وثق مقطع فيديو انتشر الإثنين، 16 يناير/كانون الثاني 2023، على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية هدم السلطات في الهند لمسجد أثري بُني قبل 5 قرون، وذلك بدعوى توسعة الطريق العام، حسب ما ذكرته تقارير إعلامية محلية.
حيث وثّقت تسجيلات عملية هدم الجرافات لمسجد “شاهي” التاريخي، الذي يعود إلى القرن السادس عشر، في ولاية أوتار براديش. ورفض مركز مدينة “الله آباد”، الموجود فيها المسجد، التماساً لإيقاف الهدم، مدعياً بناءه بشكل غير قانوني.
*اللجوء إلى المحكمة العليا
وفقاً لوسائل إعلام هندية، فقد بنى المسجد- الذي هُدم في 9 يناير/كانون الثاني بحضور قوى أمنية إدارية ومسؤولين- الأفغاني شير شاه سوري. وحاول السكان المحليون اللجوء إلى المحكمة العليا لإنقاذ المسجد، لكن محاولاتهم باءت بالفشل.
كما شارك الرئيس السابق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أشوك سوين، رئيس منظمة التعاون الدولي للمياه، على حسابه بموقع تويتر، مقطع فيديو يظهر المسجد يُهدم بالجرافات، وعلق قائلاً: “هدم مسجد تاريخي في الهند لتوسعة الطريق”.
*اضطهاد المسلمين في الهند
يأتي ذلك بينما تشهد الهند منذ أكثر من عامين حملات اضطهاد واسعة، وأعمال عنف ضد المسلمين، تقف وراءها ميليشيات هندوسية متطرفة تتبع عقيدة (هندوتفا) العنصرية.
حيث قالت منظمات حقوقية هندية إن هذه العقيدة التي تعتنقها قيادة البلاد، المتمثلة في حزب “بهاراتيا جاناتا”، تهدف إلى تمييز الهندوس عن بقية الأقليات في البلاد. ويشكّل المسلمون نحو 13% من تعداد سكان الهند البالغ ملياراً و350 مليون نسمة.
إذ إنه خلال بداية شهر يناير/كانون الثاني الجاري، نظم الآلاف من المسلمين في مدينة هالدواني، شمالي الهند، تظاهرة احتجاجاً على قرار محكمة بهدم 4500 منزل بداعي أنها أقيمت دون تصاريح بناء، وتجعلهم بلا مأوى.
حيث صادقت المحكمة العليا في ولاية أوتار خاند، التي توجد فيها المدينة، على قرار إزالة منازلهم لصالح إقامة محطة سكك حديدية، وأمهلت السكان أياماً عدة قبل البدء بهدم المنازل، بحسب وسائل إعلام هندية.
بحسب تقارير حكومية، فإن حوالي 4000 عائلة، غالبيتهم من المسلمين، يقيمون في المنطقة على 29 فداناً، فيما تقول السلطات إن التعدي على السكك الحديدية يعيق جهود النمو والتوسع.
*هدم 4500 منزل للمسلمين
وفي وقت سابق “تظاهر الآلاف من المسلمين في مدينة هالدواني شمالي الهند، احتجاجاً على قرار محكمة بهدم 4500 منزل بحجة إقامتها من دون تراخيص بناء، وأمهلت المحكمة السكان أياماً قبل هدم المنازل التي يعيشون فيها منذ عقود.
واعتبرت جهات أنّ هذا القرار يُضاف إلى سلسلة الجرائم والقوانين العنصرية المجحفة التي أصدرتها السلطات الهندية بحق المسلمين، هذا عدا عن اعتداءات الهندوس الوحشية ضدهم والتي تتم تغطيتها وتوفير الحماية لمرتكبيها من جانب قوات الأمن الهندية، وفي كل مرة تتخذ فيها السلطات الهندية قراراً بهدم منازل للمسلمين تتذرع بحجج واهية، فهي في هذه المرة تدعي أنّ آلاف الأسر قد سكنت بشكل غير قانوني ودون ترخيص وأن تلك الأرض ملك لسلطات السكك الحديدية وأنها ستهدم المنازل لإقامة مشروع سكة حديدية مع أنّ سكان هذه المنازل يؤكدون أنهم توارثوا العيش فيها عن أجدادهم وأنهم يدفعون فواتير الكهرباء ومختلف الخدمات والضرائب وغيرها من الوثائق والاعتمادات التي تقنّن سكنهم فيها.
وبناء على هذا القرار المجحف فإنّ هذه العائلات تواجه مستقبلا غامضا حسبما صرحت لوسائل الإعلام، إذ فقدوا فرص مواصلة أبنائهم تعليمهم في المنطقة، وهم مهددون بالإقامة في العراء في ذروة فصل الشتاء، حسب تقارير صحفية محلية.