المستشار الثقافي السابق في سلطنة عمان للوفاق:

السياحة تعزز التبادل الثقافي والتفاهم والسلام بين الشعوب

لقد تلعب السياحة دوراً كبيراً في تعزيز الحوار بين الثقافات وتقدم الكثير من الفرص منها التعارف وتعلم اللغات الأجنبية وتذوق النكهات الغريبة والتواصل مع البشر الآخرين وبناء التسامح. فالسياحة تعتبر تجربة تعليمية وروحية تغذي العقل

سهامه مجلسي

 

يحتفل العالم  كل عام يوم  27 سبتمبر بـ اليوم العالمي للسياحة، الذي تهتم به كل الدول لتسليط الضوء على أهمية السياحة دولياً، ويهدف الاحتفال بـاليوم العالمي للسياحة سنوياً، لمعرفة تأثيرها المهم على النطاق الاقتصادي والسياسي والثقافي على النطاق العالمي، وذلك نظراً لأهمية النطاق السياحي على المستوى الدولي، وتعمل الدول على تطوير النشاط السياحي وفتح الكثير من الحجوزات لمساعدة المواطنين على التنقل من بلد لأخرى لتنشيط السياحة، والاستمتاع بالمعالم السياحية المختلفة وتعليم ومعرفة العادات والتقاليد عن كل دولة.

 

وغالباً ما يتم تسليط الضوء على السياحة وذلك لأهمية دورها في التنمية الاقتصادية وأيضاً في تعزيز السلام على المستوى العالمي في عالم تترابط فيه علاقات الشعوب بعضها ببعض. ومن هنا تبرز أهمية السياحة كقوة مقنعة وديناميكية لتحدي الصور النمطية وتحدي الأحكام المسبقة.

 

لقد تلعب السياحة دوراً كبيراً في تعزيز الحوار بين الثقافات وتقدم الكثير من الفرص منها التعارف وتعلم اللغات الأجنبية وتذوق النكهات الغريبة والتواصل مع البشر الآخرين وبناء التسامح. فالسياحة تعتبر تجربة تعليمية وروحية تغذي العقل، وفي هذا السياق اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الدكتور بهمن اکبری استاذ جامعي والمستشار الثقافي السابق في عمان والناشط في مجال السياحة وفيما يلي نصه:

 

في البداية قال اكبري تعتبر السياحة مصدر دخل كبير ومهم لكل الدول، لذلك قررت منظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، بتحديد موعد خاص بـ«اليوم العالمي للسياحة» ليكون يوم 27 سبتمبر من كل عام منذ 1980، وفي كل عام في هذا اليوم تقام العديد من الاحتفالات والبرامج والمؤتمرات في مختلف دول العالم، وبما ان السياحة الثقافية تنمو في إطار المهرجانات والتقاليد المتنوعة، والأعمال الفنية، ومواقع التراث الثقافي، فضلاً عن زيارت الاماكن التاريخية والترفيهية والدينية، مساهمة السياحة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإظهار مدى تأثير السياحة على المجتمع، القيم الثقافية والسياسية والاقتصادية حول العالم ضمن أهداف يوم السياحة العالمي.

 

وبالنظر إلى أن اليونسكو قد بدأت في عقد مؤتمرات لدراسة سبل تحقيق اهمية السياحة والثقافة واستخدامها على النحو الأمثل في الحد من الفقر وخلق فرص العمل ودعم التراث الطبيعي والثقافي وتعزيز التفاهم بين الأمم، فإن السياحة فرصة لخلق وتعاون جديد ومنظم مع منظمة السياحة، مع التأكيد على أن تطوير وتعزيز السياحة الثقافية حول العالم كضامن للأمن والسلام، وهذه فرصة فريدة لنا جميعاً للتعاون مع مختلف القطاعات العامة والخاصة، فان دور السفر وتعزيز السياحة كنشاط إنساني عظيم في خلق مستقبل أفضل للإنسان والسلام والرخاء، وخاصة لبلدنا الحبيب.

 

وفيما يتعلق بالأهمية الاجتماعية والاقتصادية للسياحة، تجدر الإشارة إلى أن لدينا أكثر من مليار سائح سنويا على المستوى الدولي و6 ملايين سائح محلي على الحدود الداخلية للدول، أي 30% من إجمالي الصادرات والخدمات العالمية، فضلا عن 9٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي وتوفر السياحة.

