الباحث والأكاديمي د. نبيه علي أحمد من لبنان للوفاق:

الشهيد نصر الله سيُخلَّد في ذاكرة المقاومة ولا تضعف بإستشهاده

في إطلالة سماحة الشيخ نعيم قاسم الأخيرة، طمأن الجمهور الى أن المقاومة لا تزال بخير وأن قدراتها في تمام عافيتها، والترتيب الهرمي للكوادر قد تم ترميمه، هذا يؤكد ان مسار الصراع الكبير مع العدو الصهيوني تم التخطيط له منذ البداية

2024-10-02

سهامه مجلسي

 

المقاومة لا تضعف باستشهاد قائدها، لأن القادة الكبار يرحلون ويتركون خلفهم منظومةً فكريةً ونهجاً عملياً في المقاومة والشرف، فالمقاومة فكرةٌ وفكر، والشهيد نصر الله هو ذاكرتها وتاريخها وفاءً لوقوفه على رأس المقاومة الوطنية اللبنانية ضد العدو الصهيوني المتغطرس رغم أعباء المواجهة التي كان يحملُها، وفي قلب هذا الوفاء سيبقى اسم السيد الشهيد خالداً، وبهذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الباحث والاكاديمي الدكتور نبيه علي أحمد من لبنان وفي يلي نصه:

 

ما هو دور أمريكا في عملية إغتيال السيد الشهيد حسن نصرالله؟

 

انطلاقاً من المقولة التي نؤمن بها على مرّ السنوات “إن أمريكا هي الشيطان الأكبر”، وهي أصل وبداية كل الشرور في العالم أجمع. لانها بنيت على أجساد الشعوب الأصلية، وعلى قتل وتشريد الملايين، لا يمكن لها أن تكون الا مشاركة في كل مؤامرة أو اغتيال يتعارض مع مصالحها فكيف إن كان الأمر يتعلق باغتيال شخصية عربية عالمية كسماحة الامين العام لحزب الله، إن أميركا بمشاركة حليفها الكيان المزعوم الغاصب، قد حرصا على التخلص من كل ما يهدد مصالحهما في سرقة اراضي الغير وممتلكاته، حتى حرية الرأي والتعبير عندهم.

 

لا يمكن أن نتصور جريمة اغتيال لا تكون اميركا وراءها، خاصة عندما يتعلق الموضوع بالمقاومة، وهي تعني حركات التحرر التي وقفت في وجه مطامعها، واستعبادها للضعفاء والمساكين.

 

ان اميركا هي المخطط والمدبر والحامي لهذه الجريمة، لانها تعتبر سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله مسؤولاً خلال سنين طويلة عن افشال مخططاتها في السيطرة على المنطقة، من مشروع الشرق الأوسط الجديد، الى توطين الفلسطينيين في لبنان وتهجيرهم من أراضيهم، الى القضاء على حركات التحرر في العالم خارج نطاق صلاحياتها.

 

نائب الأمين العام لحزب الله أكد أن العدو لا يستطيع أن يطال قدرات وعزيمة حزب الله، كيف تنظرون الى التأكيد على هذا الموضوع؟

 

في الإطلالة الأخيرة لسماحة الشيخ نعيم قاسم، بعد اغتيال سماحة السيد حسن نصرالله، طمأن الجمهور الى أن المقاومة لا تزال بخير، وأن قدرات المقاومة لا تزال في تمام عافيتها، والى أن الترتيب الهرمي للكوادر قد تم ترميمه بعد شهادة القادة الاعزاء، هذا يؤكد الى ان مسار الصراع الكبير مع العدو الصهيوني، قد تم التخطيط له منذ البداية، أي منذ أول طلقة في وجه هذا العدو المتغطرس، والدليل على ذلك إلى أن المقاومة قد فقدت العديد من الكوادر الأساسيين وعلى رأسهم الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، وقد قيل عندها الى أن حزب الله قد انتهى، فجاء سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله ليؤكد للقاصي والداني إلى أن المقاومة بخير وأن مسارها التصاعدي قد تجاوز حدود لبنان وسورية الى فلسطين واليمن والعراق وغيرها، وقد تطور عمل المقاومة كماً ونوعاً ليستطيع محاربة كافة مخططات الغطرسة الصهيونية، ليتأقلم مع كافة الظروف والتحديات.

