البديل أشد من سابقه

ما لم یعرفه الصهاینة عن حزب الله اللبناني

أخطأ العدو الصهيوني في حساباته، وظن الصهاينة أن حصونهم مانعتهم من بأس رجال حزب الله، لكن الأسوأ للكيان الصهيوني لم يأت بعد.

2024-09-24
أرض لبنان هي أرض الأحرار، ولذا عندما احتل العدو الصهيوني الأراضي اللبنانية ضربت الغيرة والحمية الوطنية أبناء هذا البلد، ودخلوا في مقاومة شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي كبدته خسائر جسيمة لم يتكبدها طيلة فترة احتلاله لفلسطين، وقد انسحب مرغماً تحت وطأة تلك الضربات يجر أذيال الخيبة والخسران.
العدو الصهيوني كان ولايزال يظن أن عمليات الاستهداف لقادة المقاومة اللبنانية، وعملياته الإجرامية الجبانة باستهداف المدنين اللبنانيين ستساعده في القضاء على المقاومة أو الحد من قدراتها، لكن حساباته كانت غير صحيحة بالمرة، لأن طريقة حزب الله وباقي قوى المقاومة في العمل هي عندما يتم استهداف قائد معين، ويتم تصفيته جسديا؛  أن يكون البديل أشد من سابقه، ويمضي بقوة على نفس الطريق والنهج وكلما استشهد قائد أو سيد قام قائد أو سيد مقامه، وقد شاهدنا كيف جاء السيد عباس الموسوي بعد صبحي الطفيلي، ثم جاء السيد نصر الله بعد الشهيد عباس الموسوي، وأيضاً شاهدنا بعد استشهاد اسماعيل هنيه جاء يحيى ابراهيم السنوار، وهكذا لباقي القادة، بل هذا الأمر ينطبق حتى على التشكيلات الميدانية، فلو ضربت وتشتت التشكيلات العسكرية أو التنظيمية؛ لاستطاعت أن تعيد نفسها من جديد، وكأنّ في البين جاذبية تجذب الأشياء التي تشظت وتعيد لحمتها من جديد إ.نّها آلية في العمل يتقنها رجال الله في الميادين .
لقد أخطأ العدو الصهيوني في حساباته، وظن الصهاينة أن حصونهم مانعتهم من بأس رجال حزب الله، لكن الأسوأ للكيان الصهيوني لم يأت بعد، لأن ثمن الدماء في بيروت وفي الضاحية الجنوبية يقابلها ثمن من الدماء في تل أبيب وحيفا والجليل وباقي الأراضي المحتلة، وثمن مطار بيروت يقابله مطار بن غوريون، وثمن ضرب محطات الكهرباء سيقابله ثمن محطات الكهرباء والوقود… وقد قالها رجال المقاومة الشجعان : تضربون بالطائرات مدن لبنان ستضرب المقاومة طائراتكم ومطاراتكم والقواعد الجوية التي انطلقت منها ( والعين بالعين والسن بالسن).
لقد تعامل العدو الصهيوني مع اللبنانيين جميعا (مدنيين وغير مدنيين) على أنهم أعداء وتعامل المقاومون اللبنانيون بشرف وبضوابط أخلاقية فاستهدفوا القواعد والثكنات والآليات العسكرية للأعداء وجنبوا ما أمكن الإصابات في المدنيين، لكن العدو الصهيوني لم يرقب في فلسطين ولبنان إلاً ولاذمة ولارحمة، وكان حقاً يستحق انزال العقوبة به .
إنّ الأمة الإسلامية اليوم عليها أن تقف إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومتهم الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني وحماته الغربيين المستعمرين، وأن تمد  يد العون للبنان بتوفير أسباب القوة في الدعم المالي واللوجستي، وأن تساهم في نصرة المسلمين مساهمة عملية في دعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، ويبدو لي ان العدو الصهيوني لم يدرك أو لم يفهم أن الأمة الإسلامية قد ترقد لفترة من الزمن، لكنها تستيقظ في اللحظات الحاسمة، لأن طبيعة العناصر الإسلامية المركوزة فيها كالشجاعة والشهامة والايمان قابلة للظهور من جديد في ساعات المحنة، وانتظروا المفاجأة والفرج .

د. محمد العبادي 

المصدر: الوفاق