الوفاق/ خاص
المولد والنشأة
ولد “مهنا المؤيد” في “عاليه” في لبنان عام 1962 م عندما كان والده يعمل هناك، وهو من “السويداء” من قرية “عرمان” التي قدمت أكثر من مئتي شهيد في سبيل إستقلال سورية.
وقد نشأ هناك وتعلم في مدارس “عاليه” إلى أن كبر وأصبح شاباً، حيث اختار الجهاد في سبيل فلسطين، فالتحق بجبهة التحرير الفلسطينية، وخضع للكثير من الدورات التدريبية والمعسكرات في سورية ولبنان.
مشاركته في عملية نهاريا البطولية
في 22 من نيسان عام 1979 م انطلق الشهيد من الأراضي اللبنانية مع رفاقه الفدائيين بعد أن أقسموا اليمين، باتجاه مستوطنة “نهاريا” عن طريق البحر بزورق مطاطي حتى لا يلتقطهم رادار العدو، حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة منتصف الليل، محملين بأحدث الأسلحة من قنابل ورشاشات و”آر بي جي”.
حيث أطلقوا النار على سيارة شرطة فقتلوا شرطياً، ثم اقتحموا منزل عائلة “هاران” وأخذوا أفرادها رهائن، وأثناء العودة اصطدم الشباب بقوة صهيونية، واشتبكوا معها، وقتلوا أحد عناصرها، حيث استمرت العملية من الساعة الثانية عشرة منتصف الليل إلى الساعة السادسة صباحاً.
وكانت هذه العملية التي أطلق عليها إسم القائد “جمال عبد الناصر” رداً على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين جمهورية مصر العربية والكيان الإسرائيلي المؤقت، وكان أن استشهد “مهنا” وصديقه “أحمد الأبرص” وأصيب “سمير القنطار” في قدمه وأسر هو و”عبد المجيد أصلان”.
إنّ المميز في عملية نهاريا أنَ المجموعة استطاعت اختراق حواجز الأسطول السادس وأخفوا الزورق عن الرادار وحرس الشاطئ، ثّم بدأت العملية في الثانية فجراً واستمرت حتى ساعات الصباح، ووصلت المجموعة إلى شاطئ نهاريا حيث توجد أكبر حامية عسكرية إضافة إلى الكلية الحربية ومقر الشرطة وخفر السواحل وشبكة الإنذار البحري ومقر الزوارق العسكرية الصهيونية “شيربورغ”، اقتحمت المجموعة إحدى البنايات العالية التي تحمل الرقم 61 في شارع جابوتنسكي، وانقسمت المجموعة إلى قسمين، واشتبكوا في البداية مع دورية للشرطة وحاولوا الدخول إلى منزل يملكه (آمون سيلاع) يقع على الشاطئ مباشرة، وبعد ذلك اشتبك أفراد العملية مع دورية شرطة صهيونية فقتل الرقيب (الياهو شاهار) من مستوطنة معلوت.
العودة إلى الوطن
عاد جثمان الشهيد “مهنا بشير المؤيد” إلى أرض الوطن بعد غياب دام 29 عاماً، مع رفاقه الأسرى والشهداء في عملية تبادل للأسرى وجثامين الشهداء والتي جرت بين العدو الصهيوني والمقاومة الإسلامية في لبنان في العام 2008م.