موناسادات خواسته
الخبر كان مفاجئاً ولم يُصدق به أحد!.. استشهد السيد حسن نصرالله وارتقى إلى الأعلى وإلتحق برفاقه الشهداء.. كان للخبر صدى كبير في العالم، حيث ارتعشت قلوب المؤمنين والأحرار، وإمتلأت الأحداق بالدموع، والقلوب من الأحزان.. إثر الغارات الجوية الهمجية التي قام بها الكيان الصهيوني، والجرائم التي لا حدود لها وتندي جبين الإنسانية ، من قصف المستشفيات وغيرها، لا يستطيع بعض أعزائنا في لبنان، للرد على الحوار، ولكن أحرار العالم كلّهم أصبحوا صوت لبنان وغزة وجميع المظلومين.
احترقت قلوب الاحرار من فقدان سيد المقاومة، ولكن المقاومة الباسلة تواصل مسيرته حتى محو هذا الكيان الصهيوني المجرم، صواريخ المقاومة وإيران نزلت على رأس الصهاينة كالسجيل، ولا شك أن الثأر الأصلي قادم، والمقاومة يد واحدة تصفع الكيان الصهيوني والذين يدعمونه كل يوم، وبعد إستشهاد السيد حسن نصرالله، قام الشعراء بالرثاء له وأنشدوا أشعارا، وأقيمت برامج مختلفة، وفي إيران شهدنا أن الكثير من الفنانين تطرقوا للموضوع، فنذكر بعضها.
السيد نصرالله شمس العرب
وفي برنامج خاص بمناسبة استشهاد السيد حسن نصر الله، عبّر الشعراء البارزون مثل “عليرضا قزوة” و”أفشين علاء” عن مشاعرهم وآرائهم حول شخصية الشهيد نصر الله وتأثيره في جبهة المقاومة.
وذكر الشاعر البارز ومدير مكتب الموسيقى “عليرضا قزوة”، أن الشهيد السيد حسن نصر الله هو “شهيد ثورة الامام الخميني (رض)”. وقال: “هؤلاء كانوا أشخاصاً عظماء، من الناحية الأسطورية، وهم أساطير جُدد لأدبنا. وهؤلاء الرجال أصبحوا أنموذجاً، كأصحاب سيد الشهداء(ع) الطاهرين.
كان السيد حسن نصر الله يقول: لو مت ألف مرة لن أتخلى عن طريق الإمام الخميني(رض). الصدق والإخلاص الذي كان يمتلكه نصرالله لثورتنا وجبهة المقاومة جعله شهيداً على هذا الطريق.
وأشار قزوة إلى شخصية السيد نصر الله العظيمة، وأضاف: السيد حسن نصر الله كان حقاً شخصية عظيمة. وإذا وصل جثمانه إلى إيران فسيتم تشييعه بنفس الفخامة التي قمنا بتشييع الشهيد قاسم سليماني بها. بالتأكيد سيأتي الجمهور لتوديع هذا الشهيد العزيز”.
وأشاد الشاعر البارز “أفشين علاء”، بشخصية السيد حسن نصرالله من خلال قصائده الملحمية وأطلق عليه لقب “شمس العرب”، وقال: “السيد حسن نصرالله أصبح شمس العرب بلا مَملكة ولا قصر، فيما يقف حكام العرب أمامه كذرات دون إرادة”.
وتابع: “الملوك العرب اليوم، بدلا من المقاومة والدفاع عن القيم الإسلامية، منخرطون في القضايا الدنيوية والتبعية للقوى الغربية. لكن السيد حسن نصر الله كان رمزاً للمقاومة الإسلامية بشجاعته ومكانته”.
ثم قرأ عليرضا قزوة قصيدة وصف فيها سنوات مقاومة هذا الشهيد: “بقيت وحيداً يا نصر الله.. أصبح الجنوب مثل كربلاء، وبقي البحر الأبيض المتوسط كالفرات..
أنت الرداء الوحيد للجرحى والذين دون أكفان في هذه المنطقة، بينما الزعماء العرب صنعوا وباعوا الدشاديش كأعلام للسلام؛ وينتظر ملوك العرب أن تمطر القرارات لهم الأرض والخبز والغلمان، فيما يغرق الجنوب في الدماء، وتبقى غزة جريحة بلا مأوى.