 

شعار هذا العام «السياحة والسلام» 

 

واوضح اكبري بان منظمة السياحة العالمية، وفقا لروتين كل عام، اعلنت شعار هذا العام لهذا اليوم بـ «السياحة والسلام» وانطلاقا من ذلك تحاول دول الأعضاء صياغة وتنفيذ استراتيجيات مناسبة وفعالة لتنمية السياحة وتعزيز السلام والصداقة في الأبعاد المحلية والدولية.

 

السياحة هي في الأساس صناعة، محورها الإنسان، الاتصالات، والمجتمع، وهذه الخصائص حولتها إلى صناعة ناعمة، صناعة خالية من أي تعقيد وغموض وعنف.

 

والحقيقة أن جوهر السياحة هو الاستضافة والضيافة، وفي مثل هذه الأجواء بالتحديد يقال إن الضيف هو حبيب الله.

 

فالسياحة خالية من أي حرب أو صراع أو توتر داخلي وخارجي وتتأثر بشدة بمثل هذه العناصر في البيئة التسويقية الكلية. ولغتها هي لغة الحوار والسلام، ويتعين على الحكومات أن تحاول تعزيز دبلوماسيتها الدولية من خلال الاستفادة من هذه القدرة الضخمة والقيمة. لأن السياحة يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز وتوسيع السلام والصداقة والتعايش السلمي في العالم بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية.

 

وتعد السياحة فرصة فريدة للتبادل والتواصل بين الثقافات، وفي بلد مثل إيران، يمكن أن تلعب دوراً كأداة فعالة للتعامل مع ايران فوبيا، وفي هذا الصدد، يمكن أن يساعد تبادل السيّاح بين الدول في تقليل الأحكام السلبية وتحسينها. فالصورة الذهنية للسيّاح والدول المختلفة تجعل العالم إيجابياً تجاه الوجهات السياحية أو دول المقصد وبالتالي تساعد على خلق السلام والاستقرار.

 

ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى الحد من التوترات الاجتماعية والصراعات الداخلية واقتصاد أكثر استقراراً للبلدان من خلال خلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الوجهات السياحية والمجتمعات المحلية.

 

تعد السياحة أداة دبلوماسية غير رسمية للدول، ويمكن للحكومات أن تكون أساساً للحوارات البناءة مع مختلف دول العالم من خلال تخطيط وتنظيم وإدارة الرحلات الجماعية والفعاليات الدولية.

 

ولذلك، حيثما يوجد السلام والهدوء والحوار والأمن، فإن تنمية السياحة بالتأكيد تصبح أسهل وتتسارع، وسوف تجلب الرخاء والحيوية الاقتصادية والاجتماعية وتقوي العلاقات السياسية بين الدول.

 

إيران تتمتع بكافة مجالات السياحة

 

وذكر اكبري بان مناطق الجذب السياحي تختلف في مختلف البلدان ولها سياقات تاريخية وطبيعية ودينية وسياسية. كانت لبعض الدول جاذبية من وجهة نظر تاريخية وبعضها من وجهة نظر طبيعية. من بين دول العالم تتمتع إيران بكافة مجالات السياحة وباعتبارها دولة عريقة ذات ثقافة ممزوجة بالثقافة القديمة والإسلامية وتتمتع بظروف مناخية مختلفة على مدار العام فهي من أكثر الدول جاذبية واستثنائية في العالم بهذا السياق. لذلك من الضروري التخطيط والإعلان بشكل صحيح لجذب السياح للسفر إلى إيران.

 

 

ومن حيث وجود الآثار القديمة فإن بلادنا تعتبر من أقدم الدول وأكثرها حضارة في العالم، بعد كل شيء، فإن السيّاح الذين يسافرون إلى إيران اليوم يختلفون عن أولئك الذين أتوا في الماضي. عادة ما يهتم سيّاح اليوم بالتبادل الثقافي وينبهرون بالأعمال الفنية والثقافية والعادات الإيرانيةـ، ويرون في شعبنا نوعا من الحب والصداقة وهو أمر مهم لهم. بعد زيارة إيران وعند مغادرتهم، لديهم وجهات نظر حول ايران، ويتحدثون عن الإيرانيين وتقدمهم وكرم ضيافتهم. ومن عوامل الجذب السياحي في إيران.

