الصايغ: السيد نصرالله ليس مجرد أميناً عاماً لحزب الله، بل هو شخصية لها وزنها الإقليمي والدولي

خاص الوفاق: في المرحلة الفارقة التي حقّقت وتُحقّق فيها المقاومة العديد من الإنجازات الإستراتيجية في حربها مع العدو الصهيوني، فقدت الأمة الإسلامية الأمين العام لحزب الله سيد المقاومة السيد حسن نصر الله، وانتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا على طريق تحرير القدس الشريف.

2024-09-29

الجريمة الصهيونية النكراء جاءت في إطار تحركات مُكثّفة للصهاينة في الأسبوعين الأخيرين في محاولة خاوية إلى ضرورة سد الجبهة الشمالية من أجل شل حزب الله، وعلى وقع تخبّط الكيان الصهيوني وخلوّ جعبته من أي قدرة على مهاجمة لبنان على الأرض، فبدأ حربًا أمنية، بتفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال والقتل الجماعي للشعب اللبناني.

 

عقب ذلك، استعرّت الهجمات الجوية والإرهابية للكيان الصهيوني في الضاحية الجنوبية على المباني السكنية، وبالطبع استشهد إثرها عدد من كبار قادة المقاومة، وبدأت جولة جديدة من هجمات هذا النظام في مناطق مختلفة من لبنان، وأخيراً انتهت هذه الأحداث بهجوم واسع النطاق على الضاحية وختمت باستشهاد سيد المقاومة.

 

خلال الأشهر الماضية، وبعيداً عن ردود الفعل الانفعالية، وبعملية دقيقة، واصل حزب الله مهاجمة العدوّ الصهيوني، ومن دون الكشف عن كافة قدراته وإمكاناته العسكرية والتسليحية، ومقراته ومستودعات أسلحته ومنشآته والمراكز اللوجستية، تم الهجوم على مواقع العدوّ العسكرية في مدينة حيفا شمال الأراضي المحتلة ومينائها الاستراتيجي.

 

خسارة سماحة السيد حسن نصر الله الذي استشهد في طريق الوفاء لفلسطين ومساندة الشعب الفلسطيني في ظل هذه المذبحة التي يتعرض لها من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ليكون بذلك شهيد الأمة الإسلامية، أحدثت موجة من الحزن والأسى لدى جميع الأحرار والشرفاء في أنحاء العالم نظراً لمحبوبيته الكبيرة بين الأوساط الشعبية الاسلامية والدولية، في ضوء ذلك أجرت صحيفة الوفاق حوارا مع الخبير السياسي في شؤون المنطقة مدير صحيفة ديلي ليبانون الدكتور “يوسف الصايغ”.

 

وقال  بشأن شخصية ومكانة السيد حسن نصر الله: لا شك أن فقدان شخصية بحجم السيد حسن نصرالله وفي ظل معركة “طوفان الأقصى” يشكل خسارة كبرى على مستوى المقاومة في لبنان ومحور المقاومة بشكل عام، فالسيد نصرالله صاحب إطلالة كاريزماتية لها بالغ الأثر والتأثير في الجماهير؛ وكان ذلك يظهر بوضوح من خلال التفاعل مع خطابات السيد نصرالله وإطلالاته التي كانت تعطي شحنات معنوية لجمهور المقاومة.

 

وتابع: السيد نصرالله ليس مجرد أميناً عاماً لحزب الله، بل هو شخصية لها وزنها الإقليمي والدولي حيث شكّل العامود الفقري في محور المقاومة، من خلال الإنجازات التي تحققت في مواجهة الكيان الصهيوني وفي التصدي لخطر الارهاب الذي ضرب منطقتنا، ومن هنا كان له هذا الدور الفاعل والمؤثر على مستوى القرار السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة عموماً.

 

وأضاف بشأن تأثير إغتيال السيد حسن نصر الله على إرادة المقاومة في القضاء على العدو الصهيوني: إن غياب شخصية بوزن السيد نصرالله سيكون له تأثير على المستوى المعنوي نظراً لرمزيته وموقعه، إلا أن المقاومة تعمل وفق نظام مؤسساتي، وقراراتها تأتي وفق آلية وأطر تنظيمية، والسيد نصرالله كان هو الشخص الذي يطل إعلامياً لإعلان القرارات والتوجهات؛ لكن هناك مجلساً جهادياً يقوم بالتصويت على الشؤون السياسية والعسكرية، وبالتالي جسد المقاومة أصيب بانتكاسة؛ لكنه قادر على التعافي والنهوض كما فعل بعد اغتيال الشيخ راغب حرب وبعد السيد عباس الموسوي الذي خلفه السيد نصرالله على مدار 32 عاماً، حيث شهدنا كيف تطور عمل وآداء المقاومة ميدانياً وسياسياً؛ وبالطبع مسيرة الحزب مستمرة وهي ستعمل على ترميم وضعها الداخلي، واستعادة المبادرة، وتأهيل وضعها الداخلي، واستكمال مسيرتها الجهادية والنضالية.

 

وعن تقييم إنجازات وتضحيات حزب الله لبنان والسيد حسن نصر الله إزاء القضية الفلسطينية ودعم غزة، أضاف: لا يمكن تحديد حجم الدور الذي لعبته المقاومة في لبنان في نصرة فلسطين وقضيتها، لاسيما منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الفائت، حيث قدمت المقاومة في لبنان الغالي والنفيس إسناداً لغزة ومقاومتها. ومع استشهاد السيد نصرالله نكون أمام قمة العطاء والبذل والتضحية الذي يمكن أن تقدمه حركة المقاومة من أجل فلسطين عبر التاريخ، فهذه المعركة باتت معركة تضحية وملحمة فداء بكل ما للكلمة من معنى.

 

وبشأن ردّ محور المقاومة على جريمة إغتيال السيد حسن نصر الله، أضاف الدكتور الصايغ: لا شيء يمكن أن يعوض خسارة شخصية بحجم السيد نصرالله، ومهما كان مستوى الرد على اغتياله فانه يبقى أقل من أن يشكل رداً لأنه لا توجد في كيان العدو شخصية بحجم ووزن السيد نصرالله، لأننا أمام كيان جبان وعاجز يقتل؛ لكنه لا يقاتل، بينما السيد نصرالله اندفع بكل ما لديه، وقدم حياته ودمه فداء لغزة والأقصى. وبالأمس رأينا كيف وصلت الصواريخ والمسيّرات إلى القدس ويافا وطبريا من قبل محور المقاومة الذي يقوم بالرد على جريمة اغتيال السيد نصرالله ورفاقه الشهداء حيث ستكون دماؤهم من أجل فلسطين وحريتها.

 

وإختتم كلامه بالقول: إننا أمام مسار جديد بعد اغتيال السيد نصرالله وهذا العمل الجبان الذي أقدم عليه كيان الاحتلال الصهيوني بضوء أخضر أميركي هو جريمة موصوفة وعدوان تجاوز كل الحدود؛ وبالطبع فان طبيعة المعركة بعد هذا الاغتيال الآثم تغيرت وقواعد المواجهة تغيرت وثمن اغتيال السيد نصرالله سيكون بحجم دوره على صعيد المنطقة والعالم، ونحن بانتظار المسار الذي ستسلكه قوى المقاومة في لبنان والمنطقة الذي دخلت في منعطف كبير، وسنكون أمام تطورات كبرى في المرحلة المقبلة.

 

المصدر: الوفاق/خاص