فريد عبدالله
قبل أيام قليلة اعدمت ايران أخطر عميل للمخابرات البريطانية كان قد تولى مناصب حساسة خاصة في السلك العسكري ، وتسببت عمالته بإحداث اضرار كبرى في البلاد ومنها اعطاء معلومات عن العلماء النوويين للعدو ومعلومات عن كبار الشخصيات الايرانية ومعلومات عن المفاوضات النووية و… والمعلوم ان واحدة من هذه الخيانات تجلب الاعدام لصاحبها في الدول الاخرى.
اعدام هذا العميل (وصفته الصحافة في ايران بالعميل الأخطر، والكبير، والسمكة الكبيرة، والصيد الكبير للبريطانيين ، وغيره) جاء بعدما تسببت عمالته وتجسسه باستشهاد علماء نوويين وحدوث اضرار وخلل امني كبير حسبما وصفت ذلك السلطة القضائية الايرانية، وقد نشرت في الصحافة تفاصيل عمالته وارتباطه بالمخابرات البريطانية وما قام بها بالتفصيل.
وبعد ان اعلنت ايران قرب تنفيذ حكم الاعدام، توالت التهديدات الغربية لايران وتهويلاتهم بأن اعدامه سوف يجر على ايران كذا وكذا ، لكن ايران اعدمته واعلنت ذلك وسط كل هذا الضجيج المفتعل ، وللضجيج الغربي والحزم الايراني في هذه القضية عدة اسباب رئيسية واضحة ومنها :
– عدم اعدام مثل هذا العميل بسبب التهويل والتهديد الغربي ربما كان يعتبر تشجيعا لمن سولت نفسه بالعمالة للخارج على اعتبار ان الدول الغربية ستكون قادرة عبر حملة ضغط دولية انقاذ عملائها من الاعدام وتوسيع هذه المؤامرة.
– التريث في اعدام العميل اكبري كان بمثابة تشجيع كبير وفتح باب كبير وكسر قبح العمالة للخارج خاصة في الاوضاع الحساسة الراهنة التي تعلن اميركا ودول اوروبا الغربية ان تركيزهم الان هو فقط وفقط على الاوضاع الداخلية لايران.
– التأخير في تنفيذ هذا الحكم القضائي بسبب الضجة الغربية المثارة كان سيشجع اميركا ودول اوروبا الغربية على اثارة المزيد من الضجيج والتهويل والحملات السياسية والدبلوماسية ضد ايران لأنهم كانوا يرون تأثيرا لها.
– اعدام العميل اكبري رغم كل ما قامت به الدول الغربية تجاهه ، هو بمثابة تحد ايراني واضح لكل حملات الضغط لافهام هؤلاء بأن ايران لا تأبه بكل هذا الضجيج والحملة الدبلوماسية المسعورة ، وانها عاجزة عن التأثير على ما تقرره ايران في شؤونها الداخلية والخارجية.
– بعد احداث الشغب التي خططت لها الدول الغربية في ايران ومهدت لها وغذتها بالاعلام والاموال والجواسيس وتهريب السلاح والدعم المخابراتي ، فان التريث في اعدام اكبري بسبب الحملة السياسية الغربية الشعواء ، كان سيشكل اشارة سلبية لكل المشاركين والمتورطين في احداث الشغب بأن غيّهم وجرائمهم وسعارهم الفاشل والمدعوم من اسيادهم الغربيين والصهاينة ، لم ولن يستطيع هز شعرة ، فالسلطات تنفذ القوانين دون الاكتراث بهؤلاء وأسيادهم.
– ايران قد أفهمت الغربيين بأنها لا تأبه بكل صخبهم وغضبهم واصطفافهم ، فموازين القوى في العالم قد تغيرت وعصر القوة الغربية قد أفل ولا تقيم الدول الاخرى الوزن الذي كانوا يقيمونه لهؤلاء في السابق (ايران لم تكن تقيم هم وزنا في الاساس).
واخيرا يجب القول انه في الوقت الذي يؤكد المسؤولون الاميركيون والبريطانيون والالمان والفرنسيون بأن كل جهدهم واهتمامهم سينصب على الداخل الايراني فهذا الكلام يعني ان المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من المؤامرات والمخططات الشيطانية لهؤلاء والتي تستهدف زعزعة ايران من الداخل وان القضاء على عملاء وجواسيس واذرع هؤلاء الغربيين في داخل ايران ، وابداء الحزم في هذا المجال، هو أبسط ما يأمر به العقل السليم.