهب إلى عمق الموضوع ويطرح الأسئلة، ويجعل الجمهور يظن أن محور الحديث هنا الآن هو المقاومة وغزة وفلسطين والاحتلال الصهيوني، وهذا ما يمكن الحديث عنه بشكل أفضل وأكثر دقة.

 

رسالة عروس فلسطين

 

وفيما يتعلق برسالة مسرحية “عروس فلسطين” يقول “بيماندار”: رسالة “عروس فلسطين”، هي أننا في هذه المسرحية نحاول التعريف بقبة الصخرة، وأن نتجاوز ظاهر القبة ورمزها للجمهور ونتحدث قليلاً عن تاريخها.

 

كما أن لها قصصاً كثيرة مثل معراج النبي(ص) وأنها كانت القبلة الأولى للمسلمين وغيرها، كما أننا نحاول أن نثير فضول الجمهور حتى يدخل احساساتهم لقراءة المزيد عنها.

 

هناك الكثير من المحتوى الذي سيثير اهتمام الجمهور ويسعى وراءه، بالإضافة إلى الأمل والوعد الذي أعطاه الإسلام بأن الكفر سيُهزم في النهاية وسينتصر المسلمون.

 

والآن هؤلاء الصهاينة الكفرة الذين لديهم التسهيلات الكثيرة، ويملكون المال والسلاح والإعلام، ولكن مهما كانت قدرتهم ولديهم التسهيلات، لا يمكنهم تجاوز دين الله، ونحن نحاول أن نقول رمزياً أن أهل غزة مفعمون بالأمل.

 

ومن المؤكد أن الباحثين عن الحرية في العالم يأملون ويتأكدون من أن شعب غزة وشعب فلسطين سينتصر في هذه المعركة.

 

الأعمال الإيرانية العربية

 

وحول الأعمال الإيرانية العربية المشتركة هكذا يعبّر عن رأيه مؤلف المسرحية: من المؤكد أن الأنشطة الثقافية المشتركة تساعد كثيراً في إيجاد أبعاد أعمق وأفضل للعمل الفني، وعلى حد علمي، فقد بُذلت بعض الجهود من قبل، ولكن بما أن الشعب الفلسطيني كان تحت وطأة الضغوط الاقتصادية والحرب والقمع من قِبَل الصهاينة خلال هذه السنوات السبعين الماضية، فيبدو أنه ليس لديهم الوقت للتعامل مع هذه القضية، ونرى أنهم في الغالب في الأدب والشعر والفنون الفردية قد نجحوا أكثر.

 

لكن الأعمال القليلة التي تم القيام بها، في رأيي، فعالة للغاية وتساعد العالم العربي (تلك البلدان المتوافقة والمتماسكة)، على سبيل المثال، لبنان وسوريا، في مجال الأنشطة الثقافية والفنية، يمكن أن يكون لهما أنشطة فعالة بالتأكيد.

 

والتأثير الأول هو على الفنان نفسه، الفنان الذي كل همّه هو الحديث والكتابة وأداء الأدوار عن قضايا جدية مثل غزة وفلسطين والحرية.

 

لكن الفنان الذي يهتم بالقضايا الأخلاقية والدينية والإنسانية ويعمل في هذا المجال، يصبح أكثر نضجاً وأعمق، وفي كل مرة يتحسن عمله ويقوم بعمل أقوى، والجمهور الذي يرى هذا العمل المتعدد الجنسيات يكون له تأثير أكبر عليه سواء من حيث المحتوى أو المظهر، ولا أقصد فناً معيناً.

 

على سبيل المثال، حتى مهرجان شعري حيث يتم فيه إنشاد قصائد حول هذا الموضوع بلغات مختلفة ويتركون أثرا أكبر بكثير، سواء كان فيلما أو مسرحية.

 

ومن ناحية أخرى، الدول الأخرى التي لا تشارك في هذا العمل الفني أو لم يتم تقديم هذه الأعمال في بلادها، تلفت الإنتباه للتفكير بهذه القضية.

 

العمل المسرحي لغزة

 

وختم السيد “بيماندار” كلامه بالحديث عن أعماله الأخرى وقال: إضافة إلى أسبوع الوحدة الإسلامية التي مرّ علينا، نظراً لذكرى الحرب المفروضة وهجوم صدام المقبور على إيران، فإنني أعمل في موضوع الدفاع المقدس، وأقوم بإعداد فيلم وثائقي في ثلاثة أجزاء يركّز على صدام المقبور، وتم إنتاج جزأين منه وبقي الجزء الأخير.

 

والارتباط هو أننا عندما ننظر، نرى مدى تشابه الحكّام المستبدين، وعندما ننظر إلى سلوكهم، سواء كان هتلر أو صدام أو نتنياهو، فنرى الكثير من القواسم المشتركة، وعندما ننظر إلى هجمات صدام الكيميائية المتكررة على إيران وشعب العراق الشقيق، وكذلك الشعب الكردي، ونرى أن المجتمع الدولي يتخذ الصمت، وأفكّر بنفسي في مدى تشابه هذا الصمت القاتل للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان مع سلوك صدام المقبور، عندما استخدم أسلحة الدمار الشامل، حيث قام بقمع الحركة الشيعية بأعنف الطرق الممكنة، ولم يتفاعل المجتمع الدولي.

 

كان همي دائماً أن أكتب عن الشعوب المظلومة والذين يتعرضون للقمع بشكل منهجي وممنهج، وأن أفعل كل ما بوسعي؛ وبالتأكيد سأكتب سيناريو مسرحيات وأقوم بإنتاج أفلام وثائقية عن أهل غزة في المستقبل.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة