اغتال العدو الصهيوني السيد حسن نصرالله، ولم يعرف أنه سيحفر في تاريخ الأمة الإسلامية ما لا تقوى صواريخ الولايات المتحدة وأطنان من متفجراتها على محوه، فهذا السيد لا يمحوه قتل. إنّه من أولئك الذين لا يتركون أهلهم أبداً، وأهله سينتصرون حتماً معه، وأن المقاومة فكرة ورسالة في كل حر ولا تنتهي باستشهاد القادة، وفي هذا السياق وللتعرف على معاني استشهاد قائد المقاومة وتردداتها، حاورت صحيفة الوفاق الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الدكتور خالد عبدالمجيد، فيما يلي نصّه:
كيف تقيّمون شخصية ومكانة السيد حسن نصرالله؟
لا يستطيع أحد أن يفي سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله في أي تقييم لشخصيته ومكانته ورمزيته في المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو المنطقة، لأن سماحة السيد الشهيد يمثل رمزاً ونموذجاً استثنائياً في مواجهة الكيان الصهيوني في الإرادة التي لا تلين هذه الإرادة الصلبة التي أوصلت حزب الله إلى هذه المكانة وإلى هذا الدور الكبير الوطني والقومي والإسلامي. سماحة السيد حسن نصرالله هو قائد المقاومة للأمة، وبالتالي فإن خسارته كبيرة وحزننا عميق على هذه الشخصية؛ لكننا في نفس الوقت نعتبر أنه بإستشهاده سيبقى شمساً ساطعة في سماء أمتنا وفي بلداننا حتى يتحقق النصر الأكيد على العدو الصهيوني.
هل سيؤثر إغتيال السيد حسن نصرالله على إرادة المقاومة في القضاء على العدو الصهيوني؟
لا شك أن إغتيال سماحة السيد حسن نصرالله خسارة كبيرة، وما قام به العدو الصهيوني خلال الأسبوعين الماضيين سواءً في مجازر البيجر والأجهزة اللاسلكية وكذلك ما تلى ذلك من حرب إجرامية وقصف جنوني في الجنوب وفي الضاحية وفي بيروت، لا شك أن ذلك كان له تأثيرات على وضع المقاومة وعلى الوضع الشعبي؛ لكن هذا تم احتواؤه منذ الأيام الأولى وعبر عنه سماحة السيد في الخطاب التاريخي الذي أكد على الثوابت وعلى المبادئ التي التزم بها تجاه لبنان وتجاه فلسطين والمنطقة، ورفض كل الشروط التي طرحت سواء من العدو الصهيوني أو من الولايات المتحدة الإمريكية وتمسّك بالمقاومة ومواجهة هذا الكيان الإجرامي لأنه أدرك أن هذه الأعمال الإجرامية ليست فقط من أجل النيل من حزب الله، إنما من أجل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد والولايات المتحدة الأمريكية تشكل له غطاءً كاملاً ودعماً مستمراً من أجل محاولة العودة لتطبيق هذا المشروع الذي فشلت فيه منذ 13 عاماً، لذلك الشهيد حسن نصرالله هو الذي يدافع عن لبنان وفلسطين وكذلك يدافع عن الأمة ويواجه العدو الصهيوني والولايات المتحدة في مخططها الذي يستهدف الأمة جمعاً لا شك أن هذا التأثير وهذه الخسارة بإستشهاد السيد وما قام به الكيان الصهيوني من قصف جنوني من خلال اختراق الأجهزة لا شك أن ذلك أدى إلى خطوات من أجل تجاوز هذه الإختراقات الإلكترونية لأن الصراع مع هذا العدو هو صراع بين التكنولوجيا والإيديولوجيا التي يلتزم بها أبناء المقاومة في حزب الله هي العقيدة الإسلامية التي تؤكد على مواصلة النضال والجهاد لكسر هذا العدو المجرم الذي فشل في غزة والذي سيفشل في لبنان.