لقد بقي نصر الله وحده، ولكن عليه أن يسترد السيف والفرس والحماس العربي، لأن ملوك العرب ليسوا إلا كأشباح الموتى..
الشعراء الإيرانيون يرثون السيد نصرالله
من جهة أخرى أعرب نخبة من شعراء وأدباء إيران عن تعازيهم لكل أحرار العالم باستشهاد السيد حسن نصر الله المقاوم الشرس، وذلك بنشر أحدث أعمالهم.
وأثار خبر الاستشهاد المرير ردود فعل واسعة بين أهل الثقافة والفن والأدب. ونقدّم لكم جزءا من رد فعل أهل القلم على هذه الحادثة الأليمة.
كما كتب الكاتب “علي أصغر عزتي باك” في ملاحظة قصيرة: “أبكي عليك، لكنك ستنهض قريباً يا عزيزي السيد، وتبهر العيون.أنا في انتظار أن أشاهدك في رداء آخر! لقد كنت شرف الإنسان في الأيام التي رأيتها!”.
قزوة: السيد حسن نصرالله لا يموت
رثى مدير قسم الشعر والأناشيد في الإذاعة والتلفزيون الإيراني “عليرضا قزوة” بأبيات شعرية نارية، حيث خاطب السيد الشهيد حسن نصرالله الذي يعتبره حي لا يموت ويقول: ” يا سيدي العزيز الذي في قمة الكمال/ لقد أعطاك الله المجد والجمال/ من الأنفاس المليئة بالنور الملائكي/ أعطوك يا سيد المشتاق! أحسن الحال/ أنت على قيد الحياة، يا قتيل منصور / أنت عين الحضور، ولست حلماً، ولست خيالاً / أيا مرآة الوصال هل أنت مكسورة؟ أنت لم تنكسر/مع كل نفس وصلت إلى وصال/ رجال الشهادة كلهم من أهل الجنة/ ولم يكن لرجال الله أي زوال/ لقد تألقت اليوم أفضل من بدر/ بالأمس لو كنت البدر والهلال/ في فلسفة العلم والعمل كامل في كلاهما/ أنت المثل في الحب والحكمة المثالية/ لقد عبرت جسر السيف بقلبك/ يوم القيامة لن يسألوا منك أي أسئلة/ الشامات لم تشهد رجل كبير مثلك/ لم يسمع العالم عن صالح كمثلك/ يا مَن تراب قبرك باب إلى الجنة/ أينما تذهبت، يتم تكريمك واحترامك/ كل خطبة قرأتها أصبح الجمال المعصوم في عيونك هادئاً/ غداً تمتلئ الأرض برائحة صوتك/ فلا يجد عدوك إلا الموت/ “سيد الحسنى” لقد سفكت دماؤك في هذا السهل، أصبحت أرضك مباركة ومكانتك عالية.
مؤدب: من هو هذا القائد الوحيد؟
ومن جهته أنشد الشاعر “عليمحمد مؤدب” أبيات شعرية في رثاء السيد الشهيد حسن نصرالله، حيث قال: من هو هذا الصاعقة الشامخة؟/ الذي يقف مثل ذو الفقار علي/ فوق بحار النفط المضطربة وجبال الدهون الخام/ وفي ليالي “تل أبيب” و “حيفا” القلقة/ إنه يحرق أنف الصواريخ الأمريكية المضادة للصواريخ/ من هو هذا النخيل؟/ في مجال القرع الوراثي؟/ هذه النخلة الغاضبة/ في وسط هذا المكان للراقصات/ الذين بنوا جزيرة صناعية في البحر/ لـ “مايكل جاكسون” و”الأمير الصغير”/ في إسطبل الكثير من الأغنام، من هو هذا الأسد؟/ ومن بين كل هذه القشات، ما مدى غرابة هذا السيف؟/ من يحمل علم الفتح هذا في يد الذين لبسوا الدشداشة؟/ محاصر بكل هؤلاء الأمراء/ من هو هذا القائد الوحيد؟/ كان الجنوب عطشاناً والتفاحة عطشانة/ كان البحر الأبيض المتوسط عطشاناً وبيروت عطشى/ أعطى الله لنا ولقتلة “الامام الحسين” فرصة ثانية/ أخذ يد العباس المقطوعة من الشريعة/ وأرسله على أكتافك لمساعدتنا/ نحن نسميك “نصر الله”/ وبعد اسمك نؤمن بـ “فتح قريب”/ نحن نؤمن بقلبك/ التي ترتدي عباءة جدّك/ وأنت تصرخ الله أكبر/ بإرث طيبة من فاطمة وغضب حيدر الكرار.
