ليس الأطفال وحدهم.. الآباء أيضا يعانون من قلق العودة إلى المدرسة

يمثل موسم العودة إلى المدرسة تحديا كبيرا لمعظم الآباء، إذ يشعرون بعبء كبير بسبب العدد الهائل من المهام التي ينبغي عليهم إنجازها، إضافة إلى الأعباء المالية التي يتطلبها العام الدراسي، ووفق مسح جديد أجراه موقع "لايف 360" فإن هذه الأعباء تدفع 60% من الآباء إلى حد البكاء.

2024-09-22

 

يمثل موسم العودة إلى المدرسة تحديا كبيرا لمعظم الآباء، إذ يشعرون بعبء كبير بسبب العدد الهائل من المهام التي ينبغي عليهم إنجازها، إضافة إلى الأعباء المالية التي يتطلبها العام الدراسي، ووفق مسح جديد أجراه موقع “لايف 360” فإن هذه الأعباء تدفع 60% من الآباء إلى حد البكاء.

 

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة “هاريس بول” عام 2023 أن موسم العودة إلى المدرسة غالبا ما يكون أكثر أوقات العام إرهاقا للآباء، ووجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 550 أميركيا تقل أعمار أطفالهم عن 18 عاما أن حوالي 9 من كل 10 آباء (87%) قالوا إن موسم العودة إلى المدرسة يسبب لهم التوتر والقلق.

 

دوافع قلق الآباء

“إذا كان القلق المدرسي أمرا طبيعيا لدى الأطفال، فإن الآباء كذلك يمكن أن يعانوا من القلق نفسه” هذا ما قالته الطبيبة النفسية دكتورة كاثرين نوبيل، وأوضحت لموقع “ويل آند جود” أن التحديات والمخاوف المتعلقة بالقلق المدرسي لمعظم الآباء تنحصر في 3 عوامل رئيسية: الوقت والمال والقلق بشأن رفاهية الأبناء.

 

الضغوط المرتبطة بالوقت

تقول الطبيبة النفسية إن الآباء يشعرون وكأنهم في سباق مع الزمن ويجدون أنفسهم تحت ضغط مستمر لضمان سير الأمور بسلاسة، ما بين توصيل الأطفال إلى المدرسة باكرا والانتظار في طابور لاستلامهم نهاية اليوم الدراسي، ومحاولات التوازن بين المسؤوليات اليومية ومتطلبات أبنائهم الدراسية، إلى جانب مسؤوليات المنزل والعمل.

 

وأضافت “يحاول الآباء إجراء تغييرات جذرية على جداولهم اليومية للتكيف مع روتين الدراسة الجديد إلا أنها تستهلك الكثير من الوقت” وهذا ما كشف عنه استطلاع جديد للرأي لموقع “لايف 360” شمل ألف شخص تتراوح أعمار صغارهم بين 5 و14 عاما، إذ وجد أن الآباء يقضون ما يصل إلى 17 ساعة أسبوعيا (أي ما يعادل يومي عمل كاملين) في إدارة جداولهم العائلية والتحقق منها، ويستمر الوضع طوال العام الدراسي.

 

الضغوط العاطفية

يثير موسم العودة إلى المدرسة مجموعة كاملة من المخاوف لدى الآباء بشأن سلامة أطفالهم، وهذه المخاوف وفق ما نقله موقع “هيلثي بليس” على لسان المستشارة النفسية تانيا بيترسون تتضمن:

 

قلق الانفصال: من المفترض أن تكون المدرسة مكانا آمنا للأطفال، ولكن الحال ليس كذلك دائما، ولذلك غالبا ما يسيطر على الآباء التفكير السلبي بمجرد إرسال أطفالهم إلى المدرسة ويتخيلون العديد من السيناريوهات السيئة مثل: ماذا لو حدث مكروه لطفلي ولم يتمكن أحد من مساعدته، وماذا لو تعرض للتحرش ولم يخبرني، أو تشاجر مع زميل وتطور الموقف، كذلك فإن أسوأ مخاوف الآباء هو اكتشاف تعرض طفلهم للتنمر.

 

قلق الأداء الأكاديمي: يقلق الآباء بشأن ما إذا كان أبناؤهم سيحصلون على معلمين جيدين أم لا؟ ويشعرون بالقلق بشأن مستوى أطفالهم الدراسي وقدرتهم على التحصيل والتعامل مع المقررات الدراسية.

 

مخاوف السلوك: يؤمن كل والد أن طفله يتعرض يوميا للعديد من المواقف الاجتماعية في المدرسة، ويظل قلقا بشأن ردود فعل طفله وكيفية تعامله ومدى قدرته على تكوين صداقات أو تقبل الأطفال الآخرين له.

 

الضغوط المالية

تشكل قوائم اللوازم والأدوات المدرسية ونفقات العام الدراسي عبئا ماديا على الآباء وبشكل خاص الأسر محدودة الدخل أو التي لديها أكثر من طفل في مراحل دراسية مختلفة، وبحسب دراسة جديدة أجراها موقع “والت هوب” فإن 79% من الآباء يعتقدون أن المدارس تطلب منهم شراء الكثير من الأغراض بما يسبب ضغطا عليهم، ووجد أيضا أن 86% من الآباء يعتقدون أن تكاليف التعليم تخرج عن السيطرة وخاصة مع ارتفاع الأسعار المطرد على مدار 3 سنوات الماضية مما دفع 77% للقول إن تعليم أطفالهم قد يدفعهم إلى الاستدانة والاقتراض مقارنة بنسبة 72% العام الماضي.

رشا عبيد