كيف تقيّمون إنجازات وتضحيات حزب الله لبنان والسيد حسن نصرالله إزاء القضية الفلسطينية ودعم غزة؟
الإنجازات والتضحيات التي قدمها حزب الله في لبنان والموقف والدور الكبير لسماحة السيد الشهيد حسن نصرالله للقضية الفلسطينية لا تُقيم، وهي التزام مبدئي تجاه فلسطين والقدس ولم نشاهد قبل ذلك مثل هذه التضحيات والإسناد للقضية الفلسطينية كما شاهدناه نحن الفلسطينيين من سماحة السيد الشهيد ومن حزب الله هذا الإلتزام المبدئي والعقائدي الذي قدم كوكبة كبيرة ومسيرة طويلة من الجهاد والشهداء والتضحيات للشعب اللبناني منذ عام 1982 لغاية الآن لا يمكن ان تعد أو تحصى، لذلك كان بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين ان سماحة السيد هو الضمان لهذا الموقف القومي والإسلامي المشرف وحركة الدعم والإسناد قبل “طوفان الأقصى” وبعده؛ لكنها تجسدت بشكل واضح من خلال هذا الدعم والإسناد الذي قام به في مواجهة الكيان الصهيوني في قطاع غزة لمواجهة الجرائم، وحرب الإبادة التي قام بها العدو الصهيوني في قطاع غزة. تحية لروح سماحة السيد الشهيد تحية لحزب الله وسيبقى بالنسبة لنا حزب الله وسماحة السيد الشهيد نبراساً وقدوة في الإلتزام، في العطاء وفي التضحية من أجل إستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية وحماية الفلسطينيين وحماية لبنان وحماية المنطقة من المخططات الأمريكية والصهيونية.
كيف سيكون ردّ محور المقاومة على جريمة إغتيال السيد الشهيد حسن نصرالله؟
محور المقاومة يخوض حرباً في مواجهة الكيان الصهيوني منذ سنوات طويلة، مستوى التكامل والترابط في السنة الأخيرة وخاصة بعد معركة “طوفان الأقصى” تمثّل بوحدة الساحات وانتقلت المقاومة من حالة إلى حالة أرقى، ولذلك لا نعتبر أن الموضوع هو رد لمحور المقاومة الموضوع هو خوض صراع مع هذا العدو المجرم مع هذه المخططات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي تكامل خلال العام الماضي وخلال المعارك التي خاضها محور المقاومة فمحور المقاومة سواء في لبنان الذي شكل الساحة الرئيسية في دعم القضية الفلسطينية ودعم المقاومة في قطاع غزة، إضافة في الدور الكبير لليمن الشقيق العزيز الذي خلق معادلة دولية في البحر الأحمر شكل ردعاً للولايات المتحدة الأمريكية وللكيان الصهيوني والدول الغربية وشكل مأزقاً لدور الدول الغربية الإستعمارية، كذلك هذا الدور لإخوتنا في الحشد الشعبي الذين يقومون بدورهم إلى جانب المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ومحور المقاومة قد يكون بعد اغتيال سماحة السيد عليه دور أكبر وعليه مسؤوليات كبيرة جسام.
هل لديكم ما تودّون قوله إزاء هذه الجريمة الهمجية وشخص السيد حسن نصرالله؟
ما نودّ أن نقوله بخصوص هذه الجريمة الوحشية وهذا الإغتيال الغادر لسماحة السيد أن العدو الصهيوني لا يعرف أنه كلما استشهد عدد من القيادات كلما كان بعثاً جديداً لجيل جديد، لإرادة جديدة، لقوة جديدة لدى المناضلين لدى المقاومة لدى المجاهدين لدى الكوادر ومهما حاول العدو الصهيوني أن يقوم بهذه الجرائم ومهما رفع من مستوى التصعيد؛ لكنه لن يستطيع القضاء على المقاومة، المقاومة فكرة والمقاومة عقيدة والمقاومة دفاعاً عن الأوطان ونحن أصحاب الأرض واللبنانيين أصحاب الأرض وشعوب المنطقة هم أصحاب هذه الأوطان سيدافعون عنها وسيدافعون عن بلدانهم وسيدافعون عن كرامة وعزة هذه الأمة.