عرفان بور: أنكر الخبر بنفسك! استيقظ! يا نصرالله!
ويخاطب الشاعر الإيراني “میلاد عرفان بور” السيد حسن نصرالله ويقول: ما الذي يجري هذا الخريف! يا نصرالله!/ أنكر الخبر بنفسك! استيقظ! يا نصرالله!/ أبلغوا عن انفجار القلوب والبيوت/ الخبر قنبلة ودمرتنا أيضاً يا نصرالله!/ بعد هذا الدخان كنا نقول “جاء نصر الله”/ ليس لدينا سوى القنوت شيء يا نصرالله!/ العالم كله يفتقدك وينتظر سماع كلامك/ ولا تسأل عن كأس الصبر الذي فاض يا نصرالله!/ قل من مركز القيادة – من السماء – لنا/ ماذا ستفعل بالشيطان اللعين يا نصر الله؟/ جاء الحسين عندك في هذه الساعة، مبارك عليك/ أنت وزيارة الحبيب والبكاء المتصل يا نصرالله/ لقد أجبرت نفسك على العيش في السجن لسنوات!/ ماذا حدث حتى تركت رداء التجنب يا نصر الله!/ من الآن فصاعدا، لن تبقى الضاحية على الهامش أبداً/ قلبنا بيروت الإستشهادية يا نصرالله!/.
إسرافيلي: إسمك الأمان
كما أنشد الشاعر “حسين إسرافيلي” أبياته الشعرية لرثاء سيد المقاومة واعتبر اسم السيد نصرالله هو الأمان، وقال مخاطباً سيد المقاومة: إسمك الأمان/ الموجات الهائجة/ تنعكس/ لكي تهدأ على شاطئك/ والفرسان الشجعان/ من السهول الشاسعة/ يأتون بسرعة/ لترتاح في حقولك/ للقائك/ من صخور روما الصعبة/ لكن قبل أنا/ الشمس، على الصخور/ ترتفع وتشرق/ الفتيات يزغردون إسمك/ لأنك نوّرت أحلامهم/ والأمهات، يستمرونك في الأساطير/ وهم يروون قصصهم/ والرجال يصقلون سيوفهم/ ليكون حارس شرفهم إلى جانبك.
مستشار نظامي: استنارت الدنيا بنور الشهادة، وجاء نصرالله
من جهتها قالت الشاعرة الإيرانية “نغمه مستشار نظامي” التي رثت السيد الشهيد نصرالله بهذه الأبيات: القلب الذي لا يبتعد عن هذا الحبيب هو المنتصر/ يخطو خطوة حتى الصمود في الطريق فهو المنتصر/ يومض الوقت وجاء صوت الرحيل للركاب/ من يبقى على قيد الحياة لفترة قصيرة هو الفائز/ ولا يوجد فتح في العالم إلا صباح اللقاء/ لو اشتعل قلبك في محل الشهادة فهو منتصر/ أُقتلنا، لأن القتل أصبح إحياء/ خِف من غضب غزة، من دموع لبنان، لأن التنهيدة منتصرة/ استنارت الدنيا بنور الشهادة، وجاء نصرالله/ من أكون أنا؟! وقال الله إن حزب الله هو المنتصر.
ناني زاد: تتحدث عنك أغصان بستان الزيتون
من جهتها تنشد الشاعرة “فاطمه ناني زاد”: مدوية في أذن الأرض صوت تكبيرك/ تتفاجأ الشمس بنور سيفك/ يحبك التفاح الأحمر اللبناني/ في إطار الصور لسهول شقائق النعمان، صورتك/ تتحدث عنك أغصان بستان الزيتون/ في آية “نور على نور” تفسيرك/ ستصلي صلاة الصبح في المسجد الأقصى/ نعم، خطتك سوف تتحقق هكذا/ لأن السماوات مضطربة لعينيك/ وفي النهاية ستكون الشهادة تقديرك.
رصاصة الكلمات
وهكذا أُطلقت رصاصة الكلمات من فم ويد الشعراء لتُطلق في وجه العدو الصهيوني، ومسيرة المقاومة متواصلة حتى محو هذا المحتل المجرم.