موناسادات خواسته
استشهد السيد حسن نصرالله الذي ترك وراءه ميراثا كبيرا للمقاومة، فجيل المقاومين يتخذونه مناراً لهم في طريق الحق والمقاومة، نصرالله كما هو اسمه يقود المقاومة حتى انتصارها وتحرير القدس، حتى وإن إغتاله الكيان الصهيوني الجبان، شخصيته خالده ومسيرته متواصلة، ففي هذه الأجواء أجرينا حواراً مع الناقد السينمائي والإعلامي اللبناني الأستاذ جهاد أيوب الذي له كثير من النشاطات وتكرّس إسمه كناقد بفعل تراكم الخبرة وبَصمَته المهمة في عالم الصحافة والإعلام تتحدث عنه، وأغنى المتلقي بكل ما هو ثمين، وفيما يلي نص الحوار:
الصديق الوفي ورفيق الوطن
بداية سألنا الأستاذ جهاد أيوب عن تقييمه لشخصية ومكانة سماحة السيد حسن نصرالله، حيث قال جهاد أيوب: سماحة السيد حسن نصر الله هو نصرُنا من الله عز وجل، قيمة فاض بها علينا كي نعرف قيمته.
صدقيني، الكلام يعجز عن وصف هذا القائد الذي عشنا معه، وشاركنا فطورنا وأفراحنا وأحزاننا، لعب مع أطفالنا، وحضر في كل مناسباتنا، هو منّا، ونحن من خيوط عباءته، يشعر بأوجاعنا فنجده يقدم الدواء، وحينما تباغتنا الدنيا يطل مبتسماً ليذيب همومنا وقلقنا ومصائبنا، وبسرعة يزيل عنّا جبال الهم، وكأننا صلّينا ودعينا للرب ونحن لا نعرف غير الصلاة والدعاء كي يهدينا هذا السيد الأمين والنظيف والشهيد… ومواقف سماحته تشبه الصلاة والدعاء… لقد عشنا تفاصيل حياة القائد الشهم، والإنسان الخلوق، والصديق الوفي، ورفيق الوطن…لم أكن لأتوقع أن أكتب عن رحيله، بل كنت أتمنى أن يأخذ الله من عمري ويزيد بعمر السيد… والله فكري يعجز بالحديث عن الرفيق والصديق والقريب إلى الروح السيد حسن نصرالله.
الإغتيال لا يؤثر على إرادة المقاومة
وعندما سألناه عن رأيه حول أن هل سيؤثر إغتيال السيد حسن نصرالله على إرادة المقاومة في القضاء على العدو الصهيوني؟، هكذا أبدى رأيه: نعم سيؤثر غيابه علينا جميعاً، فنحن تربطنا علاقة سحرية بيننا وبينه إسمها الوفاء والثقة، أما أن يؤثر هذا الإغتيال النجس والحاقد على إرادة المقاومة فهذا مستحيل مستحيل!
علينا أن نعترف بشخصية السيد لن تعوض، ولها حضورها الثاقب، ووعي فكره ونور إيمانه وتصرفاته لهم مساحة شاسعة سنفتقدها نحن العامة وسيفتقدها الأخوة في المقاومة والمحور، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام رحل إلى ربه، وكذلك الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام والقادة والإمام الخميني(رض) إلا أنّ الرسالة بقيت!
المقاومة رد فعل بسبب الاحتلال، وعدونا شيطان، ووجودنا يعني بمجابهة هذا الشيطان، لذلك الإرادة ستكون أقوى وأهدافها في الصميم لكوننا شاهدنا ما يقوم به عدونا في الخارج والداخل مباشرة… خافوا من بأسنا يا أعداء الله!
السيد حسن عنوان التضحية والوفاء
وفي معرض ردّه على سؤال حول تقييم إنجازات، وتضحيات حزب الله في لبنان، وسماحة السيد حسن نصرالله إزاء القضية الفلسطينية، ودعم غزة، أجاب أيوب: حزب الله اللبناني قدم الكثير لكل قضايا العرب والمسلمين وبالتحديد فلسطين وغزة وسوريا والعراق واليمن والبحرين والبوسنة… هذا حزب النصر والدعم والطيب والمساند والرسالة، وإنجازاته تشهد له، وكيف لا ينجز والشهيد قاسم سليماني شريك في كل الإنتصارات… وأعتقد خير دليل على إنجازات هذا الحزب أنه قدّم خيرة شبابه شهداء على طريق القدس.
أما السيد الشهيد حسن نصرالله فأهم إنجازاته أنه قدّم روحه فداء للأمة… ألا يكفي هذا الثبات والفخر والراية؟…الشهيد السيد حسن عنوان التضحية والوفاء… هو محور الخير والبأس والصواب، وهو المؤمن الذي يبكي إذا علم بأوجاعنا.
رد محور المقاومة على جريمة الإغتيال
وفيما يتعلق بردّ محور المقاومة على جريمة إغتيال سماحة السيد حسن نصرالله، يقول أيوب: الميدان هو الرد، والساحة تشهد على ذلك، وبركان الصبر الذي سيكلّلنا اليوم هو نصرنا للغد… المرحلة قاسية ومحرجة وكاشفة وفاضحة… ولكن الله حق، والمقاومة مع الحق، ولن يتخلى الله عن أصحاب الحق.
النصر حليف المقاومة
واختتم جهاد أيوب كلامه بالحديث عن هذه الجريمة الهمجية، وشخص السيد حسن نصرالله، وقال: حان الوقت لوضع النقاط على همجية العدو الأميركي وعصابة الصهاينة وخيانات بعض العرب ومن يدعي التأسلم، وكما انتصرنا في كثير من المواقع، نجد اليوم أن النصر حليف المقاومة، وروح السيد حسن في الأيام المقبلة ستنير طريق نصرنا… هذا العالم يزداد الظلم فيه، وبعون الله والامام الحجة المنتظر (عج) ستتكلّل جهود المقاومة وراية الشهيد السيد حسن بالنصر القريب… قد يعتقد البعض أننا اُصبنا بالخرف، ولكن وعد الله لا يخيب.
السيد حسن نال ما تمناه، ووصل إلى مبتغاه، وبصراحة تعب من هذه الحياة التي زيّنها بانتصاراته وصبره وحنكته ومواقفه، واختار له الله الراحة بجواره… الله في لحظة سيغير ما تظن بأنه لن يتغير.