العلاقات بين انقرة ودمشق مازالت تطبخ على نار هادئة لارسائها على قواعد سليمة لتنظم العلاقات بين البلدين الجارين بصورة صحيحة.. فبعد ان ارسلت تركيا اشارات تكشف عن الاستعداد للتطبيع طوال الاسابيع القليلة الماضية، تم طرح الملف في اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان وذلك في سياق مبادرة روسية لإطلاق مشاورات ثلاثية تسبق عملية التطبيع.
عملية وضعت الخطوات الاولى لها عبر عقد لقاء رسمي بين وزيري الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في البلدين، على ان تستأنف الاجتماعات منتصف الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل.
الا ان الرغبة التركية التي تريد التطبيع قبل انتخاباتها المقررة اصطدمت بموقف دمشق حينما أعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد: بان أي لقاءات مع الجانب التركي يجب أن تبنى على أساس احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها وإنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.
اذن فالتطبيع هنا مشروط بانسحاب تركيا من المناطق التي تحتلها في شمال سوريا، ومن نتائجه فتح طريق حلب – اللاذقية وخلع سلاح الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا في غرب سوريا، وسيكون أساس العمل في العلاقات بين البلدين “اتفاق اضنا” بين البلدين.
ويرى المراقبون ان انقرة وبعد 12 عامًا توصلت الى أن مشروع احتلال سوريا وهم لا يؤدي سوى الى فرض تكلفة باهظة على الحكومة، في حين يسعى الرئيس أردوغان تقليص مشاكل سياساته الخارجية وتصفيرها مع الدول التي لديه خلاف معها، ومنها سوريا واستغلال هذه القضية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومن تداعيات اي تقارب وعودة للعلاقات بين انقرة ودمشق، ان يصبح وضع الأكراد والمحتل الاميركي في شمال شرق سوريا أكثر صعوبة وهشاشة، حيث ان العودة تبدو في الافق حقيقة ممكنة لكنها تحتاج الى ارادة وزمان.
من جهة أخرى، سمعت أصوات انفجارات قوية داخل مدينة الحسكة، شرقي سوريا، تبين أنها ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية أجراها جيش الاحتلال الأمريكي ضمن المباني السكنية للمدنيين، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة له إلى مدينة الشدادي النفطية جنوب المحافظة.
وأفادت مصادر محلية في مدينة الحسكة، إن قوات الاحتلال الأمريكي نفذت تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية مع قوات “قسد” في قاعدة (حي غويران) داخل بمدينة الحسكة، وذلك ضمن المباني السكنية للمدنيين ما اثر حالة من الهلع والخوف بينهم.
وتابعت المصادر: أن دوي الانفجارات الناجمة عن التدريبات العسكرية المشتركة التي تعتبر الأولى من نوعها ضمن أحياء مدينة الحسكة، سمع في أرجاء الأحياء والأرياف القريبة من المدينة.
وتاتي هذه التدريبات بالتزامن مع استقدام قوات ما يسمى“ التحالف الدولي” بقيادة جيش الاحتلال الأمريكي، يوم الأحد، تعزيزات عسكرية ولوجستية جديدة إلى قواعدها، بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا.
وأضافت: أنَّ هذه التعزيزات دخلت إلى قاعدة التحالف الدولي العسكرية في مدينة الشدادي النفطية، جنوبي الحسكة.
في سياق آخر، أكدت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي مقتل أبو حمزة الفرنسي، الذي يحمل الجنسية الفرنسية وأحد أعضاء ما يسمى بـ”تنظيم فرقة الغرباء” الارهابي المبايع لتنظيم القاعدة، باشتباكات مع الجيش السوري.
وأشارت المصادر إلى أن زملاء أبو حمزة الفرنسي، دفنوه في إحدى قرى جبل الزاوية يرجح أنها بليون وبالقرب من نقطة مراقبة للجيش التركي.