 

فالسياحة تجعل ثقافة الأمة مكشوفة أمام أعين الأمم الأخرى وتبرز نقاط ضعفها وقوتها. لأن الناس لا يبحثون فقط عن العمل ولا التسوق والترفيه في الرحلات السياحية. وانما يسعى السائحون المحترفون إلى اكتشاف ثقافة البلد الذي زاروه تاريخه وفنونه وعاداته، ويمكن للسياحة أن تبني جسورا وأن تسهم في إحلال السلام في عالم يسعى جاهدا إلى تحقيق التعايش السلمي، ولذلك يمكن اعتبار السياحة من أفضل الطرق لإثراء ثقافة ومجتمع شعب بلد ما وتعزيز لغته وعاداته.

 

اهداف السائح وأنواع السياحة

 

واما عن اهداف السائح فقال اكبري، تم تقسيم السياحة إلى أنواع مختلفة، يمكن أن نشير منها إلى السياحة الترفيهية، والسياحة العلاجية، والسياحة الثقافية، والسياحة الدينية، والسياحة الرياضية، والسياحة التجارية، والسياحة السياسية:

 

 الأهمية الاقتصادية

 

– زيادة الإيرادات: تعتبر السياحة مصدراً رئيسياً للإيرادات الوطنية، حيث تساهم في تحسين الميزان التجاري من خلال جذب العملات الأجنبية.

– خلق فرص العمل: توفر السياحة العديد من فرص العمل في مختلف القطاعات مثل الفنادق والمطاعم ووسائل النقل.

– تنمية البنية التحتية: تتطلب السياحة تطوير البنية التحتية مثل الطرق والمطارات، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.

 

الأهمية الاجتماعية

 

– تعزيز التفاهم الثقافي: تسهم السياحة في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، مما يعزز من التفاهم والتسامح.

– تحسين جودة الحياة: يمكن أن تؤدي السياحة إلى تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم.

– الحفاظ على التراث الثقافي: تشجع السياحة على الحفاظ على المعالم التاريخية والتراث الثقافي.

 

الأهمية السياسية

 

– تعزيز العلاقات الدولية: يمكن للسياحة أن تلعب دوراً في تحسين العلاقات بين الدول وتعزيز التعاون الدولي.

– تسويق الصورة الإيجابية: تساهم السياحة في تحسين الصورة العامة للدولة على الساحة الدولية.

– الاستقرار السياسي: يمكن أن تؤدي العوائد الاقتصادية من السياحة إلى استقرار سياسي أكبر.

 

السياحة العلاجية في إيران

 

 

– توفير خدمات طبية عالية الجودة: تتمتع إيران بسمعة جيدة في تقديم خدمات طبية متقدمة بأسعار تنافسية، مما يجذب السياح للعلاج.

– تنوع العلاجات: تشمل السياحة العلاجية في إيران مجالات متنوعة مثل الجراحة التجميلية، وعلاج الأمراض المزمنة، والطب التقليدي.

– تعزيز الاقتصاد المحلي: تساهم السياحة العلاجية في دعم الاقتصاد المحلي من خلال إنفاق السياح على الخدمات الطبية والإقامة.

 

وفي الختام، تعتبر السياحة العالمية، بما في ذلك السياحة العلاجية، عنصراً حيوياً لتنمية الاقتصاد الإيراني وتعزيز الروابط الاجتماعية والسياسية، من خلال الاستفادة من هذه الموارد، يمكن لإيران أن تعزز مكانتها على الساحة الدولية وتحقق التنمية المستدامة.

 

الآن وقد جاء يوم السياحة العالمي، ولا بد من القول إن من حق جميع شعوب العالم الاستفادة من الجمال والمعالم السياحية الفريدة الموجودة في العالم.

 

ومن جهتي أهنئ يوم السياحة العالمي وبداية الأسبوع السياحي لجميع الناشطين السياحيين في بلدنا الحبيب إيران في مختلف مجالات السياحة، وأتمنى أن أشهد ذلك تطورات إيجابية في اتجاه تطور صناعة السياحة في العالم إيراننا الحبيبة وحضور السياح  الأجانب إلى بلدنا الجميل القديم والواسع.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة