هناك الكثير من الرجال والنساء يزورون المسجد الأقصى المبارك من مختلف المدن الفلسطينية والبلدان الإسلامية ولكن هناك عمل تطوّعي رائع يساهم في تعليم القرآن الكريم للآخرين وتدريس الدروس الإسلامية وبالإضافة إلى ذلك يقومون بعمل تطوعي وهو حماية المسجد الأقصى من التدنيس و الإقتحام من قبل اليهود الصهاينة من خلال أنشطتهم الإجتماعية الإعلامية. ما أتى يوم تحمل إمرأة مرابطة سلاحاً ضد العدو الصهيوني ولم تطلق رصاصاً نحوه ولكن أنشطتها الإجتماعية والإعلامية التي تقوم بها من خلال صفحاتها الإفتراضية على تويتر ومقابلات مع وسائل الإعلام جعلتها شوكة مؤذية في عيون المحتلّين وهذا الأمر تسبّب بإعتقال بعض من المرابطات أكثر من مرّة. السيدة عايدة الصيدواي عام1961 في مدينة الخليل التي تتموضع في جنوبي الضفة الغربية وبعدما تزوّجت من زوجها المقدسي حظيت بنعمة كبيرة وأصبحت جارة الأقصى. إنضمّت الصيداوي إلى مشروع مصاطب العلم وهو مبادرة إجتماعية رائعة لمواجهة إقتحام المسجد الأقصى من خلال القيام بأعمال إجتماعية نحو تعليم القرآن الكريم في باحات الأقصى والقيام بأعمال إعلامية لأيّ خطر تتعرّض له المسجد أو زواره. بالإضافة إلى ذلك هؤلاء من خلال تواجدهم التطوّعي في الأقصى يمنعن اليهود من الدخول فيه بالإعتراض عليهم. في السياق ذاته أجرت صحيفة الوفاق حواراً خاصاً مع المرابطة الفلسطينية عايدة الصيدواي وإليكم نص الحوار:
من هنّ النساء المرابطات في الأقصى؟
نساء منهنّ المقدسيّات من مختلف أحياءها ومن مدن الداخل المحتلّ رغم إختلاف أعمارهنّ ومستوياتهنّ العلميّة وإلّا جمعهنّ حبّ الأقصى وعقيدة الرباط فيه. يتواجدن فيه لأنشطة إجتماعية دينية منها ليقرأن القرآن ويتعلّمن أحكامه وتفسيره وفي نفس الوقت يُكثِرنَ سواد المسلمين في الأقصى في الوقت الذي يتقصّد الإحتلال فيه تفريغه من المسلمين تحت خطة التقسيم الزماني والمكاني.
ماذا يعني الرباط ومنذ متى تأسّست هذه الحركة؟
الرباط آية من القرآن حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران “يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ”. هذا الأمر فرضه الله فرض عينٍ على كلّ مسلم. “الرباط” ليس حركة بل هذا الأمر على عنق كلّ إنسان يدخل المسجد الأقصى. مصاطب العلم بدأت من عام2010 إلى عام 2015 وبعد ذلك حظرها الإحتلال الذي يريد تفريغ المسجد الأقصى لمّا رأى هذه الأعداد الهائلة من النساء والرجال حضر مؤسسة مصاطب العلم.
واجب على المرابطة من داخل القدس والخارج إن يرابطن من داخل الأقصى وإن لم يستطعن الدخول إلى المسجد الأقصى أن يرابطن أبواب المسجد الأقصى وفي شوارع القدس وعلى أقرب نقطة إن هم يرابطون بأعمالهم الإجتماعية والثقافية والإعلامية.
كم عدد المرابطات في الأقصى؟ هل هناك إحصائيّات؟
طبعاً لا نقدر أن نحصي أعداد المرابطين للمسجد الأقصى لأنّ الإحتلال أحياناً يمنع الناس أن يدخلوه لإقامة صلاة الفجر وصلاة الظهر فإثر ذلك يتغيّر عدد المرابطين فيه. أحياناً في يوم الجمعة يكون عدد المرابطين في الأقصى حوالي سبعين ألف مرابط ومرابطة يصلّون داخل المسجد بينما في الأيام العادية يكونون عشرات أو مئات لأنّ الإحتلال يمنع الرباط والتواجد في الأقصى حتى يُظهروا للناس ليس هناك مسلمون في الأقصى بل هو أصبح مكاناً متروكاً من قبلهم وفقط هناك يهود وصلوا إلى هناك حتى يجولوا في داخله. الإحتلال يُصوّر هذا المشهد ويقول للعالم أنّ لامسلم يتواجد هناك لأنّه يريد أن يقول تحوّل الأقصى إلى مكان سياحي ولم يبق مكاناً دينياً عند المسلمين.
هل هناك ضغوطات تواجه المرابطات في الأقصى؟
أكيد، هناك ضغوطات تواجه المرابطات حيث يُمنَعنَ من الدخول في الأقصى إلا بعد الساعة الثانية والنصف ولمّا يكون هناك إقتحامات يمنعوننا من أن ندخل فيه. أسماء وصور المرابطات موجودة على أبواب المسجد الأقصى مع شرطة الإحتلال. يقطع الإحتلال عنّا التـأمين الصحّي والمخصّصات ويمنعوننا كسكان البلدة القديمة بالقدس أن ندخل المسجد ونُجبَر أحياناً أن نصلّي وراء أبواب مدينة القدس.
حينما يرونكم زوّار الأقصى كيف يتعاملون معكم؟
الزوار الذين يشدّون الرحال إلى المسجد الأقصى يستغربون لمّا يرون الإعتداءات على النساء والشباب والرجال داخله. هؤلاء يعاملوننا بحنانة ويبكون حينما يرونَ بأمّ العين ضغطوات التي تُمارَس علينا.
ماهي الأنشطة الإجتماعية التي تقام في المسجد الأقصى؟
داخل المسجد الأقصى تُوجد أنشطة إجتماعية ودينية وفيها مدارس بُنيت منذ عهد صلاح الدين ومنها مدرسة تنكزية ومدارس أخرى. تجري فيها حلقات علم وتجويد القرأن القرآن في أربع مراحل وتُوجد دروس حفظ الحديث وحفظ القرآن الكريم وبفضل الله كل هذه الأنشطة توجد في المسجد الأقصى في حال يريد الإحتلال أن يُفرّغه من المسلمين.