 

ان كلام الشيخ نعيم، يدل على أن كل الكوادر في حزب الله، قد أعدوا العدة لهذا اليوم المنتظر في الصراع الأخير مع العدو الصهيوني، حتى بعد شهادتهم، فمسار حزب الله لا يرتبط بشخص، بل هو نهج وطريق، وعندما تسقط الراية من يد أحد يحملها الآخر، وهكذا حتى تحقيق النصر الكبير بإذن الله.

 

سماحة قائد الثورة أكد أن بنية وهيكلية حزب الله قوية ولا يستطيع العدو أن يعّرضها للخطر، كيف تقيّمون هذا الموضوع؟

 

ان كلام سماحة القائد الإمام الخامنئي دام ظله الشريف عن قدرات حزب الله، هو كلام الخبير العالم بكل شيء، كيف لا وهو القائد الأعلى لحركات المقاومة، وهو على دراية بكافة تفاصيل عملها، كما هو محيط بكافة التفاصيل المتعلقة بالعدو، ولا ننسى ان سماحته هو نائب الإمام المهدي الغائب(عج)، أي ان هذا الإنسان العظيم المسدد، الذي يقود الأمة الإسلامية الى التخلص من غطرسة وهيمنة أميركا على مقدراتها وشعبها، والتخلص من اداتها في المنطقة وهو العدو الصهيوني، إن كلام سماحة القائد هو كلام واقعي، فهو يدرك حزب الله جيداً وقد رعاه منذ بدايته حتى اشتداد عوده، كما أنه يتمتع بتسديد إلهي قلّ نظيره، ولا ننسى حديثه خلال حرب تموز، حين بشّر سماحة السيد الشهيد بالنصر قبل نهاية الحرب وهذا ما حصل، وها هو الآن يبشر المقاومة في كل المنطقة بنصر مظفّر على هذا العدو الفرعوني، ونحن ندرك تماماً كيف كانت نهاية فرعون الطاغية في التاريخ.

 

ما هو المطلوب من الحكومات والشعوب الإسلامية اليوم لدعم جبهة المقاومة؟

 

ان الدول العربية حالياً وللأسف هي ضعيفة وتخاف من بطش أميركاـ وعلى مرّ التاريخ لم تستطع الا بضعة دول الوقوف في وجه أميركا، وقد قام هذا الأخيرة بتخريب سياساتها واقتصادها وفرض عقوبات عليها، كما أن البعض الآخر وللاسف، وعلى رأسهم أسوأ الدول العربية، وهي الإمارات ، التي جاهرت بالتطبيع وبما وراء التطبيع مع العدو الصهيوني، وستحذو حذوها دول أخرى مثل السعودية ومصر…

 

لهذا نحن ربما نتوجه الى الدول المقاومة التي وقفت في وجه أميركا، كاليمن والعراق وسورية وربما بعض الدول الأخرى، وندعوها الى الإتحاد وتوحيد الجهود والمقدرات للدفاع عن حركة المقاومة في العالم، وإن جهود هذه الدول مجتمعة من شانه أن يحدّ من هيمنة البطش الاميركي، خاصة بعد أن ضربت هيبتها في المنطقة منذ أحداث 7 اكتوبر وحتى الآن، وإن العمل على مواجهة هذا الكيان السرطاني هو واجب شرعي وانساني مقدس، لأن نصرة المظلوم في وجه الظالم هي من أهم المبادىء التي جاءت بها أديان الرحمة السماوية. وإن قتل أميركا للقادة دليل على أن هؤلاء إستطاعوا إلحاق الضرر الكبير بهيبتها خاصة أن دماءهم تتحول الى نهج ومسار مقاوم ينتشر كالنار في الهشيم في قلوب وعقول الشباب.

 

إن أميركا هي الشيطان الأكبر والصهاينة هي عدوة المسلمين على مرّ التاريخ، وقد وعدنا القرآن بأننا سننتصر عليهما وستكون نهايتهما على يد ثلة من المؤمنين باعت الأرواح فداءً لهذا النهج الحسيني، ولنعلم دائماً بان من ينصر الله ينصره، فكيف بمن يقدم كل هذه التضحيات في سبيله من شهداء وقادة، فمن المؤكد بأن أقل ما يمكن أن يقدمه الله سبحانه وتعالى كمكافأة لهؤلاء المخلصين هو الصلاة في القدس وفتح الحدود معها من دون وجود كيان غاصب.

 

حمى الله المقاومة في كل العالم، وعلى رأسها المقاومة الإسلامية، حزب الله، الحوثيون، كافة فصائل المقاومة في العراق والبحرين وغيرها… وإن شاء الله ببركة شهادة سيد شهداء القدس سيكون النصر قريب بإذن الله.

 

المصدر: الوفاق/ خاص